الدين مش لازم ينفصل عن البيزنس

دائماً و على مر السنين و منذ ظهور التليفزيون تُذاع العديد من الإعلانات على مدار اليوم بل على مدار الساعة أيضاً.
و تكون بطلات الإعلان هن موديلز أو فتيات يعلنون عن السلعة المراد الإعلان عنها أو يكون الإعلان عبارة عن قصة قصيرة يُجسدها أبطال الإعلان سواء كانوا موديلز بنات أو شباب أو يمكن أن يكون عبارة عن فنان معروف يُعلن عن سلعة أو فكرة ما.
أما الآن و على غير المُتعارف عليه يظهر نوع آخر من الإعلانات و هو الإعلان الذي يُقدمه الداعية الإسلامي !!
فوجئنا من قبل بإعلان مثل إعلان الأستاذ "عمرو خالد" على قناة (إيه.أر.تي) .. والآن إعلان "محمد جبريل" عن حديد عز الدخيلة !!
قد تكون مصادفة سعيدة تلك التى جمعت فى نموذجين من الاعلانات قدمها ما يسموا بالدعاة الجدد (عمرو خالد ومحمد جبريل) وبين اسمين شهيرين تطاردهم بقوة أقاويل الاحتكار (صالح كامل وأحمد عز).
ليست هذه المشكلة الآن ..
المشكلة .. ماذا عن مصداقية الداعية هنا ؟ ماذا عن علاقة اقتناع الناس بآراء الداعية الدينية واقتناع الناس بالرسالة الاعلانية المقدمه؟؟

و لكي نصل لإجابة سألنا أحد الدعاة الذى يتردد اسمه كثيراً هذه الأيام و هو الداعية الشاب "مصطفى حسنى" والشهير بـ "تلميذ عمرو خالد" .. ولخطورة ما قاله الأستاذ "مصطفى" نعرض لكم النص الكامل للمحادثة الهاتفية التى دارت بينه وبين محررة "زمش" ..
_ السلام عليكم الشيخ مصطفى حسني؟
_ و عليكم السلام أنا الشيخ مصطفى حسني.
_ إذا سمحت أنا طالبة في كلية إعلام و كنت عاوزة اسأل حضرتك سؤال واحد بس بعد إذنك ممكن؟
_ أتفضلي .
_ إيه رأي حضرتك في الشيوخ و رموز الدين اللي بيقدموا إعلانات في التليفزيون زي مثلاً الشيخ عمرو خالد و الشيخ محمد جبريل؟
_ و عمرو خالد قدم إعلان إيه أنتي شوفتيه؟
_ آه إعلان على الإيه أر تي اللي بيحذر فيها من وصلات الدش و بيقول أنها حرام.
_ طب و الشيخ جبريل كان عن إيه؟
_ كان بيقدم إعلان عن عز الدخيلة.
_ كان عبارة عن إيه؟
_ كان بيقول دعاء و لما خلصه أعلنوا عن عز الدخيلة.
_ ده بتاع الحديد؟
_ آه.
_ بصي في فرق كبير بين الإعلانين عمرو خالد أساساً بيشتغل في إيه أر تي و لازم يكون ليه الولاء للقناه اللي بيشتغل فيها و بعدين هو كان بيقول للناس إن السرقة حرام و ده صميم شغله كداعي إسلامي ده غير أني عارف أنه مخدش أي مقابل للإعلان ده أما بالنسبة لإعلان الشيخ جبريل فأنا شايف أنه حاجة عادية.
_ يعني حضرتك شايف إنها حاجة كويسة؟
_ آه يعني معلش مش أحسن من مثلاً موديل أو راقصة تقوم بالإعلان هو شيخ محترم بيعلن عن سلعة بشكل محترم و كمان أحنا مش عاوزين نفصل الدين عن البيزنس، الدين لازم يكون شامل لجميع نواحي الحياة كمان في ناس معلش يعني- أنا مش بقول عليكي بس- بتبقى جاهلة أو فاضية مش عارفه أوي في الشئون دي لكن بتشغلها و تفضل تفكر فيها و تبدأ تنقدها نقد سلبي مع إنها حاجة كويسة لأن الدين مش لازم ينفصل عن البيزنس.
_ يعنى حضرتك موافق على موضوع الإعلانات و ممكن تنفذها؟
_ و الله هو الكلام اللي أنا بقوله ده هيتنشر في حتة؟
_ آه إن شاء الله في موقع اليكتروني على النت.
لحظة سكوت ..
_ هو في حاجة؟
_ لا أصل كان لازم تقوليلى الأول خلاص حصل خير و الله ؛ مش عارف أنا معرفش حاجة دلوقت بس إذا جت حاجة هسأل الشيوخ الأكبر مني و الأكثر مني خبرة و إذا قالوا إنها حاجة كويسة و مفيدة ممكن اعملها لكن أنا دلوقت معرفش.
_ طب أنا مُتشكرة أوى و أسفة على الإزعاج.
_ لا مفيش حاجة السلام عليكم.
انتهت المكالمة ..
يا سلام !! .. وبكده يا ساده .. أصبحت اعلانات الشيوخ والدعاة عن السلع والخدمات والوصلات عادي جدا .. وليس فيها اي مشكلة ..

طب ما دام الكلام بأه ع المكشوف كده .. نقول اللى عندنا ..
ما رأيكم يا أساتذه .. عمرو خالد ومحمد جبريل ومصطفى حسني .. فى الاحتكار؟؟
هل هو حلال أم حرام ؟؟ وما رأيكم أيضا فى استغلال الدين والأدعية الدينية فى الترويج للسلع ؟؟
وطالما انه لازم ما نفصلش بين الدين والبيزنس .. يبقى ممكن حضراتكم تقولوا لنا بتاخدوا كام فى الحلقة .. وبالمرة بتاخدوا كام فى الجلسات الخاصة لرجال الأعمال والفنانين ؟؟
وايه رأيكم فى التجارة بالدين ؟؟؟ وما حكم من ينقل للناس ما يعلمه من معلومات دينية أو فقهية (إذا كان يعلم ما يستحق) مقابل مبالغ من المال ؟؟ أليست هذه تجارة بالدين ؟!
لقد أعلن السيد (مصطفى حسني) - والذى يعلن فى كل مكان أنه فخور بأنه تلميذ عمرو خالد - أعلن بكل وضوح أنه يمكن استغلال الدين فى التجارة وانه لا عيب فى ذلك (الدين مش لازم ينفصل عن البيزنس) .
أليس هذا نص كلامك يا سيد (مصطفى) والذى من الواضح أنك تخشى نشره كما يظهر من المحادثة التليفونية .. هل هذا يا أستاذ
"عمرو" هو ما تعلمه لتلاميذك النابهين ؟؟

كلمة أخيرة..
هل وصلت الأمور لهذا الحد الخطير من افتراض الجهل والغباء فينا ؟
هل وصلت الأمور لهذا الحد الذى يدفع هؤلاء السادة (الدعاة الجدد) إلى الدفاع بوجه مكشوف عن مواقفهم الغريبة وتصرفاتهم الخطأ ؟
هل وصلت الأمور للدفع بمبررات ساذجة من عينة (كمان في ناس معلش يعني- أنا مش بقول عليكي بس- بتبقى جاهلة أو فاضية مش عارفه أوي في الشئون دي لكن بتشغلها و تفضل تفكر فيها و تبدأ تنقدها نقد سلبي مع إنها حاجة كويسة) والتى لا تعكس سوى قصور فكرى وثقافى رهيب؟
معلش مش فاهم يا استاذ مصطفى الجملة الملخبطة دى ..وكمان أرجوك .. لا تتحدث عن الجهل يا سيد (مصطفى) .. أرجوك
كانت هذه أسئلتنا .. التى لا نتوقع لها إجابة من السادة المحترمين (الدعاة الجدد)..
كانت هذه أسئلتنا .. التى لا نريد لها إجابة من شبابنا المنقادين بكل انصياع وراء أفكار وبرامج ولقاءات هؤلاء (الدعاة الجدد) .. فقط نريد منهم أن يفكروا ويقرروا بأنفسهم ..
وأن يجيبوا على هذا السؤال الجميل: هو صحيح الدين مش لازم ينفصل عن البيزنس ؟
منقووووووووول