Array
يعني كل المشكلة في جوع أهل المدينة ذلك العام، أن هناك "سقفاً" بين قبر الرسول الكريم وبين "السماء". ولو لم تكن "السيدة عائشة" بين ظهراني القوم كي تنصحهم - من خلال وحي يوحى ... ربما - لهلك أهل المدينة جوعاً، فالسماء لم تستجب ولم تغث - كما يبدو من رواية الدارمي - إلا عندما تركوها تتصل مع قبر الرسول دون سقف. هذا مع أن "جثة الرسول نفسها" مفصولة عن "السماء" بواسطة القبر نفسه، أم أن في القبر "كوة" ؟

طبعاً، لا مجال "لعقلنة" القصص الديني الذي يتحدث عن "معجزات"، فهو مبني على "كسر قوانين الطبيعة". ولكن بعض الروايات "تضع العقل في الكف".

واسلموا لي
العلماني
[/quote]

بداية فالرواية ضعيفة، لذلك وجدتني استخدمت لها عبارة آثار، ولم أسمها حديثا، وبالتالي فأنا لا أرى أي حجية فيها لأنها تخالف قناعتي التي ترفض الواسطة في الاستسقاء وغيره من أنواع الدعاء...

ولكنني أوردت القصة لأنها تساق في معرض تفسير هذه الكوة في القبة، وحين أنقل لها رواية ضعيفة عن الدارمي فأنا اقصد فقط، وفقط لاغير أن هذه الكوة موجودة منذ أيام الدارمي المتوفى سنة 255هـ وأنه لا علاقة لها بابن باز والرجل المزعوم الذي استشاره في هدم القبة!!

العلماني أجمل في سياق القصص الديني عبارة حمالة أوجه، ولا أختلف معه إن يكن القصد بالقصص الديني هذه الروايات وما هو أوهى منها من حكايات القصاص والوعاظ في التوبة وقصص السابقين مما لم ينزل الله به سلطانا، ومما ساقه بعضهم في سبيل الترغيب أو الترهيب أو ملأ الفراغ في بعض السير الصحيحة الثابتة، فأنا لا أختلف مع العلماني فيما يوصفها به من مخالفة للعقل ومصادمة للمنطق بل واستخفافها في أحايين كثيرة بالعقل، من مثل القصص التي تحكي حكاية توبة نبي أو قديس فإذا دموعه تجري من تحته نهرا لا يزال ينبض بالحياة حتى الساعة!

كل هذه الأقاصيص الخرافية التي يستخدمها بعض الوعاظ في مجالس العوام يجب أن تنسف، ولا أرى الترخص في إذاعتها حتى ولو لم يبنى عليها حكم شرعي، يكفي أنها تستغبي عقولنا، وتضعها في الكف على حد رأي العلماني:D

وهذه وردة ود واحترام للعلماني(f)


أما الزميل الذي يحمل على الشيخ ابن باز بما تجود به قريحته من أدب مع الموتى، فلن نستغرب منه أن يقول هذا في هذا الرجل الصالح، فقد قيل في الأنبياء وخاتمهم أكثر من ذلك، فقالوا: ساحر وكاهن وقصاص أساطير وشاعر حالم ومفتري وكذاب وعنين وأبتر وأذل وسمن كلبك يأكلك وطامح للملك ومريض وغير هذا من بذاءة وسباب...

أفيعيب الشيخ رحمه الله أن يلقى في الله بعض ما لقي الأنبياء من بلاء؟

أم لعل الله أراد به خيرا وكرامة أن يكتب له أجره بعد أن انقطع عمله، في تلقيه مثل هذه الافتراءات والتشنيعات التي لا تحترم واعظ الموت، ولا كرامة الإنسان كإنسان، بل تسخر لمجرد السخرية، وتزعم أنها على شيئ!!

لا والله ما يضره أن تأتي مذمته ممن يطعن ويستهزئ بالله وآياته ورسوله، ولو أنها أتت من مسلم موحد لما اطمأن قلبنا إلى ما اطمأن إليه...

وآه لو يدري الشانئون أن طعنهم وسبابهم هو هو الشهادة لسماحته بأنه أكمل حالا مما كنا نظن به رحمه الله وغفر لنا وله.

واسلموا لود واحترام(f)