مع أنني صرت أقرف من مناكفة المدافعين عن النظام السوري ولو بشكل غير مباشر، غير أنني سأستجيب -احتراما- لبعض إضافاتك خارج الموضوع، والتي ستحوله لبروباغندا للنظام السوري نفسه!

حماس كانت في الأردن قبل ان تكون في سورية، واستفادتها من النظام السوري، واستخدامه لورقتها كأوراقه الأخرى لا تلغي المعطيات التالية:

الإعلام السوري حتى وقت قريب يرفض أن يتناول اسمها بحركة المقاومة الإسلامية، بل دائما يسميها بحركة المقاومة الوطنية أو الفلسطينية أو يكتفي باسم حماس، ولا أدري إن غير من طريقة مخاطبتها الآن أم لا، وهذه واحدة تشي بالفرق في التاعمل...

ثانيا أتحدى أن يسمح برفع صور خالد مشعل على السيارات والعمارات، وان ترفع معه شعارات حماس (الإخوان) في وسط دمشق، ولكن صوره في المخيمات وأعلام حماس فيها فأمر مفهوم لخصوصية المخيمات...

ثالثا لبنان في مفهوم سورية الأسد هي مزرعة خاصة ينطبق عليها وعلى مواطنيها بعض ما ينطبق على السوريين وخاصة على الصعيد الأمني والسياسي، وبالتالي فمقارنة سياسة النظام مع حزب الله بجبهة العمل وحركات إسلامية اخرى قياس مع الفارق، فالنظام يعتبر أن مجرد اللقاء مع هذه الحركات هو مكسب يعزز وجهه القومي والممانع، ويعطيه دعاية شعبية شبه مجانية، أما الحال مع اللبنانيين فنحن استمعنا من فتحي يكن نفسه أن قوات الفجر المقاومة السنية التابعة لحركته جمدت وأقصيت ليحل محلها قوات أخرى مرضي عنها سوريا، وهو في خطابه الشهير بالاعتصام المفتوح أعلن بوضوح أن حركته وآخرين سماهم بالسنة هم من بدأ المقاومة في لبنان، فأين هم الآن؟ على أن الخلط بين يكن الآن وبين الجماعة الإسلامية التي أسسها ثم صار الآن في حركة أخرى هي جبهة العمل، ومواقف الجماعة الإسلامية الآن على الضد تماما من السياسة السورية التي كانت تتعامل معها اضطرارا لمعرفتها أن النظام الذي فرض القانون 49 على أشقائها في سورية بتمثيلية برلمانية، قادر على فرض هذا السلوك في لبنان بدون قانون يدعمه، وإنما ببلطجة مخابراته التي كانت ولا تزال ترتع في شمال هذا البلد وجنوبه، وسهله وجبله!

رابعا الجعجعات الورقية يسأل عنها غيرنا ممن يجلس في مكتبه الوثير بدمشق وهو يزعم أنه يعارض النظام! أما نحن فقد استنفذنا ثلاثة أرباع عمرنا مجاهدة، ودفعنا الضريبة من دماء إخواننا وأرحامنا، وأموالنا التي صودرت وبيوتنا التي احتلت وأسرانا الذين فقدوا، وأمننا الذي هدد، ومواطنيتنا التي سرقت ومنعنا ربع قرن بلا وثيقة رسمية نضيف بها مولودا أو ننال شهادة حتى صار همنا بعض حين معالجة التفاقمات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي نتجت عن هذه الحرب القذرة، نحن من دفع الضريبة لا أمثالك الذين يتسلقون المعارضة وهم يطبلون للنظام أكثر من رجالاته أنفسهم!

آل معارضة بيانات ورقية آل!!

أيضا خلط الأوراق بين النقد والافتراء، نظير خلطك الأوراق بين التقديس، والدفاع عن الأبرياء

ربما لم تقرأ لي: الصحوة الإسلامية ما لها وما عليها، وربما لم تطلع على لقائي في النادي هنا، ولذلك فأنا أعذرك إذ لم تطلع مني على نقد لبعض أفكار وأشخاص الحركة...

