اقتباس:لهذا عاش و أستشهد الرسول بولس لا من أجل أن ينكح طوب الأرض و لكن من أجل أن ينقل رسالة السيد المسيح لكل الأمم و لهذا أعتبر كل المؤمنين أولاده الذين تمخض بهم

الأخ عبد المسيح:

لعلمك الخاص بولس كان متزوج بدليل أنه كان عضو في السنهدريم و من شروط عضوية السنهدريم الآتي:

رجل يهودي متزوج.


اليهود كانوا يعتبرون الزواج مثال لاكتمال رجولة الرجل تماما كما نرى في الشرق اليوم بأن فلان تزوج و صار رجل و رب أسرة. حتى مجرد عبارة رب أسرة أصلها سامي لأن الزوج كان هو السيد في الوقت نفسه و المرأة مبعول به. لربما فقد بولس زوجته أثناء هذه المقاومات و بالتالي يمكن أن يستقيم المعنى بقوله: "خسرت كل الأِشياء وأحسبها نفاية لأجل فضل معرفة المسيح". نعم بولس لم ينكح طوب الأرض كما قلت و لكنه نكح إمرأة واحدة و كان هذا النكاح كفيل بحدوث إمكانية عضويته في السنهدريم.

و لعلمك يا عبد المسيح، العزوف عن الزواج أصلا اتجاه ترجع جذوره للغنوصية الوثنية والذين بدأوا بالتخلي عن كل ما هو مادي فتركوا اللحوم و ما يرتبط الزواج و الجسد و تجد رسالة يوحنا موجهة لهذه الميول الغنوصية التي بدأت تخترق المسيحية و ورثتها الكنيسة القبطية في نظامها الرهباني. هذا هو الاختراق الغنوصي للمسيحية و الذي صار اتجاه مريض يخلط الناس بينه و بين المسيحية الأصلية والتي قوامها حياة يسوع المسيح بكامل إنسانيته المتجسدة.

(f)