هل أنا راضٍ؟
ماشي الحال ...

أعتقد بأن هناك ثلاثة عوامل تحدد مستوى الحوار في النادي:
1) ثقافة الأعضاء وقيمتهم الفكرية.
2) قلم العضو وقدرته على التعبير عن آرائهم.
3) نشاط الأعضاء في طرح المواضيع والردود.

بالنسبة للنادي، فالراصد له منذ فترة طويلة (عمر تجربتي مع النادي حوالي 8 سنوات) يرى بأنه مستوى حواراته ترتفع وتنخفض حسب نسبة العوامل الثلاثة - أعلاه - الموجودة فيه. فلو اجتمعت هذه العوامل في عدة أشخاص في فترة معينة، لأصبح النادي يموج بالفكر والثقافة والعمق والديناميكية، أما لو نقص واحد منها لانخفض المستوى.

الثقافة شيء مهم جداً، ولكن القلم (الأسلوب واللغة) يوازيها أهمية. فالمثقف الذي لا يستطيع التعبير عن نفسه إلا بجمل ركيكة مبتورة يبكي أولها من آخرها ويضحك آخرها على أولها، يجعل القاريء يهرب مما يقول هروب حبة الزيتون من شوكة الأعمى:)... أما الأسلوب الجيد واللغة السليمة التي لا تجد ما يرفدها من فكر وثّاب ومنطق رصين، فإنها تبقى مثل الفتاة القبيحة بملابس ثمينة، أو هي "مي" "ذو الرمّة" في قوله:
على وجه مي مسحة من ملاحة ------ وتحت الثياب العرّ لو كان باديا

المصيبة الكبرى هي عندما يكون العضو ذو ثقافة ضحلة، وأسلوب أنشف من وجه حيزبون في ليالي الشتاء، ولغة خلقة مرقعّة، ومنطق "لو توكأت عليه لأنهدم" - بلسان بشّار -، ومع هذا تراه كثير النشاط، سريع الردود، يشتغل في ساحات الحوار وكأننا انتدبناه خصيصاً كي يتلطف بنا و"يحيي لنا سهراتنا".

ما حال النادي اليوم من هذه العوامل الثلاثة؟
لكم أن تحكموا بأنفسكم، ولكني أعتبر بأن لدينا عدداً كافياً من العقول الراجحة والأقلام الرصينة التي تنهض بين الفينة والفينة كي تملأ الساحات بما يغذي العقل ويثلج القلب ويشفي الغليل. لن أضرب أمثلة ولن أذكر أسماء بعينها، ولكني بين القدامى والجدد من الأعضاء أرى كوكبة من الأقلام يبقى النادي معها بخير ما زالت تتابعه وتسهر عليه وترفده بما يشرح قلبه وييسر أمره ويشفي غليله. لذلك، أجيب لو سألني صاحب الموضوع عن مقدار رضاي عن حال النادي اليوم بكلمتين اثنتين: ماشي الحال ... "الإشياء معدن، وبكرا أحسن" ...

(f)

واسلموا لي
العلماني