تحية للزملاء

هي مداخلة عابرة ،

أرى أن أصحاب نظرية "الخلق" ، بجاهدون بأدوات العلم لكي يشككوا بنظريات التطور لمصلحة الخرافة لا غير .

النظريات العلمية وكما قسّمها الاخ الباحث عن الحقيقة ، هما نوعين ما يمكن اثباته عملياً ،والاخر الذي يعتمد على الافتراضات ، وأضيف أنه ليس هناك رأي علمي قطعي يقول يا أيها الناس خذوا هذه الحقيقة وكفى ، بل من مميزات النظريات العلمية انها ديناميكية تحاول مع الزمن الاقتراب من الحقيقة ، فلو فرضنا أن الحقيقة هي خط عمودي في نقطة ما فإن جل ما تعمله النظريات العلمية هو السير بمنحى مقارب كمنحى " الظل" ، الذي سيصل الي الحقيقة ويماس معها عند اللانهاية ، أي عند الزاوية 90 .

ضرب الاخ العاقل مثالاً ، وهو قانون أوم الذي يقول ان كمية التيار المار بناقل تساوي فرق الجهد على المقاومة ، هذا القانون على أساسه بنيت حضارة كاملة ، لكن هل هو حقيقة 100% ، الجواب سيكون كلا ، فعلى صحته الظاهرية والاستخدام العملي له الا أنه لا يصل الي الحقيقة الكلية ، فالمقاومة نفسها متغيرة وتعتمد بشكل على التيار المار بها ، ثم لو تعمقنا هل أخذت هذه النظرية كتلة الالكترون المتحرك في الناقل وتأثير الجاذبية الارضية عليه ؟ هذه أبسط النظريات والتي يستطيع طالب بالثانوية العامة تطبيقها ، وسيجد أنها صحيحة ، لكن في الواقع إذا اردنا الاقتراب من الكمال فلن نصل له ، ولكن ميزة العلم أنه لا يُقدس النظريات العلمية ، بل هي متحركة وتقبل التعديل ، هذا مثال على أبسط النظريات المخبرية ، فما بالنا بنظرية تدرس تاريخ الحياة منذ ملايين السنين؟ .

عدم دقتها ، لا يعني عدم صحتها ، لكنه يعني درجة الاقتراب من الصحيح ، ولهذا أضيف الي هذه النظريات لاحقاً ما يسمى بالطفرة ، وأضيف اليها الهندسة الجينية ، وسيضاف اليها مع تقدم العلم ما يسد الثغرات فيها ، لكنه لن ينقضها .

عدم كشف الابحاث عن وجود انواع متوسطة لا يعني بالضرورة أن الاستنتاج خاطئ بل ربما يعني أن البحث نفسه خاطئ ، فهل شمل البحث جميع الكرة الارضية ؟ وعلى اي عمق حفروا ؟ وهل الادوات المتوفرة دقيقة بحيث تكفل لنا الدقة المتناهية العلمية في البحث ؟

داروين ، ومن قبله ، لم ينطلقوا من الماضي الي الحاضر ، لأنهم ببساطة أنطلقوا من مشاهدات واقعية ماثلة ، من هذه المشاهدات حاولوا وضع تصورات عن التطور وكيف حدث ، يعززهم ويعززنا هذا التشابه الحاد الفسيولوجي بين الطبقات العليا ، ولكل ذي عقل عليه أن يتفكر في هذا التشابه وكيف جاء ، فحمارنا أجلكم الله هو مثلي وأعضاؤه تشابه أعضائي ، بل ودمه أحمر ، ويجوع ويبرد ويرى ويتناسل مثلي ، وأدوات التناسل والإخراج واحدة وهلم جرا حتى نصل الي الخلية ، فهي متشابهة الا في عدد الكروموسومات ،

سنضع على رؤوسنا حجر من أجل إخواننا الديينين ، ونقول داروين ونحن معه حمير ولا نفقه شيئاً ، ما البديل المتوفر؟ إنه هناك في المنطقة المقدسة ، التي خلقت آدم من تراب ، ثم نفخ فيه ، ثم خلق زوجه من نفسه ، والشيطان المخلوق من نار ، إبن الكلب اقنعهم بأن يأكلوا التفاح ، طبعاً كانوا في الجنة ، اين الجنة؟ سنرسل ابوللو 88 للبحث عنها ، غضب الرب ، فانزلهم عقاباً لهم على جبل عرفات . نقطة إنتهت النظرية ، أين النظرية ؟ هي ما جاء أعلاه

أعرف مسبقاً ، أن وسيلة التفاهم هي اللغة ، وهذه اللغة هي المقياس ، هي المتر والميزان ، لكن رأيت كثيراً في حوارات مع أخوة حول مواضييع مشابهة ، أنه يتم لوي المتر وخرم الميزان لكي يخدم الخرافة .

مثال ، النجوم والسماء ، والسماء رفعناها من غير عمد ، كيف هذا؟ أين السماء أصلاً ؟ الجواب أن العمد هي الجاذبية بين النجوم والارض ، والسماء هو كل ما علا الأرض ، ممتاز ولا حول ولا قوة الا بالله ، لكن اليست النجوم نفسها هي المصابيح والالعاب النارية والزينة ؟ أم أنها حرب النجوم بين الله الشيطان ، فجعل النجوم رجوماً للشياطين .

تحية