عزيزي الرائع دوماً (( إبراهيم )) ..

أشكر لك إطراءك الذي أعتز به لا سيما أنه صادر من شخص مميز مثلك ..

الأمر الآخر أيها المحب .. استأذنك في عرض موجز جداً للفكرة فقد يكون ما أرمي له لم يتضح كما أحب .

فكرة الاحتمالية خاصة في الفكر الإسلامي تسيطر على قطاع كبير من التفكير الكلامي والأصولي ( من أصول الفقه ).. والنص الشرعي ( قرآن أو سنة ) معرض للاحتمالية ، والتقسيم المعهود عند القدماء كالآتي :

1 - نص قطعي الثبوت ( كالقرآن أو الحديث المتواتر ) / وهو مع ذلك قطعي الدلالة أيضاً ( يعني فهم اللفظ غير خاضع للاختلاف أو الاحتمال ) وهذا قليل كما يصرح المتخصصون .
2 - نص قطعي الثبوت / ولكنه ظني الدلالة ( واللفظ هنا محتمل غير قاطع تتعدد الأفهام فيه ) وهذا كثير جداً كما يقول المحققون من علماء الأصول والكلام .
3 - نص ظني الثبوت / ولكنه قطعي الدلالة وهذا ليس بالكثير .
4 - نص ظني الثبوت / وأيضاً ظني الدلالة وهو كثير جداً .

تفسير المصطلحات : القطعي = اليقيني / الظني = ما كان حمال أوجه .

القطعيات هي الثوابت / الظنيات هي التي لا تنفك عن شك أو بمعنى آخر محتملة نرجح معناها ولكن بدون يقين أي باحتمال راجح ، والقول المخالف محتمل ولكنه مرجوح ..

ففكرة الاحتمالية بهذا المعنى شائعة في الفكر الإسلامي بقوة وبكثرة .. وهي من أهم مرتكزات الابستمولوجيا الإسلامية .. ومع ذلك نلحظ في هذه الآونة سوء فهم لهذا الأصل المعرفي من أطراف متعددة سواء من بعض الكتاب المعاصرين الذين أعادوا قراءة التراث ولكن بتوجهات تحمل رغبة في التقويض أو من كتاب تقليديين يعيدون طرح نفس الفكرة من دون تحليل لها .

وأصل الفكرة موجود في القرآن من خلال التأكيد في أول سورة آل عمران على أن القرآن منه محكم ومنه متشابه .

فالمحكم قطعي الدلالة .. أما المتشابه فهو ظني الدلالة أي حمال أوجه أو قابل لتعدد الاحتمالات .


يبدوا أني صدعت رؤوسكم .. بعرض تراثي ممل . المعذرة


ويمكن للأخت الباحثة أن تجري مقارنة بين المدارس التفسيرية في اليهودية والمسيحية والإسلام حول قضية (( الاحتمالية ))