عزيزتي نسمة بوصي ياستي ..

في استراليا و منذ كام يوم وقعت حادثة شغلت الراي العام بدات تلك الحادثة حين قرر مجموعة من الممثلين التنكر في زي مجموعة كندية واحدهما ارتدى عمة "بن لادن" وتوجهوا سويا الى الفندق الذي ينزل به "بوش" طبعا حادثة غريبة كتلك من المؤسف ان تقع بدولة صرفت مئات الملايين على الاجراءت الامنية لكن الاغرب ان المخابرات الامريكية حسبما اشيع كانت تعرف ماسيجري مسبقا لكنها تركتهم يلعبوا كي يلطفوا الاجواء التي عكرها المؤتمر على اهل "سيدني" الذين ضاقوا من الاجراءات لامنية التعسفية ...

من هذه الحادثة البسيطة يتبين ان الاستخبارات الامريكية تعرف كل صغيرة وكبيرة فيما يجري بالعالم والحقيقة ان مدير الاستخبارات هذه لايخضع لحكومة الولايات المتحدة الرسيمة بقدر ما يخضع لحكومة الولايات المتحدة الخفية التي تعيش في الظلال.

وامبراطورية الظلال هذه تكونت في "اليمن" بالستنيات خوفا على مصالحها النفطية والمالية حيث كانت العلاقة جيدة بين "ناصر" و "كيندي" ما يهدد مصالح الراسماليين فأدى ذلك الى انشاء تحالف سري بين شركات البترول والسلاح برعاية المخابرات الامريكية لضرب "عبد الناصر" دون ان يعلم صديقه "كيندي" بشئ وفي الغالب فان هذه التحالف الذي امتزج بمستشاري الامن القومي وبعض رجال الكونجرس هو الذي يقف خلف مقتل "كيندي"

و ايضا لعبت حكومة الظل دورا فاعلا في عهد "نيكسون" بعد احداث "وترجيت" حيث كان الرجل ضعيفا للغاية ولا يسمح له وضعه بالتدخل في افريقيا لصد الهجمة السوفيتية عليها لكن حكومة الظل كانت بدأت تلعب وتصد وتحارب دون ان يعلم الرئيس بما يجري في كل من "انجولا" و "نادي السفاري"

قسِ على ذلك ما لعبته حكومة الظلال في فضائح كايران كونترا و عراق جيت وفضيحة بنك الاعتماد والتجارة التي اظهرت مدى تدفق الاموال من اجل تمويل انشطة معظمها خارجة عن الشرعية .

: بالمناسبة هناك فيلم يناقش شيء شبيه بحكومة الظل لجون ترافولتا وهال بيرى و هيو جاكمان اسمه Swordfish ومدى قدرتها على لعب الدور الفاعل في السياسة الامريكية ..

كلام روبرت فيسك منطقي ففي عالم السياسة لا يحدث شيء بالصدفة و للسياسي البريطاني الشهير "ديزرللي" جملة يقول فيها (العالم يحكم من قبل اشخاص مختلفين تماما عما يتخيل يعملون خلف الستار) فمثلا لا احد يستطيع ان يصدق ان يقوم هؤلاء باقتحام الطائرات بسكاكين بلاستيكية واغلب هؤلاء الشباب معروفين اصلا مسبقا للمخابرات الامريكية وايضا لا احد يصدق ان يجدوا جواز سفر احدى الانتحاريين في نقيض الحطام بالرغم من ان الصندوق الاسود ذاته احترق من شدة الحرارة ...

ومعروف ايضا ان خطة مماثلة سبق و ان عرضت على الرئيس "كيندي" كي تكون حجة في غزو كوبا تحت مسمى عملية "نورث وود السرية" ولكن الرجل رفضها!!

نهاية وفي رايي الشخصي هي خطة مشتركة بين دوائر حكومة الظل والجماعات الارهابية فحكومة الظل هي التي فكرت ورعت وقدمت الخطة اللقاعدة وسهلت لهم كل شيء دون ان يعرفوا هم بذلك ....