رأيي في القصيمي لا يمنع أن أكون معجباً بالكثير من فتوحاته الفكرية والفلسفية .

انظر مثلا ماذا يقول عن العلاقة بين "الحديث" (ربما يقصد التحدث أو الثرثرة) والجنس :

"إن الحديث عملية صراخ تعبِّر عن الضيق والألم والعصبية والهياج الجنسي. إن المحروم جنسيًّا يتحدث أكثر من المرتوي جنسيًّا"

وتمعن في فلسفة التاريخ كما أفرزتها قريحته :

"التاريخ هو ذلك الكائن الضخم الوقح الملوث الذي يقبض علينا بقسوة وإحاطة دون أن يحتاج إلى أن نراه أو نؤمن به "

ما شاء الله ، تبارك الله ، وطبعا ما كان له إلا أن يقترب من معضلة المعرفة وهي ـ كما هو معروف ـ أحد أهم مباحث الفكر الفلسفي ، يقول :

"الناس لا يزالون يريدون الجهل بالمعرفة أكثر من العلم بها. إن كلَّ مجتمع، مهما أراد المعرفة، فإنه يريد أيضًا الجهل بها"

أحياناً يحاول أن يبدي شيئاً من التعقيد في آرائه :

"نحن نحيا لأننا لا نستطيع أن نموت، ونموت لأننا لا نستطيع أن نحيا. إننا نحيا بالجاذبية كما نموت بالجاذبية "

"الحياة تشبه من وضع في قدميه قيدًا ذا عقد كثيرة، ليكون كلُّ عمله واهتمامه أن يحاول فكَّ هذه العقد – وكلما حلَّ عقدة تقوم مقامها أخرى. عندها يشعر باللذة وبأنه انتصر. أية لذة وأيُّ انتصار! إن كلَّ لذة وكلَّ انتصار لا يعنيان سوى زوال ألم وزوال مضايقة – أي زوال وجود. "

"إن البشر، في جميع كينوناتهم، لا يساوون أكثر من وجودهم، ثم مقاومتهم لوجودهم بما يسمونه حضارة ونشاطًا متعدد الكينونات والأساليب"

وهذه تستحق التأمل :

"التشاؤم والتفاؤل، كما أنهما ليسا حالة فكرية، فهما كذلك ليسا حالة نفسية؛ إنهما حالة جسم، مستوى صحة "


وهذه يمكن أن تتسبب في فتنة كثيرين عن دينهم :

"عقائد الإنسان ومُثُله التي آمن بها حينما كان يروِّعه خسوف القمر لا يمكن أن تظل هي عقائده ومُثُله بعد أن أصبح يصنع الأقمار ويغزو الفضاء "

"إن أبلغ صور العبادة، في معناها النفسي، ليست إلا حركة تعبيرية. إنها، في أحسن حالاتها، نوع من الرقص والغناء والدوران حول الذات "


وتأمل في هذا الاكتشاف :

"ليس بين الموجودات كلِّها من يصنع الخرافة ويصدِّقها أو يعيشها غير الإنسان الذي هو وحده صانع الحضارة وصانع العبقرية وهادم الخرافة "


....الخ الخ