عزيزتي ليال2:

أنا مسيحي مؤمن و لست ملحد و لكن أعتبر أن ماجاء من خلال هذا المؤسسات عن أنهم قاموا بتسجيل لما في الجحيم هو سخف محض و ابتزاز للمشاعر. سمعت للتسجيل و أراه مضحك جدا. ما بدا و كأنه صوت لمايحدث في الجحيم عاد بي بالذكريات لمحطة رمسيس في القاهرة أو ميدان التحرير :lol: لم أكن أعرف أن القاهرة جحيم لا يطاق بهذه الصورة :devil:

لكن يا ليال: لنفكر قليلا سويا و نعرف من أين جاءت كلمة جهنم؟ الكلمة عبرية الأصل و تتكون من مقطعين: جي+ هنوم أي وادي هنوم و هو وادي كان موجود في جنوب مدينة القدس قديما، حيث أحرق الملك آحاز بنيه تقادم للإله مُولََك ( 2 أخبار 28/3)، و أحرق مثله الملك منسى (2 أخبار 23/6). و نجس الملك حلقيا ليوقف تلك العادة فأصبح الوادي ملعونا (إرميا 7/31؛ 19/6)، بل أصبح في الأدب الرؤيوي القديم، وفي العهد الجديد (10 مرات)، مكان عقاب و لعنة أبدية.

لا أحد يقدر أن يصف كيفية اللعنة يا ليال و الله في الإنجيل لا يشاء أن يعاقب أي إنسان كما قال المسيح بصريح العبارة في إنجيل يوحنا 5: 22:

"لآن الآب لا يدين أحدا".


أعمال الإنسان هي من تبرره و تدينه و يقف مدان أمام ضميره أولا و أمام الله و أمام البشر. نعم النعيم حق و الجحيم حق؛ و لكن ما هي طبيعة الجحيم؟! لا أحد يعرف بالمرة و أقصى ما يقال عنها إنها الظلمة الخارجية حيث يقف الإنسان منفصل عن الله بمحض إرادته و يرفض الله تماما بكل إصرار. الله لا يتغير و محبته لا تتغير لكن الإنسان هو من يضع نفسه خارج محضر الله. و بما أن الله نور فغياب النور يعني الظلام القاتم. لكن كل ما جاء في الإنجيل مثلا عن آلام الجحيم فقد جاء على قبيل الصورة فقط imagery only لتبيان حالة القتام التي يعيشها الإنسان بانفصاله عن الله و رفضه طريق المحبة؛ فمن سلك بحسب ناموس المحبة فهو في طريق الله و من رفض المحبة و استسلم للبغضة و الكراهية و الأحقاد الطائفية و كل أنواع الأحقاد، فهذا هو الجحيم بعينه. لكن الله لا يجبر إنسان ما أن يتبعه بل الله دائما يشتاق للإنسان و يتألم الله و يحزن عندما يفارقه الإنسان و الذي هو مصدر لذته الكبرى "و لذاتي مع جميع بني آدم.. في بنات و بني البشر".

و للجميع التحية.


(f)