تراجعت مبيعات التجزئة والناتج الصناعي في الولايات المتحدة الشهر الماضي، مع بدء معاناة الاقتصاد من هبوط سوق العقارات والانكماش الائتماني.


المتسوقون اصبحوا اكثر احجاما عن الانفاق
حققت مبيعات المحال نموا في اغسطس/اب بنسبة 0.3 في المئة، اقل من توقعات السوق بنمو بنسبة 0.5 في المئة ونسبة نمو شهر يوليو/تموز البالغة 0.5 في المئة.

وحقق الناتج الصناعي نموا بنسبة 0.2 في المئة، في ابطأ نمو له في الاشهر الثلاثة الاخيرة.

وقال المحللون ان الارقام الاخيرة تعزز الاعتقاد بان الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الامريكي سيخفض سعر الفائدة في اجتماعه الاسبوع المقبل.

وبعد صدور الارقام هبطت مؤشرات الاسواق الامريكية، ليفقد مؤشر داو جونز 76 نقطة عقب فتح السوق ليصل الى 13349 نقطة.

وسيكون الاحتياطي الفيدرالي، لدى اجتماعه لتقرير سعر الفائدة في 18 سبتمبر/ايلول، تحت ضغط شديد كي يعمل على خفض كلفة اقتراض المستهلكين.


المتسوقون اصبحوا اكثر احجاما عن الانفاق
ويعتقد كثيرون ان خطوة كهذه قد تحد من التبعات الاوسع للاضطراب الحالي في اسواق المال، والناجم عن ازمة سوق القروض العقارية.

وكانت مؤشرات حديثة افادت بحدوث تباطؤ في النشاط الاقتصادي، مع فقدان 3 الاف وظيفة الشهر الماضي.

وتفيد احدث الارقام الى ان ناتج المصانع الامريكية تراجع بنسبة 0.3 في المئة الشهر الماضي، في اول انخفاض في قطاع التصنيع بعد خمسة ارتفاعات متتالية.

لا يزال انفاق المستهلكين قويا، لكن اذا استثنينا مبيعات السيارات وهي الاقوى منذ عامين، نجد ان انفاق المستهلكين تراجع بنسبة 0.4 في المئة في اغسطس/اب.


يتعرض التصنيع لمزيد من الضغوط
كما اظهرت ارقام جامعة ميتشغان ان ثقة المستهلكين ما زالت اقرب لادنى مستوى لها في العام.

وفي تطور يقلل من قتامة الصورة، ضاقت هوة العجز في ميزان المدفوعات الامريكي ليصل الى 190.8 مليار دولار في الربع الثاني مقابل 197.1 مليار دولار في الربع الاول.

وكان العجز في الحساب الجاري الامريكي، وهو مقياس لتجارة امريكا مع بقية العالم، السبب الرئيسي في تراجع الدولار العام الماضي.




شن رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الامريكي السابق الان غرنسبان هجوما عنيفا على الرئيس بوش متهما اياه بعدم الاهتمام بالانضباط المالي.


غرينسبان اتهم ادارة بوش بتجاهل نصائحه
وقال غرينسبان، الذي شغل منصبه لما يقارب عقدين، في كتاب جديد يصدر بعد يومين ان البيت الابيض تجاهل نصائحه بالحد من الانفاق غير المحسوب ما دفع البلاد نحو العجز الهائل.

ونشرت الصحف الامريكية الرئيسية عروضا لكتاب غرينسبان وعنوانه "عصر الاضطراب: مغامرات في عالم جديد"، مركزة على اتهاماته لادارة بوش وامتداحه فترة حكم الرئيس السابق بل كلينتون.

يقول الكتاب عن ادارة بوش "كان اهتمامها ضئيلا بالنقاش الاقتصادي الجاد او حساب التبعات طويلة المدى" لسياساتها. لكنه يحسب للرئيس بوش الابن انه ابقى على استقلالية الاحتياطي، عكس جورج بوش الاب في فترة رئاسته التي مارس فيها ضغوطا على غرينسبان.


امتدح غرينسبان في كتابه سياسة كلينتون الاقتصادية
تولى الان غرينسبان، البالغ من العمر 81 عاما، رئاسة الاحتياطي الفيدرالي من صيف 1987 حتى مطلع العام الماضي. وتمكن خلال تلك الفترة من ادارة ازمات كبيرة مثل ازمة الديون العالمية في التسعينيات.

وعن مستقبل الاقتصاد، بعد ان سلم منصبه لخلفه بن برنانكه، يحذر غرينسبان في كتابه من انه اذا اراد الاحتياطي ان يبقي معدل التضخم ما بين 1 و2 في المئة فقد يضطر لرفع الفائدة الى اكثر من عشرة في المئة.

لكنه اعرب عن خشيته من ان الاحتياطي سيواجه بمعارضة من الكونغرس، ناهيك عن البيت الابيض. واذا استجاب للضغوط فقد يصل التضخم الى ما بين 4 و5 في المئة بحلول عام 2030.