Array
هل عاصرته يا زميل علماني؟

يعني احس دائما ان عبدالناصر كان شخصيه ساحره لمن عاصروه...انظر الى اشعارهم في رثائه

يفتنني دائما حلم الستينات الرومانسي ...هذه مصر مختلفه غريبه عني ومع ذلك احبها حتى وانا لا اعرف عنها الا ما اقراه هنا وهناك

ياريت من عاصر عبد الناصر وشكلت هذه الحقبه وجدانه ان يحدثنا اكثر ... من قراءة الاحداث لا اجد الا ما يسئ ....سجل اسود لحقوق الانسان ودوله بوليسيه مخابراتيه شرسه ووعود فارغه انتهت بهزيمه كارثيه ومع ذلك لا تكلم اي احد من المنتمين لهذا الجيل الا وتجد بريقا في عينه وتكاد تسمع خلجات قلبه وهو يرنو لهذه الحقبه ... هذه مشاعر صادقه تتعارض بشده مع قرائتي للواقع فهل من مفسر
[/quote]

عندما توفي عبدالناصر كنت طفلاً، ولكن "رياح الناصرية" لفحتني. "فالسادات" - بثورته المضادة - و"مبارك" من بعده، لم يستطيعا أن يمحوا ملامح "مصر الناصرية" إلا بعد سنين طويلة.

لو أردنا أن تقيّم تجربة "عبدالناصر" من منظور "ديمقراطي" بحت، فسلبيات الحكم سوف تطغى على إيجابياته. ولكن "الديمقراطية" ليست الأداة التي نستعملها في دراسة التاريخ، حتى لو جعجع بهذا الكثيرون. فالرسول الكريم نفسه كان "مستبداً عادلاً"، وأغلب عظماء التاريخ سوف تجني عليهم الديمقراطية لو اعتمدناها وحدها كأداة تقييم للحاكم والحكم والمحكومين.

نستطيع أن نقيّم عبدالناصر عبر انجازاته على الأرض بإيجابياتها (الإصلاح الزراعي، السد العالي، التقنية والتصنيع ... إلخ) وسلبياتها (دكتاتورية الضباط ... إلخ)، كي نخرج بجدول طويل يبين ما للرجل وما عليه أمام التاريخ. ولكننا بين هذا وذاك لن نفهم لماذا كان العربي في "الدار البيضاء" وفي "بغداد" و"دمشق" على السواء يحب الرجل ويستمع له ويأتمر بأمره. لن نفهم من جميع هذا اللغط اليوم لماذا خرج " شعب مملكة الظلام" يرحب به في الشوارع سنة 1965 رغم فتور علاقاته مع "فيصل" والوهابيين. ولن نفهم لماذا تدافعت الملايين في شوارع القاهرة تبكي الزعيم الراحل، وأقيمت سرادق العزاء وعم الحزن كل الاقطار العربية في نفس اليوم (مع ان الرجل كان قد هزم عسكرياً قبلها بثلاث سنوات، وأخبار فساد الجيش والسلطة في عهده كانت قد صمّت الآذان). لن نفهم، وعدم فهمنا هذا ينبع من أن قيمة "عبدالناصر" هي في "توسيعه الحلم العربي" رغم فشله - أو إفشاله - بعد ذلك في مشروعه.

أما لماذا يحبه معاصروه فارجع إلى الكتابين الذين أشرت عليك بهما، إن استطعت إليهما سبيلاً (كتاب محمد حسنين هيكل مبذول على الانترنت) ولسوف تتبين بعض "أسس هذه المحبة". أو اختصر الطريق واقرأ قصيدة "عبدالرحمن الأبنودي" - البدل - (فوق) وانظر كيف كان ينظر معظم المصريين وأغلبية الشعب العربي في كل مكان إلى "أبي خالد"، في ذلك العصر.

واسلم لي
العلماني