Arrayفي الدقائق الأخيرة من حياتها كنت بقربها
وطلبت منها أن تلجأ الى الله لعله يخفف عنها
فرفضت وقالت
كيف ألجأ الى شيء غير موجود ...................
وهل تريديني أن أفقد عقلي قبل أن أفقد روحي ..............

عارف ليه قالت كده ..علشان هي عاشت في جو عام وبدون ذرات التي حدثتك عنها .............
ولم تدخل نخاشيشها ,,,,
شفت بقى أديني بقيت عندي عدوة من ابراهيم واحكي حكايات وتجارب من المستشفيات وليس من عند البقال اللي جنب بيتك [/quote]

ستي نسمة:

تحياتي لك،

القضية ليست الله موجود أو غير موجود فلا أحد يعرف بالدليل المادي العيني القاطع ما يمسك بالله ويأتي به ولا يمكن لأحد في الوقت ذاته أن ينفيه لأن النفي هنا سيكون افتراض مبدأي لوجوده. الناس تتجاوب بشكل ما يختلف من واحد لآخر والحالة النفسية تلعب دور كبير وليس هناك معسكران فيهما هذا مؤمن وهذا غير مؤمن بل كما قال الكاردينال كارلو مارتيني في كتاب يتناول حديثه ومراسلاته مع الروائي العظيم أمبرتو إيكو إنه في كلنا جميعاً هناك شيء من المؤمن وشيء من الغير مؤمن وهذا ينطبق حتى على مارتيني نفسه وأشار بيده إلى نفسه. الأم تيريزا ليست استثناء للقاعدة. هذا لا يعني أن أحد الناس يتاجر بالله بل الله في البدء طاقة دافعة للعمل ويدفع الناس لتحب حب بلا حدود وتترك كل واحد يقرر مصيره الديني أو اللا ديني. أنا مثلا أعمل أشياء في العمل الخيري التطوعي وأقوم بجمع الخبز من المحلات ويأخذه مني صديق ويقوم بتوزيعه على الناس ولا نعرف دينهم ولا أعرف حتى دينه ولا أريد أن أعرف. قال لي ذات مرة إن الناس تتجادل في الدين وأنا لا أحب هذا فأجبته الدين المعاملة فوافقني موافقة تامة. هل أنا أتاجر بالناس لمجرد أني أعطيهم الخبز وأسعى في العمل الخيري؟ من يحكم على دوافع الناس وضمائرهم؟ كلنا يوجد في حياتنا ما يحفزنا لعمل الخير وقد يكون الله وقد يكون الضمير وقد يكون الضمير ذاته طاقة الله وقبسه داخل الإنسان واحتمالات لا حصر لها. ماذا يضير لو أن الأم تيريزا شكت؟ من حقها أن تشك وإلا صارت منافقة مع ذاتها فلا أحد يعرف كل شيء معرفة مطلقة وهموم الحياة وأسقامها تضع أمامنا مليون علامة استفهام ولو لم نقم بالشك والتساءول والوقوف ولو للحظات في صف الغير مؤمنين متساءلين أسئلتهم فأقرب الظن أننا حمير مع مرتبة الشرف؛ أعزك الله سيدتي.

مع كل مودة وتقدير لك.