لا يكن عليك من بأس ولدي الحبيب، فلا أشتمك هنا ولم أشتمك، ولو شكوتني إلى أي قاض منصف لعاقبك لعدم تمييزك بين المدح والذم، والهجاء والغثاء.
إلا أنني لا أقبل أن أجلس معك في مجلس قاض متساويين، فما زعمته من حق لك علينا إن كان لك أعطيناك إياه كرما، وإن كان لنا أعطيناك إياه تفضلا، ونبقى حيث نحن وأنت حيث أنت، فلا تصعد التحوت إلى الوعول، وتبقى الوعول عصية على كل دون.
ونحن قد سامحناك على كل إساءة، على فرض أنه قد بلغ من هو مثلك من القدرة والمنزلة أن يسيء إلى من هو مثلنا، بل ونعفو عن كل ذنب مستقبل قد يقوم به من هو مثلك تجاه من هو مثلنا، فاذهب طليقا آمنا!