لا يقال أن الله ذكر ولا أنثى، لأن البحث في ذلك يقتضي الإحاطة بالذات، ولم نسمع أبدا أن الجزء يحتوي الكل، ويقتضي أيضا معلومات مسبقة عن الذات في هذا الصدد وهو ما لا يمكننا أن نحصل عليه.

فالله ليس بذكر ولا بأنثى وهو خالقهما، والملائكة بعض مخلوقات الله وهي ليست بذكور ولا إناث، ذلك أن الذكورة والأنوثة موجودة فيما يتكاثر جنسيا حصرا من مخلوقات الله.

الذكورة والأنوثة اللغوية ليس بالضرورة أن تكون حقيقية، فقد تكون مجازية أو اعتبارية، ذلك أن جمع التكسير يعامل معاملة المؤنث المفرد في غير البشر، فنقول هذه الملائكة.

والأصل في اللفظ اللغوي أن المذكر يتوجه للطرفين، والمؤنث خاص بالإناث في معظم الكائنات، إلا مجموعة معروفة ومحدودة من الحيوانات يغلب فيها صيغة المؤنث على المذكر، كالدجاج والبط والإبل والبقر، وغيرها كثير.

فلا يستعمل مع الذات لفظ المؤنث لأنه تحديد لجنس، ويستخدم اللفظ الذي اصطلحنا فيه التذكير لأنه عام.