{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لماذا يبدو المسلمون كالمجانين امام العالم المتحضر؟
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #27
لماذا يبدو المسلمون كالمجانين امام العالم المتحضر؟
لوجيكال .
سؤال مركب يمكن إعادة طرحه ليكون.. هل هناك علاقة بين العقائد الدينية و التنمية وأيهما يقود الآخر ؟ ، و بالتالي هل للمسيحية دور في تطور أوروبا و للإسلام دور في تخلف الشرق ؟ . هذا بالفعل كان موضوعا لأكثر من حوار شاركت فيه خاصة مع زملنا المهندس وليد ، و بالتالي ليس من السهل وضع إجابة مختصرة ، فهو يطرح ضمنيا نظريات و اجتهادات لمفكرين كبار بحجم كارل ماركس وماكس فيبر .
بداية سنجد لدى الفكر الكلاسيكي إجابتان مختلفتان بل متناقضتان هناك من يرى أن الواقع المادي هو الذي يسبق الفكر و يصوغه و في المقابل هناك من يرى أن الاقتصاد ليس هو ما يحدد الثقافة ( و المعتقدات الدينية ) بل أن الثقافة التي تقوم على المعتقدات الدينية هي التي تدفع في اتجاه التغيير الاقتصادي . الموقف الأول مادي يقدمه كارل ماركس و الثاني مثالي لماكس فيبر .
لدى ماركس أن القيم و العقائد ليست نهائية أو دائمة فالشعوب تتغير كما يتغير الأفراد ، إن العوامل الاقتصادية و علاقات الإنتاج أو ما يسمى بالقاعدة الاقتصادية economic base ، هي التي تشكل منظومة القيم و الأخلاق بل وحتى العقائد الدينية ، أو باختصار البناء العلوي للمجتمع super structure ، إن أفكار و أخلاق العمال في المجتمع الصناعي تتشابه بصرف النظر عن القومية أو الدين ، كذلك تتشابه أخلاق الرعيان أو الزراع في كل مكان .يبقي أيضا حقيقة أن أخلاق الغنى غير أخلاق الفقر ،و أخلاق الصحراء غير أخلاق الحضر . هكذا كلما تغيرت علاقات الإنتاج تغيرت الأخلاق ، و بتغير البيئة تتغير القيم . هذا التحليل الماركسي لجدلية الفكر و المادة ، هو الأساس الذي تقوم عليه النظرة المتفائلة لحتمية انتصار قيم الحداثة مع نجاح عملية التحديث التاريخية . كما ترى هذه نظرة تقليدية متغلغلة في صميم العقلية العربية المثقفة و بالمناسبة لا استثني نفسي ، فهذه النظرة في النهاية تبدوا عقائدية وهو الفكر الذي نولع به .و لكننا لن نركن لهذا التحليل المتفائل و الذي أتمنى من صميم قلبي ألا يكون نوعا من التوهم الذاتي وهروبا من حصار اليأس ...علينا أن نذهب أيضا و بالتوازي إلى عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر و كتابه الهام ( الأخلاقية البروتستانتية و روح الرأسمالية) وقد أصدره عام 1905 ، و أذكر لهذا المفكر أيضا كتابيه (بيروقراطية الرأسمالية )و ( رسالة العلم ) ، وفي الكتاب الأول يرد فيبر على ماركس و انجلز بأن التغيرات في المجتمع تستلزم أكثر من العلاقات الاقتصادية المجردة ، و يرى فيبر أن الأفكار الدينية كانت حاسمة في نمو الأفكار الرأسمالية في أوروبا . نعلم أن ماكس فيبر بحث في التطور الديني البروتستانتي عن جذور القيم الأساسية للرأسمالية ، فهو يجد في كتابات ووصايا ( باكستر ) تنزيها لاهوتيا لقيمتي الوقت و العمل ، و فيبر هو الذي أعاد اكتشاف توما الأكويني و أكد أن ظاهرة تقسيم العمل و المهن في المجتمع مع ظواهر أخرى هي نتيجة مباشرة للخطة الإلهية ، و نلاحظ أن ظاهرة تقسيم العمل الإلهية تلك هي البذرة الأساسية لشجرة الرأسمالية و تعيد إلى الذهن بشكل تلقائي مقولة آدم سميث الشهيرة عن تقسيم العمل . في هذا المجال علينا أن نلاحظ مع فيبر أن طائفة الكويكرز الشهيرة ترى أن حياة الإنسان في مهنة هي الفضيلة ذاتها وهي تدرب الإنسان على حياة الزهد .إن البيوريتاني يرى أن يد الله في كل ما يحدث في الحياة ،و أن الإنسان سيكون آثما لو وجد عملا شريفا أكثر ربحا يمكنه أن يمارسه و يمتنع عن ذلك ،و ذلك في حد ذاته هو المقابل اللاهوتي لمبدأ النفعية العامة أو Utilitarianism ، و نفهم جيدا أهمية هذا المبدأ في توفير قاعدة أخلاقية للرأسمالية . هكذا نجد أن فيبر خلال هذا الكتاب -الذي يمكننا اعتباره واحدا من أهم ربما 25 كتاب صنعوا عالمنا المفكر اليوم - سعى إلى الربط العضوي بين روح الزهد المسيحي و روح الرأسمالية المعاصرة . أخطر ما يقدمه فيبر هو أن الثقافة هي التي تصنع التقدم و ليس العكس ،وهذا يدحض نظرية ماركس ويؤكد أن الفكر يسبق المادة بخطوة واحدة على الأقل ، و بالتالي فحتى استيراد كل أدوات التحديث لن تخلق فكرا حداثيا ، و بعبارة موجزة أقول أن السيارة لن تصلح فكر سائقها و نظرته الدونية للمرأة التي تجلس جواره مبتسمة بينما تلتهم الشطائر غير حافلة بكل تلك الفلسفات !. ولكن لو كانت أفكار فيبرصحيحة ، فكيف نفسر انتقال الرأسمالية و الديمقراطية إلى مجتمعات ذات ثقافات أخرى مختلفة بل مناقضة للبروتستانتية ؟. هو أيضا يجيب بالفعل أن الرأسمالية و إطارها الليبرالي ظهرتا كمنتج بروتستانتي و لكنها نمت و أصبحت كيانا خاصا يملك آلياته الخاصة و يفرض نفسه كسبيل للتقدم لا يمكن تجاوزه . هذا سيقودنا إلى نتيجة منطقية هي أن الليبرالية ضرورة للتقدم كما نعرفه الآن ، و لكنها ليست حتمية ، بمعنى أن هناك شعوب لن تستطيع استيعابها أبدا ،و بالتالي لن تتقدم بشكل حقيقي و ستتعرض للفناء المادي أو الثقافي على الأقل .
