أعتقد أن حالة العري التي تغزو المجتمعات الغربية مفادها فلسفة الطبيعية naturism التي تدعو للعودة للطبيعة أو حالة الطبيعة حيث يكون الإنسان متصالحا مع نفسه (والمقصود بنفسه بالخصوص جسده) والعالم من حوله.

الإنسان العار يقول للعالم أنه الآن يعيش حالة الحقيقة التي تحاول الثقافة (الأشياء التي اكتسبها الانسان بمرور الوقت) أن تخفيها أو تغيرها أو تحرفها. إنه الآن إنسان بدون عقد تنخره، يحترم جسده ولا يخجل منه سوى الجسد العار المستهجن من قبل النظم الأخلاقية و/أو الدينية أو الجسد البشع المستهجن من قبل الثقافة الإعلامية الاستهلاكية. إنه لا يخجل من جسه مهما كان مستهجنا أو بشعا في نظر الآخرين (لذلك لا يجب أن نستغرب إن رأينا أغلبهم يعملون كروشا وجلودا متهرئة وشعرا أشعث ولحي طويلة). فبالنسبة إليهم إذا أراد الإنسان أن يعيش حالة الحقيقة فعليه أن يعيش حالة العري أولا إنطلاقا من حقيقة أن الجسد هو أول وسيلة لاتصال الانسان بالعالم. وما الملابس إلا ثقافة فرضتها مذاهب وعادات وأخلاق نفاقية. إنها أكاذيب أصبحت بمرور الوقت حقيقة لا جدال فيها (لذلك ترى أؤلائك الوعاظ والكهان يتحدثون عن الفطرة والعورة... على أنها حقائق بديهية) بينما الحقيقة هي في الانسان الطاهر النقي العار.

العري عندهم يعني الطهر والنقاء والعودة للطبيعة.
وبالنسبة إليهم هو أيضا صرخة في وجه الثقافة التي يرونها مجموعة أكاذيب قام الناس بتصديقها واستهلاكها حتى أصبحت حقيقة.


هكذا تحدث فيلالثست...