زميل شيشكلي:

تتحدث عن العراق و كأنه ساحة خلفية لمصر أو لإيران أو لغيرها، و بنفس المنطق الأمريكي. يا سيدي، نحن تركنا الأمريكيين بالعراق لأنهم خلصونا من صدام، لكن لا تنتظر أن يترك العراقيون العرب بالعراق. بالعراق شعب، و شعب قوي و متماسك و بأقل تقديرات مستعد للتحالف مع بعضه لضرب أي تدخل عربي و الدليل أن العراق يضرب التدخل العربي الإرهابي من خلال القاعدة.

ليست مشكلتنا أن العرب برون الشيعة العرب أقل عروبة، فلربما صاروا فعلا أقل عروبة من كثرة تخوينهم، و ليس ذنبنا أن العرب لا يريدون الإقتناع بأن إيجاد دولة إسلامية على طراز إيران ليس ضمن المطالب العراقية، الدينية قبل السياسية.

في العراق شعب، و شعب مستعد أن يحارب حرب أهلية طائفية بشعة (و أنّا لقادرون) بحال دخول أي جيش عربي للعراق. إذا أراد السنة الوقوف لجانب الطائفة ضد بلدهم فليكن، و لكن ثق أنه لن يبقى سني واحد بالعراق بعدها أبدا، و بهذا تكون الحيونة السياسية السنيّة قد قضت على ذاتها بعد طعنت نفسها مرارا بحركات غبية توحي بغباء سياسي و بلا وعي، على عكس الساسة الأكراد أو العرب الشيعة. لا أتحدث من جانب طائفي، و لكن من جانب إنساني.

لا أعرف تحديدا مالجرم الذي أرتكبه العراقيون ليأتي مصري كان يعمل والده رقاع أحذية بالعراق و ينقذه، أو يأتي سعودي يكره الإستحمام أو حتى غيره؟ للعراق شعب و شعب قوي و حريّ بكم أن تعرفون هذا، و إن كنا اليوم نعتمد على الحوار للوصول لنتيجة مع الأمريكيين، فلا تظن أن العراقيين سيتعاملون معكم بالمثل، بل سوف تكون هناك دموية حقيقية لأنه هذا ثمن من يريد الموت لنا بعد أن ناصر الجلاد صدام قبلا.


طبعا، لو حدث هذا، فعلى عروبة العراق السلام. لن يكون هناك أي إنتماء عربي و سوف لن يبقى منها سوى العربية بينما يكون الإنتماء الوطني لبلاد الرافدين، و هي هطوة موجودة بالدستور و هناك أحزاب تناصر هذه الفكرة و تلاقي رواجها بين المثقفين من كل طبقات العراق.


أميل للفكرة، فكفى ما أتى من العرب.