مقدمة لابد منها

لاأتذكر لحظة محددة تسلل فيها بن باز إلي وعي ومن الأرجح أن عملية التسلل تلك تمت بصورة تدريجية بطيئة, فأنا لم أسمع عنه حتي منتصف الثمانينات رغم أن كابتن بن باز كان موجودا بالملاعب قبل ذلك بسنوات وسنوات وكان أول سماعي عنه هو الفتوي التي نشرها الزميل زمان ووقتها أعتقدت أنه مجرد سفيه وزمانهم حاطينه في مصحة نفسية ولا حاجة وبعد كده كل كام سنة عقبال ماأسمع إبداع من إبداعاته فأقول تلاقيهم خرجوه من المصحة النفسية فأفتي تلك الفتوي وزمانهم رجعوه تاني للمصحة بعدها لإستكمال العلاج خاصة وأن الرجل لم يظهر في وسائل الإعلام المصرية ولا مرة علي ماأتذكر وإسمه غير متداول بالنسبة للمؤسسة الدينية الرسمية ويقتصر تداوله علي دوائر المتطرفين دينيا فقط وحتي سنوات قريبة لم أكن أعرف أن الرجل له هذه المكانة والأهمية بمملكة الظلام وتلك المعرفة حدثت بسبب النت ومتابعة مايكتب عنه سواء من مؤيديه أو معارضيه والحقيقة كانت صدمة لي أن أعرف أن هذا السفيه ليس فقط يعيش حرا طليقا بين الناس ولكنهم يطلقون عليه لقب عالم بل ورئيس هيئة كبار العلماء!!!!!!

نتيجة لمحاولاتي المتعددة للتسلل إلي أوكار المتطرفين دينيا والتي كانت تنجح أحيانا فقد أسعدني الحظ لأكون شاهدا علي حوار بين إثنين من المتطرفين دينيا حول إحدي إبداعات كابتن بن باز المتعلقة بما يطلق عليه القبوريين وهو المصطلح الذي يستخدمه لوصف من يقوم بزيارة الأضرحة ومزارات الأولياء وأعتقد أنها المرة الوحيدة التي وجدت نفسي فيها متفقا مع الرجل رغم إختلاف منطلقاتنا ودوافعنا وأهدافنا فقد إرتبطت دائما في ذهني تلك الأضرحة والمزارات بالجهل والتخلف والنصب والدجل والشعوذة كما عكسها فيلم قنديل أم هاشم وشخصية المجذوب ولي الله توفيق الدقن في فيلم الأرض ليوسف شاهين.

مالفت إنتباهي في حوارهم ليس مايحتويه من أدلة وبراهين لأني لاألتفت لتلك التفاهات ولكن لحرارة الحوار وإنفعالهم بموضوعه بشكل ظاهر ومضحك في نفس الوقت فمن يراهم ولايسمعهم يعتقد أنهم يتحدثون بشأن كارثة قومية كالبطالة أو الأميةأو مشكلةشخصية عويصة! وبالطبع تناسي المتحاوران أن أصل المشكلة يكمن في دينهم نفسه وأنه لو لم يكن هناك إسلام لما كان هناك أضرحة ولامزارات ولا أولياء لله ينصبون علي البسطاء ولا حتي كابتن بن باز ليستنكر كل هذا ويكفر فاعله وكما قال الشاعر; الدودة في أصل الشجرة ولكن الخطير في الأمر أنه بعد إتفاق جوز البهايم أن ذلك الفعل هو بمثابة شرك بالله إنتقلوا لمرحلة مايجب عمله وأنه يحل لهم هدم تلك الأضرحة والمزارات وأنهم بهذا يتقربون لله تعالي وبالطبع عندما تم تفجير الضريح الشيعي بسامراء لم يستغرق الموضوع مني طويلا لمعرفة الفاعل ومن وراءه!

بالقطع أنا متفهم أهمية موضوع الأضرحة والمزارات بالنسبة لعقلية شخص رضع الوهابية مع لبن أمه لكن جاء أيضا الوقت ليتفهموا هم أن مايحتل تلك الأهمية القصوي في جدول أهميتهم ليس له أي أهمية علي الإطلاق بالنسبة لأخرين وأنا منهم ولهؤلاء الأخرين الذين أتشرف بالإنتماء إليهم فلافرق عندهم بين طواف حول ضريح إساف ونائلة بمكة أو حول ضريح الحسين والسيدة زينب بالقاهرة أو حول ضريح علي بالنجف فكلها دجل وشعوذة وكما يقول سبحانه وتعالي في كتابه الحكيم ماأسخم من ستي إلا سيدي صدق الله العظيم.