ما قرأته خلال الفترة القليلة الماضية:

شعر:
1كـما يخسـر الأنبيــاء، للشاعر الأردني حسيـن جلعـاد
صدر هذا الديوان عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2007
سابقاً كانت علاقتي مع الشعر جد سيئة، ربما بسبب صورة الشعر وما كان يتركه في نفسي من نفور أيام المدرسة، وانغلاقه على فهمي. تصالحت مع الشعر، وصار اليوم الذي لا أقرأ فيه الشعر، يوماً فقيراً لا روح فيه ولا ألق. وصرت أخاف من الأشخاص الذين لا يقرؤون الشعر. وذلك لما يتركه الشعر في النفس. أتذكر الآن قول الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف: "أيها الشعر أنا لولاك يتيم!"
وهذا الديوان، كان رفيقي وما زال منذ قراءتي الأولى له، غنّي بالدهشة والجمال، يمس الروح برقة وسحر الكلمات. ينقسم الديوان إلى قسمين، الأول: سيرة الثالث عشر. ويقصد به هنا سيرة المتنبي الذي كان يخفي نسبه، مشيرا بذلك انه ابن الإمام الثالث عشر "المهدي" عند الشيعة الإمامية. معتمدا الشاعر على أتى في كتاب "المتنبي يسترد أباه" لـ عبد الغني الملاح. أما الجزء الثاني من الكتاب: "سيرة الفتى" ففي هذه الجزء يتحدث لنا الشاعر شعرا رقيقا عذبا عن بعض سيرته.



نصوص:
1. أبي البعثي: للكاتب السوري نبيل شرف الدين.
صدر الكتاب عن دار الجديد، الطبعة الأولى، 2005. الكتاب نص سردي جميل وراقِ، توقعت من عنوانه أنني سوف أقرأ عن البعث، لكن الكتاب ليس كذلك تماماً، بل مجموعة خواطر وذكريات من الطفولة والمراهقة والشباب، ظهر في هذه الخواطر (( الأب )) بيده القاسية وعقوباته المتكررة، واختصار الأب كل الأب في يده، ويسقط حالة اليد القاسية على حزب البعث. الكتاب جميل، لا يستطيع من بدأ في قراءته أن يتركه إلا حين ينتهي منه.

2. يوميات الحزن العادي: محمود درويش
صادر عن دار الريس في طبعته الرابعة، 2007. علما أن الطبعة الأولى كانت سنة 1973
أتوقع أن الكتاب عبارة عن مقالات ونصوص نثرية للكاتب جمعت في هذا الكتاب. أدهشني فيه، أبكاني، أرّخ لبعض الحياة هناك، وكان هذا جلياً في "من يقتل خمسين عربيا يخسر قرشاً"يتحدث في هذه الجزئية عن مذبحة كفر قاسم، والوحشية التي تمت بها، ومهزلة المحكمة التي حدثت لبعض من قام بها! نسختي صارت مخطوط، الكثير من النجم على بعض الفقرات، والكثير من المربعات والدوائر... ولست أدري كيف لم أقرأ هذا الكتاب من قبل، لكني لا أجد إجابة أفضل وأروع مما قاله درويش في نصه النثري الأخير "في حضرة الغياب" إذ يقول: "ويفرحك أن تعرف أنك لا تعرف!" نعم يفرحني أنني لم أكن أعرف لأنني عرفت وأدعو الله أن أعرف كل هذه الحيوات والجمال في وقتها، كي تمنحني من قبسها نورا وضياءً ..



قصص:
1. "الصبي الأعرج"، توفيق يوسف عوّاد
صادر عن مكتبة لبنان في طبعتها الثالثة عشرة، 1992، علما أن الطبعة الأولى سنة 1936
المجموعة القصصية تضم 14 قصة. الكاتب يجذب القارئ ويمسك به من ياقة قميصة، ولا يفلته إلا حين ينتهي من القصة، إذ لا يمكنك أن تبدأ قصة وتستطيع تركها دون أن تعرف مصير الشخصيات، ولست أدري حقيقة الموضوع، هل هي بسبب قوة اللغة وسلاستها في آن الممزوجة بالرقة والأناقة؟ أبسبب مواضيع القصص الحياتية؟ أم هناك أسباباً أخرى مجتمعة؟
لا أستطيع أن أقول عن المجموعة أفضل من خالقها، إذ يقول في مقدمة الطبعة الأولى:
Arrayأنا لم أكتب هذه القصص وأدفعها إليك عبثاً. بل هي الحياة التي عشتها -وهي قليلة حتى اليوم بعدد سنيها، ولكنها كثيرة بالتجارب التي تمرست بها- فتحت عيني على أشياء جميلة هنا وقبيحة هناك، فأردت وصف هذه الأشياء فلم أجد وسيلة إلى ذلك خيراً من القصة.[/quote]

2. مختارات: يوسف الشّاروني.
صادر عن دار الرّيس في طبعتها الأولى سنة 1992.
هذه المجموعة أيضاً من أجمل المجموعات القصصية التي قرأتها في تاريخ قراءاتي في عالم القصة. وأيضا ليس هناك أبلغ من قول خالقها في مقدمة الكتاب.
Arrayهذه القصص ولدت خلال أكثر من أربعة عقود، كان لكل فترة همومها الخاصة والعامة، مخاوفها وطموحاتها. وولادة الفنان تبدأ عندما يصبح الهم العام همه الخاص، وتذوف في داخله الحدود بين الهمّين لينصهرا معاً في بوتقة الابداع بحيث لا يمكن التعرف أين ينتهي أحدهما ليبدأ الآخر[/quote]

سوف أكمل لاحقا حول قراءاتي في عالم الراوية والنقد والفكر.. إن شاء الله
دمتم بكل الحب
(f)