{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
المبدع تميم البرغوثي وقصيدته: في القدس
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #8
المبدع تميم البرغوثي وقصيدته: في القدس
تميم البرغوثي.. جمهوره يطارده ويرى فيه محمود درويش المستقبل

تحول إلى ظاهرة بعد عودته من برنامج «أمير الشعراء»



القدس: أسامة العيسة

لم تعرف فلسطين ظاهرة شعرية كالتي أحاطت بالشاعر الشاب تميم البرغوثي بعد ظهوره في برنامج «أمير الشعراء» التلفزيوني على قناة أبو ظبي. فقد استطاع هذا الشاعر من خلال تقدمه في حلقات البرنامج، ان يوحد الفلسطينيين المنقسمين حتى التذابح، وعندما وصل إلى فلسطين كان قد صار نجماً تتدافع الحشود لحضور أمسياته، وقد تحظى بمقعد أو تعود خائبة أدراجها. لم يفز تميم البرغوثي بلقب «أمير الشعراء»، لكن الألقاب باتت تكلله بالجملة، وثمة من يعتبره خليفة لمحمود درويش ليس فقط لموهبته وإنما لصدق كلمته وحرارتها أيضاً. فلماذا استطاع شاعر شاب أن يحقق ما لم يفز به مئات الشعراء غيره الذين يغرقون الساحة الفلسطينية بقصائدهم؟

بعد اتفاق أوسلو، كان الشاعر الفلسطيني المعروف مريد البرغوثي، أحد الذين تمكنوا من العودة إلى الأراضي الفلسطينية، من أعضاء وكوادر منظمة التحرير الفلسطينية، لأول مرة منذ الاحتلال عام 1967. وكان البرغوثي قد خرج إلى القاهرة للدراسة، ووقعت الحرب، فبنى حياته أو جزءاً مهماً منها هناك، مع الأديبة رضوى عاشور، وكان ثمرة زواجهما ابنهما تميم.

ووثق البرغوثي عودته لفلسطين، نثريا في كتابه "رأيت رام الله"، وفيه يظهر حرصه على استكمال أوراقه الثبوتية، ليضمن لابنه تميم عودة واقامة في الأراضي الفلسطينية، كي يكون افضل حظا من والده، الذي ابعد من مصر لعدة سنوات، وفصل عن زوجته وابنه.

وعندما قدر لتميم العودة إلى الأراضي الفلسطينية، ومنع من دخول القدس، عبر عن ذلك شعريا بقصيدة اسماها "في القدس" نشرت قبل نحو ثلاث سنوات في صحيفة يومية فلسطينية، ولكنها مثل معظم القصائد التي تنشر في الصحف العربية، لم تحظ باهتمام، حتى ألقاها تميم في مسابقة "أمير الشعراء" التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة، فأثارت اهتماما جماهيريا غير مسبوق من قبل الجمهور الفلسطيني، وضمنت له نجومية مذهلة.

وطوال أيام المسابقة، كان التلفزيون الفلسطيني الرسمي يبث قصيدة "في القدس" اكثر من مرة في اليوم، داعيا الجمهور إلى التصويت لتميم، ومثله فعل "تلفزيون الأقصى" التابع لحركة "حماس".

ولم ينجح تميم في فترة المسابقة، في ان يوحد حركتي "فتح" و"حماس" فقط، ولكن نجح أيضا في جعل الفلسطينيين، ينسون خلافات فصائلهم ويوجهون أنظارهم هناك إلى أبو ظبي.

وحفظ جمهور تميم الكثير من قصائده، مثل "مقام عراق". وهي مطولة كتبها خلال عام ونصف العام، بعد أن وجد نفسه مجبرا على مغادرة القاهرة، مكررا تجربة أبيه، تزامنا مع الحرب الأميركية على العراق، فوجد أن مشكلته الشخصية كفلسطيني، تتضاءل مع ما يجري للبلد العربي.

وحظي البرغوثي، خلال فترة مشاركته في المسابقة، بمتابعة من الصحف والمنابر الإلكترونية، ورأى فيه أكاديميون بأنه "خليفة محمود درويش" وانه استفاد كثيرا من درويش على الأقل في طريقة الإلقاء، وتم إطلاق ألقاب عديدة عليه مثل "شاعر العراق وفلسطين"، وأحيانا يضاف إليهما لبنان، وشاعر "المقاومة الجديد".

وعزا البعض الشعبية التي نالها البرغوثي، إلى حاجة المتلقين لشعر مفهوم، والى ان الشاعر الشاب عرف كيف يحقق معادلة الإبداع في الشعر وفي الوقت ذاته استطاع إيصاله إلى الناس، ساعدته على ذلك الإمكانات الهائلة التي أتاحها التلفزيون، من خلال برنامج جماهيري.

ولم يفز البرغوثي بلقب إمارة الشعر، ولكن جمهوره من الفلسطينيين رفضوا النتيجة وأسموه "أمير الشعراء غير المتوج". وكتب بعض مريديه يقولون، بان مشاركة تميم في المسابقة لم تكن لنيل لقب الإمارة، ولكن لإيصال رسالته إلى أوسع جمهور ممكن وهو ما نجح فيه. وهناك أصوات، اعتبرت بان البرغوثي ظلم في المسابقة، لأسباب ليست إبداعية، وانه من يستحق لقب الإمارة.

وجاء البرغوثي إلى فلسطين ليقيم أمسيات شعرية ويتواصل مع جمهوره الذي تابعه لحظة بلحظة خلال مسابقة أمير الشعراء، ويشكر الفلسطينيين الذين ساندوه ووقفوا معه. فرد الجمهور التحية بأحسن منها من خلال الحضور الجماهيري الطاغي لأمسيات البرغوثي التي أحياها في مسقط راس أبيه قرية دير غسانة، قرب رام الله، وفي رام الله نفسها، وفي مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم، وفي نابلس.

واطلق عليه الجمهور ألقابا أخرى مثل "أمير شعراء المقاومة"، و"أمير القلوب". وقدم البرغوثي لجمهوره ما اعتبر جواز مروره إلى الناس من خلال بيان جاء فيه:

"يا أهلي وأحبابي وأعمامي وأخوالي وجماعتي وسنَدي وَحَدِّي وردّي على كلّ ظالِم،

أعود إليكم، شاكرأ لكم، محتمياً بكم ومتعلماً منكم. إن محبتكم لهي الجائزة التي لا فوقها، ومن طلب أكثر من حبكم فقد طغى. وليكن الشكر أولاً للأسرى في سجون الاحتلال من كافة الفصائل الفلسطينية بلا تفرقة بينهم، ثم لأهلي في مدن فلسطين وقراها، في القدس، شرقيها وغربيها، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وما وراء الخط الأخضر، وللفلسطينيين في الشتات، وللأهل في العالم العربي كله من أقصاه إلى أقصاه".

وقال "أما بعد، فأنا ولد أتيحت له فرصة مخاطبتكم هكذا وكأنها صدفة، وإني أنتهز هذه الفرصة، بصفتي رجلاً فلسطينياً عربياً قبل كوني شاعراً، لأدعو الأهل المتفرقين إلى الوحدة، أيها الناس لنتذكر أسماءنا، إن أحد الفصيلين المتخاصمين اليوم حركة تحرير، والفصيل الآخر حركة مقاومة ولا أجد في اسميهما لفظ حكومة أو حزب حاكم".

وختم بيانه "أيها الناس، إن كان الشاعر في الزمان الغابر يستأذن الخلفاء في إنشاده، فإنكم أنتم اليوم الخلفاء والأمراء، بيدكم الأمر، لكم العزة والرفعة، أشكركم، وأستأذنكم في الإنشاد".

وانشد تميم، وسط تصفيق من الجماهير التي احتشدت في القاعات وخارجها، وفي قرية دير غسانة، اتى سكان القرى المجاورة في حشود ليسمعوه، وهو ما جعل الشاعر الشاب يعلق قائلا بأنه لا يوجد مكان في العالم يمكن أن يشهد مثل ما حدث وان يزحف الناس لسماع شاعر.

وانشد الجمهور مع تميم، وطالبوه بقصائد وحتى آبيات بعينها، في تظاهرات شعرية لم تشهدها الأراضي الفلسطينية، على الأقل منذ أربعين عاما.

وفي النظر إلى هذه الظاهرة، عزاها الشاعر والناقد د. فاروق مواسي، إلى موهبة تميم، وقال في حديث لـ"الشرق الأوسط": "تميم البرغوثي صوت شعري اكتشفته قبل بضع سنين، يومها كنت في معرض الكتاب في القاهرة، بصحبة أبويه الصديقين الأديبين: مريد البرغوثي ورضوى عاشور. وعندما استمعت إليه وهو يلقي شعره بعد أبيه لمست الصدق في نبرة كل كلمة، ولم تكن الألفاظ لديه إلا صورًا، ولم تكن انطلاقاته وحركاته إلا ألمًا وشجناً مموسقين في إطار فلسطيني يتلفح بعباءة الحنين. عندها داعبت مريدًا، وقلت له: ضيعك!".

وعن تأثير البرنامج التلفزيوني على شهرة تميم وصناعة نجوميته قال مواسي "لم أشاهد الحلقات في مسابقة الشعر للشباب سنة 2007 - هكذا أحب أن أطلق عليها، لا (أمير الشعراء) كما أحبوا هم أن يسموها -، ولكن أصدقائي أرسلوا لي على الشبكة لقطات صوتية مميزة، وكنت أستمع إليه وهو يلقي قصيدة القدس- هذه القصيدة التي أعدكم بدراسة وافية لها استمرارًا لدراستي الموسومة: القدس في الشعر الفلسطيني الحديث -، فبدايته العمودية في القصيدة دلت على أصالة ومُكنة، وتنقله في أحياء القدس والصور الغريبة كانت مدعاة غضب، وعندما يقول: "فترى الحمام يطير في الريح يعلن دولة بين رصاصتين"، وعندما يتساءل بعد أن سرد أسماء الشعوب التي استوطنت القدس (بفنية راقية في الأداء) يتساءل وبحق: "أرأيتها قد ضاقت علينا وحدنا؟" بملء فمي أقول: إنه اليوم شاعر فلسطين! وإن كان غيره فليست لهم اليوم حرارة الصدق التي له ـ هذا إذا تخلينا عن تقديس السائد والمعهود- وما أكثر ما ننخدع ببريق الأسماء!".

وقال مواسي "بكل الحب أقول: ليتني كنت عضو لجنة التحكيم، ويكون لنا نحن عرب الجليل والمثلث كلمة ـ عندها لا يمكن أن أقبل فائزًا تجاوز العمر المحدد، أو أقبل لحناً من محكَّم، أو أن يُغمط فلسطيني لا لسبب مقنع".

يدرك تميم، بموهبته وذكائه، اكثر من معجبيه، الإطار الذي وضع فيه كشاعر نجم، فحافظ على توازنه وسط عواصف الاستقبال الجماهيري الدافئة قائلا "أنا الان في امتحان لمدة عامين أو ثلاثة، حتى اعرف إذا كانت هذه المحبة التي منحني إياها الجمهور بسبب مشاركتي في مسابقة أمير الشعراء، أم لأنني اكتب شعرا جيدا. إذا استمر هذا الحب بعد عامين أو ثلاثة، فساكون نجحت في الامتحان".
10-03-2007, 12:09 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
المبدع تميم البرغوثي وقصيدته: في القدس - بواسطة بسام الخوري - 10-03-2007, 12:09 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بوابة القدس العتيقة Reef Diab 0 717 03-05-2012, 01:17 AM
آخر رد: Reef Diab
Thumbs Up بعيني رايت رام الله - مريد البرغوثي هاله 5 2,293 05-06-2011, 12:43 PM
آخر رد: أنا_بذاتو
  تميم البرغوثي قصيدة جديدة لمتظاهري مصر....يامصر هانت وبانت كلها كام يوم بسام الخوري 0 1,721 02-07-2011, 03:54 AM
آخر رد: بسام الخوري
Heart تميم البرغوثي ستي أم عطا spinoza98 1 1,151 12-31-2010, 09:59 AM
آخر رد: هاله
  قصيدة لتميم البرغوثي فيصل وزوز 3 1,196 01-30-2009, 11:44 PM
آخر رد: فيصل وزوز

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS