fancyhoney
واحد من الناس
المشاركات: 2,545
الانضمام: Apr 2005
|
جزء في رد النقد
محتويات الموضوع الاصلي
اغلب الامر يلزم قراءة ما سبق لفهم ما يلي
مقدمة
رائعة هي تلك الانتماءات التى تحفز طاقات الانسان من اجل الاجتهاد و الابداع , و اي تحفيز يماثل ذلك النابع عن الانتماء الديني ؟ و اي ابداع يشابه محاولة فتح قضية حسمت في الماضى البعيد !
دارت هذه المحاولة حول رواية كتابية هي ( قصة الزانية ) و تجاهل الخصوم كل الاصول البحثية و كل العلاقات المنطقية
فكان المسخ
و كان مقالي هذا تعليقا على مسوخ يصنعونها لانفسهم ثم يبتسمون
في بلاهة !
اعرض في هذا المقال ادلة نفى اصالة القصة , ناقدا لها , ثم اعرض ادلة الاثبات التى وقفت عليها و لم تناقش بعد , يليه دراسة مفصلة للقصة ثم تعليقات العلماء و النقاد من المؤمنين و غيرهم .
اتمنى لكم دراسة شيقة .
نفى ادلة النفى
استند الخصوم في دعواهم عدم اصالة القصة الي دليلين , نعرضهما و نبين ضعفهما كأدلة نفى , بل و دورهما في اثبات اصالة القصة كما سيظهر في ادلة الاثبات .
1-دعوى ضعف سياق النص
ادعى احد المخالفين ان قصة الزانية ( مهلهلة النسج ) , مستشكلا سياق القصة مظهرا ( جهله ) (1) بكيفية كلام المسيح للجمع بعد انصراف الجميع ! , و هذا ما هلل له اخر و وصفه - لا فضت افواههم – قائلا (دليل كبير على تزييف القصة ) موضحا بجرأة يحسد عليها (إذ أن الكلام في العدد 12 من الإصحاح 8 ، هو إتمام الكلام للعدد 52 من الإصحاح 7 ، مما يدل أن قصة الزانية مقحم ومفتعل ) على حد قوله .
هذا هو ادعاء الخصوم , و نرده بثلاثة وجوه
الوجه الاول : ان التسليم الجدلي بصحة هذا الادعاء هو دليل لنا لا علينا !
و سنبين ذلك في ادلة الاثبات
الوجه الثاني : ان الصيغة التى افترضها الخصوم و قررها العميد هي الصيغة المتهاوية المهلهلة بحق !
اول ما يطالعنا في الاية 8 من الاصحاح الثامن هو قول القديس يوحنا (ثم كلمهم يسوع ايضا ) و السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو ( من هم الذين كلمهم ؟) فلو كانت هذه الاية هي التالية للاية 52 من الاصحاح السابق كما يزعم العميد و التى هي حوار دائر بين كبار اليهود بعيد عن المسيح , فهل هؤلاء هم من كلمهم المسيح ؟
ان الايات السابقة للقصة تتكلم عن نهاية حديث المسيح ثم انتقال الخدام من مكان الحوار مع المسيح الي كبار اليهود في مشهد بعيد عن مكان المسيح, حيث يدور حوار بين كبار اليهود ينتهي بهجومهم على ( نيقوديموس ) احد كبارهم فكيف يعقب هذا كلام المسيح , و هو غير الموجود معهم في الاصل ؟
بينما يقدم لنا السياق الحالي ترابطا منطقيا كما يتبين من الوجه التالي
الوجه الثالث : يمكن الاجابة عن سؤال الخصم بخصوص السياق دون اللجوء الي اقامة ( سيرك الالاعيب ) , ان سأل الخصم نفسه – او غيره – من الذين انصرفوا ؟ و من الذين كلمهم المسيح ؟ لعرف ان اولئك غير هؤلاء , و وفر على نفسه خزى الغباء .
فظاهر النص يظهر جليا ان الذين انصرفوا هم (الكتبة و الفريسيون الذي قدموا له المرأة ليحكم عليها ) بينما كان معه في نفس الوقت ( شعب كبير كان يعلمهم ) و هكذا يظهر ان من انصرفوا هم المدّعون و هذا هو المشار اليه ب ( اما هم فلما سمعوا ) و يدل على ذلك سؤال المسيح التالي (اين هم اولئك المشتكون عليك ) و لم يسأل عن كل الناس , فان عرفنا ان المشتكون هم الكتبة و الفريسيون المجربين له فيظهر بسلاسة انهم هم المنصرفون و انه يبقى جمع ليكلمهم المسيح و لو وجد فريسيون اخرون لكانوا غير المشتكين السابقين لان السابقين هم من انصرفوا .
