أميركا أكثر دول الغرب تدينا، و قد سمعت هذه النظرية التي تفسر هذه الظاهرة: في اوروبا، هناك مزاوجة بين الكنيسة و الدولة، حيث ان الدولة تمول الكنيسة الرسمية. هذا يؤدي الى كسل رجال الدين (ان صح التعبير) في محاولة الترويج لدينهم حيث ان اجرهم مدفوع في كل الاحوال.

في اميركا، هناك فصل دستوري و قسري بين الكنيسة و الدين، مما يجبر رجال الكنيسة على الاعتماد الكلي على مجهودهم الشخصي في الترويج لكنيستهم لجمع التبرعات و غيرها. هذا أدى الى نشاط غير مسبوق في وسائل الاعلام المملوكة شخصيا و غيرها من المؤسسات الدينية.

طبعا من المستحيل ان يكون هناك تفسير واحد لهذه الظاهرة، فهناك عدة أسباب، أحدها ما ذكرتم عن الاصول الدينية البيوريتانية Puritans للحجاج الاوائل الذين ساهموا في تأسيس الدولة. المفارقة الكبرى هنا هي أن تلك الجماعات كانت من أكثر من دعموا و أيدوا الفصل الكامل بين الكنيسة و الدولة، بسبب ما لاقوه من اضطهاد في اوطانهم الاصلية من قِبل الكنيسة الرسمية التي لاحقت كل الجماعات الدينية الصغرى بتهمة الهرطقة. طبعا تغيرت الاحوال الان و اصبح الاصوليون يريدون سيطرة كاملة على الدولة.

هناك عامل آخر أشارت اليه مجلة التايمز مؤخرا: المحافظون المتدينون في اميركا ينجبون الكثير من الاطفال! هذا يؤدي الى ازدياد عددهم بشكل كبير، بينما العلمانيون و الليبراليون لا ينجبون أكثر من طفل او طفلين (هذا اذا انجبوا الاطفال أساسا).

هناك أيضا عامل هجرة المكسيكان و غيرهم من الشعوب اللاتينية المتدينة الى اميركا.

بالرغم من كل هذا، بعض الاحصاءات تقول ان نسبة الملاحدة يبلغ عشرة بالمئة من الامريكيين.