شو يا نيوترال علينا قلبت؟


عزيزي نيوترال، ناطر وعد من شخص لكمل موضوع الذات الالهية، وصدقني يا عزيزي أنا ما فارقة معي آمنت والا عمرك، اقتنعت بكلامي والا ما عمرك تقتنع.

كل ما هنالك إني بحاول أفهمك، واخلي صورتي واضحة عندك لتفهمني مثل ما أنا، ولا يكون عندك تصور تعميم مغلوط، ولا يكون عندك صور مسبقة وأحكام جاهزة، وأكيد النزعة البرجماتية يللي بتخليك ترى أن الواقع هو الذي يحدد المنفعة التي هي بدورها مقياس الأعمال.

خلطنا اللغتين لنبتعد عن الخطل والخلل.

عزيزي نيوترال،

تستطيع أن تنظر للدين من حيث أنت، كأنك تنظر من عل لسفل، لكن ذلك لن يغير واقعك وواقعه، فكان الدين قبلك وسيبقى بعدك، وكان قبلك من هو مثلك وسيكونون بعدك، فإن أردت أن لا تبالي فلم علينا أن نبالي؟ وإن أردت أن تعالجنا لأننا مرضى فلربما كنت أنت المريض، وإن أردت أن ترانا أندادا فتعال نتحاور، فإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين.

عزيزي نيوترال،

أنت لا تبالي إن كان هناك رب من عدمه، لكن غيرك يبالي أن يعرف، وأنت لا ترى لغير عقلك حكما أن يحسن ويقبح، لكنه بفرض قدرته فلا يقدر أن يحسن ويقبح لي أو لغيري، وإن أراد أن يجعل لكل امرئ حق ذلك لنفسه فإنما ذلك عين الفوضى.

أما قصص حمار يعفور وبلعام، فهي قصص يتسلى بها من هو على شاكلة رياض سلومون، وسائر العوام، فتسل معهم إن أحببت، فليست مشكلتنا في حمار يتكلم لم يثبت لدينا بل قصه بعد القصاصين العوام على المستمعين العوام ثم أتى جاهل ليحسبه دينا.

لئن أنصفت لوجدت أن هذه القصص قبل أن يظهر نوع الملحدين الذي أنت منه، وقبل الصورة الفرنسية، رفضت من قبل العلماء المحققين لاستحالتها، فإن أصررت على صنيع العوام وأنت المثقف فلن نحار إلا أن ندعك وإياهم تعاني منهم ولا يعانون منك.

ثم يا عزيزي تريد من الناس أن ترفض شيئا لأنك شخصيا رفضته، هذا السلوك قد يكون كبرا نعيذك منه، فلست مرجعنا، ولست إلا بشرا مثلنا، لا يوحى إليك ولا تزعم ذلك، وعقلنا كعقلك بل نراه موفورا ولا نعلم حال عقلك ولا يهمنا أن نعلم، ففيم نتبع قولك ونرى رأيك؟