الزميل يضع هنا أمور لم يأمر بها أحد ويعتبرها جهده الخاص.
ويجعل منه تحدي القرآن بمقهومه الخاص جداً.

كم سنجد من تأويلات قرآنية، أو كما قال علي القرآن حمال أوجه.

حسناً فليكن حمال أوجه، وأحترم قولك بغير ما قاله كل علماء الدين.

فكيف سنحكم بأن كتاب أدب لا يحمل ما لا يتوافق مع العلم؟ بما أنه أصلاً تفسير كل كلمة فيه تحتاج لتأويل. يقول القرآن بالنسبة لي صراحة أن الأرض مسطحة ولكن ستتهرب بتأويلات اللغة.
بهذا الموضوع لن ننتهي ولن نجد حتى بأشعار المعلقات ما ينافي العلم.

في حقيقة الأمر فإني أعتقد أن القرآن عاجز عن أي مهمة وإنجاز.. هي فكرة وردت وأبدع بها محمد هذا. إنها فكرة الدفاع عن النفس. ولكن ليس من المطلوب من المؤمن أن يدافع عن إيمانه بل أن يثبته وهذا هو العجز. نحن لا نطلب تفسيرات ميتافيزيقية بل إثباتات علمية.
ويمكن لكل مؤمن بإعجاز نبيه أن يجد بفكره وقوله إعجازاً ما بعده إعجاز.. يكفي فقط الإيمان بذلك.. وبعدها : اللعنة على العلم والفهم والله وما يترتب عليه.
إنه ما يسمى أحياناً إكتئاب المؤمن، المؤمن يدافع بأسنانه وأقدامه وأظافره أيضاً عما يراه جوهر كينونته لأنه بدون هذه الكينونة يعتبر نفسه لا شيء، لن يقبل بموته بدون آخرة، لن يقبل أيضاً بأن يكون في الموقع السيء.
المؤمن عادة شرس بتعامله مع الإيمان لأن الإيمان بالنسبة له قضية كون وكينونة، قضية حياة أو موت. قضية وجودية تمس صميم فكره وأعماق وجوده العدمي (تناقض عظيم)..
وهنا يكون دور العدمية : فالدين أيضاً عدمي لأنه لا يعير حياة الإنسان أي أهمية هو "عشب" ببستان , وهكذا الكون لدى مسيحي أو مسلم أو يهودي هو جندي من جنود الإله ، هو مجرد شيء يجب أن يجعل حياة المسيح أو دور الإله فوق حياته الفانية .. هو لا شيء بدون الإله.
هذا دين يؤدي لفكر أيدلوجياً عدمي: لا معنى لحياتك كإنسان فيه.
هذا هو الفكر الذي جعل من غاليلو يدك عرش الإله بكنيسة. وهو الذي يدك عرش الإله المسلم اليوم أيضاً وسيدكه غداً.

تحياتي الخالصة. (f)

مع فائق الاحترام.
طارق.