غير أن هذا في وادي، ووضعك لكلمة من عينة بيعة أبدية وطظ في مصر خارج سياقها لتجعلها علامة على سياسة إخوانية هذا وادي آخر هو وادي التجني والتصيد في السياق العكر وخلط للأوراق حتى تطيش الحقيقة....

نعم للإخوانى كثير من السياسات الخاطئة، وفي أشخاصهم حتى القيادات منهم مثل ما في غزية كلها من غواية وخلافه، ولكنني حين أنتصر لبريئ في تجن ما، أو أنصر منهجا بعيدا عن الأشخاص إنما أدافع عن الإسلام والعروبة وهما هوية مجتمعاتنا، إذ أننا جميعا نرفض تحميل العروبة والإسلام وزر بعض الحالات المنحرفة في التطبيق، ولو كان الموضوع لنقد الإخوان تحديدا -كما هو دأبك في حرف كل المواضيع الحوارية معي- لتوسعت ومثلت لك، ولكنني بالفعل صرت أقرف من هذا الأسلوب، واشعر أنه طريقة مقصودة لإغلاق الحوار مع المخالف أو توتير الجو حد التفجر، وما ذلك بحال سلوك من يثق من عدالة فكرته الحوارية وقدرتها على الصمود في حوار موضوعي بعيدا عن الإغراق والتشتت في موضوعات لم تكن محل الحوار...

اختر ما تشاء من موضوعات لنقد الإخوان، وسنتعاطى معك احتراما مهما كانت مكررة ومتجنية، ولكن لا تحول كل موضوع حتى ولو كان يناقش انقطاع الكهرباء في دمشق على أنه نتيجة سياسات الإخوان والمعارضة السورية الإمبريالية العميلة!!

يعني مرة واحدة يا أيها المعارض لا تحشر نفسك في زاوية التطبيل للنظام، حتى ولو بطريقة التهجم على معارضيه، خاصة وأنك صبح مساء تزعم أنك من أشاوس المعارضين في الداخل!!


مواقفي تجاه الشيعة والدروز والعلويين والأقليات الدينية والعرقية ليست صارخة بهذا الحد الذي تظنه، ولكن أسلوبك (الناعم!) يستفز أعلى ما فيها، ويهيجها حتى تبدو بصورة فاقعة يحلو لكم أن يوصم بها خصمكم...

يعني كانت قضيتي هنا مثلا مع حزب الله هي ما أعلنته قبل عام في النادي وفي مقال مشهور نشر بعدة مواقع وبمجلة مطبوعة هي مجلة المجتمع الكويتية، وعنونته بـ: (نصر الله الحزب لا نصر الله المقاومة)

آنذاك كتبت أربع أو خمس أبيات مدحت بها السيد حسن نصر الله...

وكتبت بالوفاء للمقاومة كتابات أغضبت زميلنا حسان المعري وغيره، واعتبروني أداهن الشيعة، وبعض أصدقائي قالوا لي: شو حنيت لأخوالك؟!!

لكنني اليوم وبعد هذا التقديس المبالغ به لسياسات الحزب التي كنت ولازلت أعارضها صرت لا أفضل حتى استخدام كلمة السيد عنذ ذكر اسم حسن نصرالله كرد فعل على هذا التقديس والغلو من أشخاص بعضهم كان ولا يزال يرفع قميصا علمانيا معاديا للدين!!

سيكون هذا آخر رد لي هنا حتى لا نحرف موضوع طارق عن وجهته أكثر مما فعلنا، ولأنني بالفعل ما كنت أريد إضافة أكثر من العنوان الذي نضدته، ألا وهو تقديس نصر الله، ولكن يبدو أن هذه الكلمة ليست قليلة، وهي تفتح مواجع تخرج كثيرين عن دماثتهم المعهودة!

واسلموا لود واحترام:redrose: