تحية للختياة مرة ثانية(f) ،متابعتي للردود الختيار تشجنعي لكتابة مشاركتي هذه بدون انشاء انني اسردها الآن بدون انشاء او تنيمق
في الوقت الذي نشأ ختيارنا في أسرة متدينة ولدت في أسرة ـمدينة ـ دولة ـ لم يكن الدين يمثل لها شيئاً ذا اهمية ، إذ كانت الدولة تنتهج حكم ماركسي ونتيجة لذلك تأثرت الحياة اليومية لمواطنيها وخصوصاً في عاصمتها عدن بذلك . عندما بلغت العاشرة وكنت أتجول في شوارع حي المعلا كان شيئاً مألوفاً بالنسبة لي أن اسمع أحدهم يشتم الأخر بقوله:( انيك ربك, انيك دينك )حتى أبي كان يوجه لي نفس العبارة عندما كان يريد أن ينهرني عن فعل شيء ،حتى أنني كنت اردد نفس العبارة عندما اشتم أحدهم ،لقد كان شتم الله والدين أهون شيء يتلفظ به سكان المدينة ، ومرت سنوات حتى بلغت الخامسة عشر وانتقلنا أنا وأسرتي إلى صنعاء وفي رحلتنا تلك انقلبت السيارة وانفتح الباب ووجدت نفسي أطير في الهواء ولساني يلهج بكلمة واحدة يا الله نعم لساني المدمن على شتم ذلك الإله ، انه لم يلهههج يوماً قط بذكره ، هاهو يطلقها مدوية في الجو ، في أذني ، في أعماقي ياالله . ومن يومها وأنا أتساءل لماذا وجه عقلي الباطن ذلك الأمر ليتلفظ به لساني ولماذا ذلك اللفظ بالتحديد ـ يالله ـ لماذا بهذا اللفظ الذي لم تسجد له جبهتي قبل ذلك . انه إدراك وجداني فطري ، انه بالتأكيد نفس الشعور الذي جعل الإنسان البدائي يدرك بوجدانه أن روحه بحاجة إلي عقيدة تأوي أليها ، فاتخذ من روح أبيه التي تظهر له في المنام رباً ، ثم ظن أن هذه الروح حلت في حيوان او شجرة .. فاتجه إلى عبادة الحيوانات والأشجار واصبح لكل قبيلة حيوانها الخاص الذي تعبده (الطوطم).. ثم تطور الأمر ليصل إلى تعدد الأرباب بقدر تعدد حاجات الإنسان ، وليقتنع ذلك الإنسان أخيرا بفكرة الإله الواحد...
انه نفس الإحساس ونفس الإدراك الذي جعل قبائل بدائية في أواسط أدغال أفريقيا معزولة عن العالم ومازلت معزولة تتجه إلى عبادة رب في السماء كقبائل الماو ماو ،والنيام نيام،والدنكا.
انه نفس الإدراك الذي جعل انشتاين يخدم البشرية بما قدم لها من نظريات ،أليست فكرة التوحد واعتماد تفكيره على ذلك التوحيد هو أساس نجاحه لأنه كان يؤمن بوجود قدرة عاقلة واحدة مهيمنة تسيطر على جميع مكونات هذا الكون العظيم؛ ولهذا ربط أينشتاين بين المادة والطاقة، والمكان والزمان، والجاذبية والكهربية في النظرية النسبية؛ حيث إن هناك ظواهر عديدة تدل على وحدة الغرض في هذا الكون، وتشير إلى أن نشأته والسيطرة عليه لا بد أن تتم على يد إله واحد لا آلهة متعددة. مثال على ذلك: لاحظ أينشتاين التشابه القائم بين قانون نيوتن للجذب العام، وقانون كولوم للجذب والتنافر الكهربي بين الشحنات، مما دفعه إلى الربط بين هاتين الظاهرتين الكونيتين في نظرية جديدة أسماها نظرية المجال الواحد، وبنى بذلك صرحاً موحداً للقوانين التي تتحكم في المادة من الذرة إلى المجرة. وذلك في عملية توحيد رائعة تبين الكون بمظهر مجال واحد ينطبق على كل إلكترون سائر وكل كوكب دائر، وكل شعاع ضوئي صادر كأسرة واحدة تعمل منذ نشأة الكون وحتى تقوم الساعة.
فأي دليل يحتاج إليه العقل بعد هذا لإثبات وحدة الكون، واتساق الفطرة، وللدلالة على الله الواحد القهار؟!
لقد وصف البعض الإيمان بالله عند أينشتاين بأنه أقرب إلى الصوفية.. بمعنى أن العقل الإنساني صغير لدرجة أنه يعجز عن فهم الكون فكيف يفهم خالق الكون؟! إنها قضية أكبر من العقل، أي عقل!
إنه نفس الإله الذي تطالب اليوم بصلبه ، لأنه عديم الرحمة بسبب ذلك الدمارالذي خلفه زلزال تسونامي ، لكنك لا تريد ان تري الرحمة التى تحملها تلك الزلازل ،فمن المعلوم ان الزلازل تعمل الى اعادة الجبال الى اماكنها بعد النزلاق الذي تنزلقه كل عدد من السنين .. والجبال كما نعلم هي الثقالات والاوتاد التي تثبت القشرة الأرضية في اماكنها ولولاها لا نفجرت وطارت في الفضاء بفعل باطن الارض الذي يغلي كمرجل ويتمدد دافعاً القشرة في كل اتجاه بضغط هائل .انها كوارث تهلك آلافاً في سبيل بقاء الحياة والانسانية وامتداد عمر الدنيا إلى أجلها المكتوب في الزمان ...
تحياتي

abowalad
(f)