الزميل أبانوب
الحديث ليس فيه كلمة (جميعا) وإنما هو هكذا : أُمرت أن اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله .

الناس هنا هم قومه العرب المشركون ، ومع ذلك لم يقاتلهم إلا بعد أن بدأوا بالعدوان فحق عليهم القول ,
إنشاء مجتمع مسلم يتطلب مكانا يخلو من مما يتناقض مع الإسلام من شرك وعبادة غير الله ، وموطن الإسلام في بدايته هو الجزيرة العربية ، فهل يستقيم الحال أن يجتمع التوحيد والشرك في مكان واحد بحيث تجد مسجدا وبجانبه كنيسة تدعو إلى عبادة المسيح أو تجد معبدا للأصنام ، وحيث أن المشركين والوثنيين سيعيشون جنبا إلى جنب مع المسلمين فإنهم سيكون لهم بارات يسكرون فيها وكازينوهات للقمار ومحلات للدعارة . فكيف سيكون تأثير كل هذه على المسلمين !!
الزميل أبانوب : إذا أردت أن تربي أولادك تربية حسنة مبنية على الفضيلة وحسن الأخلاق هل ترضى أن تسكن في بيت واحد مع رقاصة تفتح للزبائن؟
ألا تخشى على أبناءك من الانحراف بسبب هذه الرقاصة ؟ قد تدعو أحد أبنائك أو كلهم واحدا بعد الآخر لدخول غرفتها وتناول الكؤوس معها و...
أنا راض ذمتك في هذه القضية إذا أجبتني بصراحة ، كذلك لا يتجاور الإسلام والشرك في مكان واحد ،إما أن يكون المكان خالصا للإسلام أويكون خالصا للشرك ، كذلك إما أن يكون البيت لك وحدك أو يكون للرقاصة وحدها.
لقد صدعتم رؤوسنا متهمين الإسلام أنه يحض على قتل المشركين مستدلين بالآية ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

أنتم بهذا الاستدلال كمن يقتطع نصف الكلام لغرض في نفسه على طريقة (لا تقربوا الصلاة) فلا يكمل الآية ، الآية التي تستدلون بها مرتبطة ومبنية على ما جاء في صدر السورة من خيانة للعهد ونكث المواثيق ، إذن فما ظلمهم الله ولكن المشركين ظلموا أنفسهم بنقضهم الميثاق والعهد.
أما الجزية التي أخذت من الأقباط فلم تكن جزية الذل ( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وإنما هي جزية حماية أخذها المسلمون منكم كأجر على توفير الأمن لكم والحماية من الغزاة الروم.
إذا كان الرومان قد احتلوكم وأخذوا منكم قهرا الجزية فلماذا تستخسرونها في إخوتكم العرب الذين حموكم وخلصوكم من الاحتلال؟
وعلى رأي المثل (جحاأولى بلحم ثوره) .