Array
النبع

(14/8/2007)

* ألم تشتاقي يا حيوانة؟

* التقينا قبل مدة في مكان خارج العاصمة, وأكلنا برسيماً, وكان ثمّة أصناف عديدة من الكلأ. ثم افترقنا على أمل أن نتواصل, وقد طلبتك البارحة, ولكن احداهن قالت لي :»جميع الخطوط في هذا الاتجاه مشغولة«.

* وها أنذا وحدي في المرعى. وجاء في »ملحمة جلجامش« أن »أنكيدو« أمضى أسبوعاً بمعية امرأة في البرية: ظلا معاً, وقد شربا الماء من نبع تشرب منه الوحوش, وأكلا مما تأكله الوحوش, ويا لها من وحوش متسامحة ومتفهمة. ولكن المرأة شعرت بملل, وأصابتها كآبة/ وهذا مألوف عند كل النساء/ فقررت أن ترجع الى المدينة, وقالت ان لها شقة طابقية قريبة من سوق تجاري يمكن أن يشتريا منه لحماً, وشرحت له ان بالامكان اعداد »كفتة بطحينة« من اللحم, وأن بامكانهما ان يرتميا في »كوفي شوب«, ويتلامسا من تحت الطاولة ضمن تواطؤ متعارف عليه من جانب العاملين في المكان. فظن »أنكيدو« أن المرأة تمزح, ولكنه أدرك انها جادة عندما رآها تخلع ورقة التوت, وترتدي »جينزا« ضيقاً, فقال لها: »خذيني معك«.

* وجاءا معاً الى مدينة لا يوجد فيها نبع, ووحوشها ضارية. فعودي الى المرعى يا حيوانة.
محمد طمليه
[/quote]

أقصوصة رائعة ذات مدلولات هامة تحكي واقعا وتدفع للتأمل
يبدو أن الحدث يتنامى ليقول لك في النهاية أن بعض الناس يعيشون ليأكلوا
لا يأكلون ليعيشوا

ولكنهم كما ترى في المدينة في بلاد الحضارة وجدوا الإنسان أكثر وحشية من الحيوان

أتساءل لو عاد أنكيدو أو جلجامش وشاهد هؤلاء السفلة والمجرمين الذي يفجرون أنفسهم بالأبرياء ماذا سيقول

نص جميل لمحمد طلمية
محبتي ومودتي