من خلال النت تعرفت بأخت سعودية مسلمة تصلي الفروض في وقتها ولم تر أبداً أنها متدينة بل مؤمنة وكان الكلام معها مثرياً للنفس ومرقياً لها ورافعاً لها عن كل ضنك..... تجعلك تشعر أنك تريد الاستماع لكل كلمة تقولها وبدون مبالغة.

الأمر نفسه حدث مع أخت فلسطينية. سألتها حتى أطمئن وأقرر أإلى حد يمكن أن أستريح لها: أنت متدينة؟ قالت لا أفضل أن يتم وصفي بأني متدينة ولكني مؤمنة.. هي أيضا تصلي الخمس فرائض يومياً وتلبس الحجاب وشخصيتها من أجمل الشخصيات التي قابلت على النت.

في المقابل، المصرية تحرص على فوكابيلاري ديني religious vocabulary. ما أكثر ما سمعت ألفاظ مثل "لازم تستخيري الله يا أختاه" والعزبلة وحوقلة وكل هذا القاموس الشهير.. بصراحة أنفر من مثل هذا التدين وأجده ظاهرة منتشرة بشدة هذه الأيام بين المصريات.

كم تمنيت أن الناس لا تتكلم في الله إلا بحذر شديد ولا يذكرون إسمه إلا عند اقتضاء الحاجة لأنه "شيء ثمين" جداً وليس الكلام فيه في الطالعة والنازلة وليست العبرة بالكلام فيه ولكن بقوته وقدرته العاملة في النفس والكون معاً. قس كلامي هذا أيضا على لبس الحجاب. كنت أتمنى أن تتم ممارسات كهذه بشكل اختياري فردي لا أن تصبح الممارسة الدينية موضة ويسعى لتقليدها كل من هب ودب وتفقد رونقها لفرط التكرار الممسوخ.

الأمر نفسه ينطبق على أقباط مصر وتدينهم المزعج المنفر بالنسبة لي...

لا أحب الشخصيات المتدينة وأجدها مقرفة. يجذبني "تيار الإيمان"؛ ومن هنا كان قولهم "آمن بالحجر تبرأ" وقولهم "الفزع يطيّر الوجع". أجل، يجذبني تيار الإيمان الذي يسري في الإنسان سريان التيار الكهرباي ولا أحب "تيار التدين".