و هكذا فلا اشكال و الحمد لله , فهذه هي استقامة النص لا كما حسب المخالفون و لكنها ( تعمى الابصار و الافئدة )
2- خلو مخطوطات من النص
و هذا ايضا لا يدل على غياب القصة, بل الارجح على وجودها و اصالتها !
و هذا ما سنبينه
1- هل الحذف دليل على الغياب ؟
فبالرغم من صحة المعلومة نسبيا ( خلو بعض المخطوطات ) الا ان هذا لا يطعن في القصة و ذلك من وجهين
الوجه الاول : من المخطوطات التى خلت من القصة ما حوى اشارات اكيدة على معرفة الناسخ بها و هذا ما اثبتته الدراسات الحديث كما عرضها ( فادي )
و هذا الفرع من فروع علوم المخطوطات يعد من احدث الفروع , فلم يظهر تطبيق هذا الفرع على المجلد الفاتيكاني على سبيل المثال قبل عام 1995 عندما نشر احد الباحثين و يدعى ( فيليب بين ) مقالا بهذا الشأن في مجلة معنية بالدراسات المماثة , و اخذ منه الامر خمس سنين اخرى ليكتب مقالته الثانية سنة 2000 , و بمرور الوقت اخذ هذا الفرع يستقر في علوم المخطوطات و يكشف العديد من البيانات التى تهم الباحثين في هذا المجال .
الوجه الثاني : حتى في حال خلو مخطوطات تماما فهذا لا يعني عدم اصالة القصة بل ينبغى النظر في سبب الغياب فرب سبب غياب يؤيد اصالة النص !
و اعرض في هذا الوجه دليلين
دليل 1 خلافات الصحابة و سبهم لبعض
جرت المحاولات على اخفاء حقيقة الخلاف و السباب بين الصحابة
وصل هذا الاخفاء لدرجة منع الباحثين من دخول هذا الحقل (2)
و في احد روايات البخارى حذف البخارى – او من هو اعلى منه - كلام على و عباس في حق ابي بكر و استبدله ب (تزعمان أن أبا بكر كذا وكذا ) (3)
وبنفس الطريقة نقل البخارى سباب محمد لاحد الصحابة بقوله (قاتل الله فلانا)(4) فحذف اسم الصحابي كعادته بينما هو سمرة كما بينه مسلم (5)
ولا عجب فهذه هي عادة البخارى اي حذف ما قد يرى مسيئا
و هذا الحذف يدل على حقيقة ان ( امرا سيئا قد حدث بالفعل )
ففي هذه الحالة (( سبب الحذف دليل على صحة الوجود ))
دليل 2 ضعيف الصحيحين
معروف ان الصحيحين فيهما الاحاديث الضعيفة ايضا , و لكن لسد هذا الباب يدعى من فترة لاخرى احدهم عدم وجود تلك الاحاديث الضعيفة فهذا اخفاء للحقيقة و محاولة لحذفها ايضا
و ممن اظهروا هذا الاتجاه من علماء الاسلام (أحمد شاكر , الاسفرائيني )
و هذه المحاولات ايضا – مع توافر معلومات و لو ضئيلة عن احاديث ضعيفة في الصحيحين - تؤكد ( وجود الاحاديث الضعيفة في الصحيحين)
فلو افترضنا غياب المصادر التى تكلمت عن ( ضعيف الصحيحين ) بعد الف سنة من الان , و لم يبق لدينا غير النصيحة بعدم فتح هذا الباب مع ذكر السبب ( عدم فتح باب الفتنة مثلا ), لادرك اللبيب وجود ( ضعيف الصحيحين ) حتى مع غياب اي نص يدل على ذلك
و هنا ايضا (( سبب الحذف دليل على صحة الوجود ))
و استدل بما سبق على عدم جواز اطلاق الاستدلال بالغياب على عدم الصحة , فضلا عن امكانية الاستدلال به على الوجود وفق ظروف معينة , و كل هذا في حال عدم وجود ادلة الاثبات , فما بالنا بوجودها كما ساعرضه في فصله
2- ما هي طرق الاخفاء ؟
1- استبدال النص المشين ب ( كذا و كذا ) او ( فلان ) كما ذكرنا عن البخاري
2- حذف النص المشين تماما ( وهو ما ساناقشه هنا لعلاقته بقضيتنا )
و اذكر له ثلاثة امثلة
مثال 1 محرقة المصاحف
فقد احرق المسلمون المصاحف المخالفة (6) و لم يبق منها الا اثار قليلة , و سبب هذه المحرقة هي اتفاقهم ان هذه المصاحف – الموحى بها كما يدعون – ستكون سببا في هدم الاسلام (7) فقرروا التخلص منها
فهذا مثال لحذف نص من نصوص الوحي اعتبر مضرا
مثال 2 حذف نص من جميع نسخ البخارى
و لو ذهبنا الي البخارى لوجدنا كلمة سقطت من كل النسخ ! و هي كما يلي
4253 - حدثني أيوب عن نافع عن ابن عمر { فأتوا حرثكم أنى شئتم } . قال يأتيها في .....