كما ترى أننا كلما توغلنا في الجدلية ستتكاثف الظلال حتى تكاد تضيع الحقائق الصلبة ، فهناك من يدفع و بقدر كبير من المنطق بأن المجتمعات المسيحية الإفريقية جنوب الصحراء ليست أكثر تطورا من المجتمعات الإسلامية ، بل سنجد المجتمعات الإسلامية في جنوب آسيا مثل ماليزيا و إندونسيا أكثر تطورا من مجتمعات مسيحية في أماكن أخرى ، و بالتالي فالدين لا يلعب دورا في التنمية .
بالقطع لي تصور شخصي في هذه القضية ، لأني أعتقد أن الثقافة هي التي تقرأ النص الديني و ليس العكس ، فالثقافة التي تقرأ هي بذاتها جزء من المعنى الذي يتضمنه النص المقروء ، فالهنود قرأوا الإسلام بثقافتهم الخاصة و بشكل مختلف كلية عن قراءة العرب له ، كما أن الأقباط المصريين يقرأون الأناجيل بعقلية أصولية نصية تختلف كلية مع العقلية الهيومانية للغربي المسيحي ، وحتى لا يكون كلاما في الهواء ، دعنا نتصور اثنين أحدهما يعتقد ( بحكم ثقافته الأصولية ) أن الدين هو نظام شمولي تفصيلي للحياة و مصدرا للمعرفة ، و آخر علماني العقلية لا يتوقع من الدين سوى دوره في نسق وظيفي محدد ، الأول سيصدم بتعاليم ووصايا النبي محمد الطبية و الزراعية و التشريعية ، و بالتالي إما أن يلغي عقله و يتحول إلى روبوت عدواني أو يترك الإسلام كلية ، أما الثاني فلن يعير أفكار النبي الحياتية أية قيمة عملية و سيفضل أن يتجاهلها كلية مكتفيا بجوهر عقيدة التوحيد ، فهو لا يبحث في الأديان عن المذاهب السياسية أو مبادئ الإقتصاد أو قواعد التشريع المدني و لكن عن السلوى و التعويض .
إني لا أفضل مقارنة الإسلام بالمسيحية بل باليهودية فكلاهما يحمل موروثا ثقافيا قويا متشابها ، هذا الموروث يتم نقله خلال نصوص أدبية موغلة في القدم تحكي تاريخ مجموعة من القبائل عاشت حياة عنيفة و خصبة في صحراء الشرق الأوسط ، إن هذا الموروث يضغط بقوة على الشعبين العربي و اليهودي ،و لكن اليهود ينجحون في الإلتفاف على هذا التراث و التعايش معه ، بينما يستعبد التراث الإسلامي العربي المعاصر و يدمره . الفارق الوحيد هو أن اليهود تعلموا العلمانية سريعا من المسيحية الأوروبية و ماسوها في دولتهم الملفقة ، بينما يقاوم العرب الحضارة بكل حماس .
09-02-2007, 03:36 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لماذا يبدو المسلمون كالمجانين امام العالم المتحضر؟ - بواسطة بهجت - 09-02-2007, 03:36 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أيها المسلمون التحالف مع الغرب في هذه الظروف كفر مؤمن مصلح 6 1,386 03-25-2012, 10:44 AM
آخر رد: مؤمن مصلح
  من أفضل المسلمون أم اليهود ؟ minatosaaziz 69 15,723 07-31-2011, 03:11 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  أيها المسلمون دينكم يقول الإنتحار حرام مؤمن مصلح 9 4,547 01-21-2011, 02:03 AM
آخر رد: مؤمن مصلح
  أيها المسلمون هذه نهايتكم في طريق المهانة ..الرسام الدنماركي هنا عندكم محمد جربوعة 87 22,078 10-28-2010, 11:58 PM
آخر رد: AmandaFi
  لماذا لا يصلي المسلمون في هدؤ وصمت ؟؟ فريند الكتروني 79 19,842 10-28-2010, 08:59 PM
آخر رد: فريند الكتروني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS