بالتاكيد قد آن لايران ان تخاف ، ان كان هناك عقل لدى قادتها !

الولايات المتحدة «تحسم خياراتها» لضرب إيران

كثرت في الايام الاخيرة المؤشرات في العاصمة الاميركية التي تدل على ان الادارة حسمت قرارها القاضي بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران قبل نهاية السنة الحالية. ومن ابرز هذه المؤشرات:

اسراع طهران بالموافقة على دخول مفتشي وكالة الطاقة الذرية الى مفاعلاتها النووية، وهو ما فـسـره المراقبون في واشنطن بـ «الخوف الايراني» وما دفع بالادارة الاميركية الى التعجيل في ايجاد اسباب اخرى، فأعلنت نيتها وضع الحرس الثوري على لائحة المنظمات الارهابية وهو ما «سيبرر» اي عمل عسكري تنفذه واشنطن ضد طهران.

قصة نشر مسؤول الـ «سي آي اي» السابق روبرت بير كتاباً عن ايران حيث ارسل بير نسخة من كتابه للموافقة المسبقة الى وكالة الاستخبارات المركزية حسب القوانين التي تحكم المطبوعات التي تصدر عن موظفي الوكالة السابقين. وتقول الرواية ان مسؤولي «سي آي اي» سألوا بير عن الموعد الذي ينوي طرح كتابه في السوق، فأجاب الاخير ان موعد النشر المرتقب سيكون يناير من السنة المقبلة، ما حدا بالمسؤولين الى الاعتقاد ان موعد النشر سيكون قد «تأخر كثيراً».

طلبت القيادة البحرية لمنطقة القيادة الوسطى من وكالات مراقبة الاخبار حول العالم التابعة لوزارة الدفاع بتزويدها بكل المعلومات الامنية المتعلقة بالتحركات العسكرية الايرانية والتصريحات التي تصدر عن المسؤولين العسكريين الايرانيين مثل تهديد قيادة الحرس الثوري بضرب اي اهداف في الخليج او اغلاق مضيق هرمز.

يذكر ان مقر هذه القيادة، اي الاسطول الخامس، يقع في البحرين.

ونقل محللون عسكريون عن قادة الاسطول الخامس قلقهم من «ضراوة المعركة التي ستقع في الخليج»، اذ إن مساحته ضيقة نسبياً وقد تجبر البحرية الاميركية في بعض الحالات على التلاحم مع مقاتلين ايرانيين او حتى التصدي لـ «عمليات بحرية ايرانية انتحارية» ضد قطعات هذا الاسطول.

ويرجح المحللون ان تقوم القطعات البحرية والقوة الجوية منذ اليوم الاول للهجوم بالسيطرة على محيط مضيق هرمز بالنار للتقليص من قدرة الايرانيين على اغلاقه اثناء الحرب.

رشحت اخبار من القيادة الجوية ان الاهداف في ايران حددت بألف ومئة هدف. وتقول مصادر متابعة ان القوة الجوية الاميركية ستستهدف مواقع الحرس الثوري من دون الجيش، كما ستستهدف المنشآت العسكرية والمواقع النووية وبعض المنشآت الحيوية الايرانية كمعامل الكهرباء والجسور وخطوط الاتصالات ومحطات المياه.

وتقول هذه المصادر إن قاذفات الـ «بي 52» الاميركية تم تجهيزها في قاعدة غوام وترجح ان يتم استعمال اراضي اذربيجان (شمال ايران) لقربها من طهران لشن الهجمات الجوية بدلاً من باكستان التي كان مقترحاً استخدامها لشن الهجوم قبل اسابيع.

يلاحظ مراقبون في العاصمة الاميركية التفافا سياسيا كاملا حول اي قرار لتوجيه ضربة لايران على عكس انقسام السياسيين حول اداء الادارة في العراق.

فقد اسهمت تصريحات القيادة الايرانية الداعية الى «ازالة اسرائيل عن الخريطة» والقائلة بجهوزية ايران «لملء اي فراغ قد ينتجه انسحاب الجيش الاميركي من العراق»، بتوحيد السياسيين الاميركيين ضد طهران. كما ان تواتر الاخبار حول تسليح ايران للمجموعات التي تقتل الجنود الاميركيين في العراق جعل قرار ضرب الجمهورية الاسلامية اسهل تسويقاً لدى الرأي العام الاميركي الى حد ان المرشحين الديموقراطيين المناوئين لسياسية الرئيس جورج بوش في العراق لم يخفوا نيتهم ضرب ايران او مناطق في باكستان اذا ما قضت المصلحة الاميركية والحرب على الارهاب ذلك.

يعتبر متابعون للرأي العام الاميركي ان العادة جرت على ان يلتف الاميركيون حول قيادتهم لدى نشوب اي حرب تكون الولايات المتحدة طرفاً فيها ويعتبر الجمهوريون ان ضرب ايران سيساهم في التفاف اميركي حول بوش وحزبه.

تنقل مصادر عن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي ابلغ نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى زيارته الولايات المتحدة أخيراً نيته توجيه ضربة عسكرية الى ايران، ما حدا بالاخير الى اتخاذ مواقف اكثر تصلبا من البرنامج النووي الايراني وربطها بتشديد العقوبات على طهران وحتى توجيه ضربات في حال عدم انصياعها لارادة المجتمع الدولي.

ويلاحظ محللون انه على عكس قرار شن الحرب على العراق، فان توجيه ضربة الى ايران صارت تحظى بموافقة معظم عواصم القرار في العالم،ما شجع الاميركيين على حسم امرهم.

مازالت التوقعات لتاريخ الضربة تتأرجح،لكن الاجماع بين المراقبين في واشنطن يضعها بين منتصف سبتمبر وآخر يوم في ديسمبر من هذا العام.

ويعتبر المعلقون ان الادارة الاميركية ستوجه رسائل عدة من خلال ضربتها الى ايران اهمها هي رد اعتبارها وهيبة تفوقها العسكري الذي ساهمت ايران في ضعضعته في السنوات القليلة الماضية حسب ما سيظهره تقرير قائد القوات الاميركية في العراق ديفيد باترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد راين كروكر المتوقع صدوره منتصف هذا الشهر.

تعكف دوائر الادارة الاميركية على دراسة ردود الفعل الايرانية اثناء الضربة. ولا تبدي القيادة العسكرية تخوفها من ردود فعل مباشرة ضد الجيش الاميركي، فهذا الاخير سيكون في حال تأهب وهو مؤهل لمواجهة اوضاع كهذه. لكن اكثر ما يثير القلق لدى الاميركيين هو احتمال اشتراك «حزب الله» في الحرب بقصفه اسرائيل بالصواريخ. وفي حال حصول سيناريو كهذا، يقول مطلعون ان الادارة الاميركية ستعطي الضوء الاخضر لاسرائيل بالرد على «حزب الله» ويتخوف المراقبون من اختلاط رد الفعل الاسرائيلي برغبة الاسرائيليين في الانتقام لحرب يوليو 2006 ما سيوقع خسارة كبيرة في لبنان وبين اللبنانيين بينما تستبعد اكثرية المراقبين امكان دخول سورية الحرب.

ختاماً، يعتبر عدد من المتابعين للملف الايراني في واشنطن أن تفادي الضربة ممكن وان كان شبه معدوم ويقضي بحصول انقلاب ايراني على القيادة الحالية يقوده الاقل تطرفاً من امثال الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني ويعيد اثره ايران الى سياساتها البراغماتية السابقة. لكن، في ظل ابتعاد الحلول، تصبح الضربة العسكرية شبه محسومة.

حسين عبد الحسين / الرأي العام

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	اختطاف المؤتمر القومي العربي من اعضاءه الشرفاء.. وتسخيره للتستر على جرائم حكام طهران	زحل بن شمسين	0	592	06-21-2013, 06:39 AM آخر رد: زحل بن شمسين
	سوريا تعيش أكثر أيامها خطورة...بقلم سامي كليب	فارس اللواء	0	799	02-03-2012, 02:57 PM آخر رد: فارس اللواء
	مجرد رأي لا أكثر	بلاجذور	9	2,059	06-18-2011, 03:42 PM آخر رد: زيني عبّاس
	انه ليس دين فحسب ،، بل أكثر من ذلك	عقلينوس !	3	1,246	11-25-2010, 10:49 AM آخر رد: AmandaFi
	ماهي الحدود والضوابط التي تسير عليها ايها اللاديني	طالب الحق المبين	12	3,212	10-28-2010, 06:21 AM آخر رد: حســــين