و يعلق الحافظ فيقول (هكذا وقع في جميع النسخ لم يذكر ما بعد الظرف ) (8)
و هكذا ببساطة تسقط كلمة مسيئة ( الدبر ) من كل نسخ البخارى
و افتراض خلو الاصل ( اي عدم وصول الكلمة الي البخارى ) افتراض ساقط تماما
فما كان البخارى – الفقيه المحدث – لينقل قولا عن شيوخه لا معنى له , و لا كان لتلامذته ( الفربري مثلا ) ان يسمعوا جملة غير تامة من البخارى ولا يسألوه عنها خاصة ان اخذنا في الاعتبار انتشار عادة ال ( سؤالات ) في تلك الفترة
فلم لم نجد الكلمة ؟
لم نجدها لمخالفتها مذهب البخارى ( تحريم اتيان المرأة في الدبر ) فحذفها بينما هي موافقه مذاهب اخرى كمذهب مالك و الشافعي (9) مثلا
و هكذا تحول مذهب البخارى الي مصفاة للنصوص حتى لو خرجت منه مشوهة بتراء
فهذا مثال ثان لحذف نص اعتبر مسيئا او مخالفا
مثال 3 عدم التحديث تماما
اسوق لهذا المثال قول ( ابي هريرة ) الشهير
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم (10)
فهذا مثال اخير على وجود ما قد يضر من نصوص الوحي و تم اختيار عدم اظهاره , مع ما يؤديه الي فقدان كلام الوحي
فهذه امثلة لطرق حذف ما تم اعتباره ( مشينا \ ضارا ) من نصوص الوحي , فضلا عن طرق الاخفاء الاخرى كما سبق و اوضحنا
3- تطبيق ما سبق على قضيتنا ...
و بدراسة ما سبق من طرق ( الاخفاء\ الحذف) , و اسباب الاخفاء مثل ( حذف ما قد يعتبر مسيئا ) اخرج بامكانية (الاستدلال ب (الحذف \الغياب ) على وجود النص و اصالته )
فإن وعينا ما سبق و عدنا الي اصل قضيتنا ( قصة الزانية ) و تأملنا في ذلك الاثر التاريخي عن قول العلامة القديس اغسطين في تفسيره لغياب هذه القصة , وهو اعتبارها مسيئة نوعا ما في مكان ووقت ما , و بافتراض تطبيق النساخ لطرق المسلمين – غير المعيبة عندهم - على هذا الاصل فهذه اشارة الي اصالة النص , حتى في حال غيابها من كل النسخ , فما بالنا بوجودها في نسخ اخرى ؟!
فهكذا تشير (روايات \ مخطوطات) حاذفة الي معرفة القصة , و لا يخرج سبب الحذف عن عادة الشرقيين – المسلمين و المسيحيين – وهي محاولة اخفاء ما قد يظن ضرره على قضية الدين الاساسية .
و بهذا ينهار اعتبار خلو بعض المخطوطات من القصة كدليل على عدم اصالة القصة و هكذا يزول الاشكال , بل و في تلك الظروف قد يتحول الي دليل اثبات و الحمد لله .
|
|
09-27-2007, 11:24 PM |
|