الزميل خالد
هناك أمور أعتبرها شخصيا شاطت وأحترقت كعلم الرجال ومصطلح الحديث لديك فلو سألني أحد اليوم لمناظرته في موضوع هل الأرض كروية أم مسطحة لن أقبل مناظرته ليس هربا منه ولكن مجرد مناظرته تكريم له لايستحقه وقس علي هذا أمور أخري كنظرية التطور وهل المثلية الجنسية مرض أم تنوع سلوكي أما بالنسبة لقضية واجب الوجود الذي يشغل تفكيرك ورغم أنها أيضا قضية شاطت وأحترقت بالنسبة لي وأصبحت مناقشتها تكرار لنفس الحجج القديمة وأيضا نفس الردود القديمة فما عنيته هو أنه أنا وأنت يجمعنا علي هذا الكوكب التعيس شئ مشترك وهو الرخاء المادي ومستوي المعيشة المرتفع الذي يحلم به الجميع ( بنية تحتية جيدة , تعليم ورعاية صحية عالية المستوي , فرص عمل , إستثمارات , إلخ )وبعد ذلك فدخولك الجنة أو إلتحاق فريق الصليب بالملكوت فلايعنيني في شئ وحلال عليكم أنتم الإثنين جنتكم وملكوتكم وكما تقول الحكمة " فلنتعاون فيما أتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما أختلفنا فيه"ومشكلتي مع الدين ليست مشكلة فلسفية ولكني أعتقد أن الدين بشكله الحالي له تأثير سلبي للغاية علي التنمية بالعالم العربي وأحد المعوقات الرئيسية له وعندما يتغير هذا وينسحب الدين إلي داخل المساجد والكنائس لايبرحها فستنتهي مشكلتي معه وكفي الله المؤمنين شر القتال.

لو فرضنا جدلا أن الإسلام تحول في ليلة وضحاها إلي دين تقدمي يشجع العلوم والفنون وله تأثير إيجابي علي المجتمع وبدأ شيوخ الجوامع في القيام بحملات لمحو الأمية وتنظيف الشوارع وإبتكار أساليب ووسائل لمكافحة الفقر والأمراض المتوطنة بدلا من جعيرهم المزعج وإستنزال اللعنات علي كل شئ فلن تجدني سوي مشجعا ومؤيدا لهذا رغم إختلافي الجوهري معهم حول قضية وجود الله والإسلام كعقيدة ودين كما أني أعتقد أنه من العقل أن يستغل الإنسان وقته في عمل شئ مفيد لنفسه وللأخرين بدلا من إهداره في التفكر في الأستاذ واجب الوجود ودعاء من لايجيب وللأمانة أنا أعتبر هذا نوع من الهروب فعندما يعجز الإنسان عن حل مشاكله اليومية يقوم بإغراق تلك المشاكل في مشكلة أخري ليس لها لون ولا طعم ولارائحة ولاحل ليبرر فشله أمام نفسه والأخرين بأنه مشغول بقضية كبري وليس لديه وقت لتفاهات الحياة اليومية فقضية كقضية الأمية بالعالم العربي أعتقد أنها أهم مليون مرة من واجب وجودك الذي يشغلك.