و هذا مقطع من مذكرات القرضاوي يعترف فيه بعمالته و كتابته لتقارير لصالح جهاز امن الدولة
مع المقدم أحمد راسخ
جرت عادة المقدم أحمد راسخ المسؤول عن إخوان القاهرة في المباحث العامة -مباحث أمن الدولة الآن- أن يطلبني لزيارته مرتين: مرة بعد قدومي من قطر، ومرة قبيل سفري إلى قطر.
وهذا ما فعله معي في هذه الإجازة، فقد طلبني للقائه بعد أيام من قدومي، وحدّد لي موعًدا لا أخلفه، فذهبت إليه في مكتبه بوزارة الداخلية في لاظوغلي ورحّب بي على العادة، وطلب أن أعطيه فكرة عن نشاطي خلال العامين الدراسيين المنصرمين، ولم أضنّ عليه بهذه الفكرة، وعاتبني كالعادة بأني أهملته، ولم أجب عليه ولو برسالة تهنئة في عيد الفطر وعيد الأضحى، وأجبته معتذرًا بأننا هناك بمجرد وصولنا نغرق في أعمالنا، والقلوب متصلة! وحاول أن يسأل عن بعض الأوضاع في قطر، وقلت له: إننا لا نعرف عن هذه الأوضاع شيئًا، ونحن ضيوف في هذه البلاد علينا أن نؤدي واجبنا بأمانة وإخلاص، وأن نكون خير رسل لبلادنا وديننا.
ولقد عرف راسخ من حديثي أني أديت الحج هذا العام، فالتقط الخيط، وقال لي: لا بد أنك لقيت عددًا من الشخصيات الإسلامية، التي يكون هذا الموسم فرصة للقائها؟
قلت له: لقد كانت معي زوجتي وبناتي الأربع، وهن صغيرات، وإحداهن رضيعة، فكنت جد مشغول بالعائلة وطلباتها، ولم يتح لي كثيرًا أن ألتقي بمن حضر الموسم من الشخصيات الإسلامية الكبيرة، إلا ما كان من لقائي بالأستاذ مصطفى السباعي.
قال: لا بد أنكما تحدثتما حديثًا مهمًّا فيما يخص العرب والمسلمين، وما يجري في مصر وسوريا والمنطقة.
قلت: الحقيقة كان حديثنا في الواقع بعيدًا عن هذه الموضوعات، كان كل حديث الشيخ عن حبه لرسول الله، وقصائده في مدحه والشوق إليه، ولم يتطرق إلى القضايا العامة إلا قليلاً.
قال: يهمني هذا القليل. وأريد أن تكتب لي عدة صفحات عن زيارتك للبلد الحرام. قلت له: ربنا ييسر الأمر.
وسلمت عليه وخرجت وقبيل سفري بأيام طلبني للقاء كالعادة، وقلت في نفسي: ترى هل سيسألني عن التقرير الذي طالبني بكتابته عن رحلة الحج، أو أنه نسي هذا الأمر؟
ومن باب الاحتياط كتبت صفحة ونصفًا عن هذه الرحلة، ليس فيها شيء يُذكر، كلام كله إنشاء، كما نقول. وقلت: لن أبادره بإعطاء هذه الوريقات، ما لم يطلبها مني.
وحينما ذهبت إليه ولقيته لم يحدثني فيما سبق الحديث فيه، ولم يطلب مني شيئًا، كل ما طلبه مني كالمعتاد ألا أنساه من الرسائل، ولو في المناسبات، وأن نخبره بأي شيء غير عادي يحدث يهم مصر أن تعرفه، وقلت له: إن شاء الله. وقد حفظت من مذهب الحنفية: أن من ذكر شيئًا ثم قال: إن شاء الله، لم يلزمه شيء بالحنث؛ لأن (إن شاء الله) إبطال لليمين عند محمد، وشرط لا يوقف عليه عند أبي يوسف، وهكذا نويت حينما قلت له: إن شاء الله!!
http://www.khayma.com/mstnad/QRADMEM/2nd/19.htm