أصدقائي الأعزاء :
التصحر الروحي .... هذا ما استطعت تلخيص مجمل فهمي لحقيقة التجارب التي مررت بها ...

إن زحف الرمال ليغطي المساحة الخضراء في قلبي لم يوقفه كثرة العلاقات العاطفية مع النساء ..... بل الغريب والمستغرب أنه كلما زادت العلاقات في بحث حثيث عن النوعية (المرأة التي لا شبيه لها) والكمية (زيادة عدد احتمالات اللقاء) كانت الصحراء تتسع وتتوسع ..... وكلما التقيت بإمرأة بعد التجربة أجدها أحبتني ولم تحبني ..... أحبتني لأنني حققت لها الأنا بشكل أو بآخر إحداهم تقول لي أنت شاب حلو ، وأخرى تقول أنت شهم ، وأخرى تقول أنت ذكي .... إلخ ولربما لم أكن أحقق أي صفة من هذه الصفات التي نعتوني بها ولربما كنت مضطر أن أدعي ذلك لكي يحبوا أنفسهم من خلالي .....

اليوم أسأل نفسي هل كان هناك واحدة ووحيدة دخلت حياتي فقلبتها رأساًً على عقب .... أم أن كل مرأة دخلت حياتي غيرتها بشكل معين حتى بت عندما أتطلع إلى نفسي في المرآة لا أرى نفسي بل أراهم هم .....

تحت ستار القساوة الذكورية تكمن رقة أقرب إلى رقة الإناث ....وتحت مظهر العنفوان الذكوري تلتجأ المظلومية الأقرب إلى مظلومية الأنثى عبر العصور ..... حتى بات الأمر يشبه السؤال الملح ما فائدة الأنثى في حياتي إذا كنت أقرب إلى الازدواجية الروحية (الذكورة - الأنوثة )..... ورغم إلحاح الجسد وتذكيره لي بالحاجة المستمرة للمرأة ، للأنثى التي تقطر شهوة وشهية جسدية ... إلا أنني أقاومه مستعيناً بالكبت حيناً وبالقناعة أحياناً أخرى ....

واليوم وأنا أقف على حدود الربع الخالي من تجربتي أنظر بعيداً فلا أرى إلا كثبان النساء .... أبحث بشكل حثيث عن واحة للروح المرهقة فلا أجد.... وتستطيعون القول أن الأنثى التي أبحث عنها وبحثت عنها ما هي إلا سراب ......


لن تستغربوا أصدقائي إذا تشابهت التجربة الذكورية في العمق مع اختلاف التفاصيل الخاصة بكل روح انسانية ..... ولكن يجب عليكم أن لا تستغربوا أيضاً وجود نساء يحملن نفس الحصيلة المأساوية التي أحمل ، صحراء الروح مليئة بكثبان الرجال مع فارق بسيط عندما قلن لي أنني كنت أنا .... وما أدراكم ماالأنا (نرجسية و تفاني ، محبه وعداء ، فردانية ومشاركة... إلخ)..... قد حققت لهم الأنا (ربما نرجسية الأنا وربما تفاني الأنا لا أعلم بالضبط مالذي احتاجوه مني ) ......

لا زلت أحتاج آرائكم بشكل أكثر توضيحاً وحقيقية فأنتم تكلمتم في عموميات التجربة (التي نشترك بها جميعاً) ولم تذكروا لي حقائق ما تحملونه من نظرة مفصلة للقيم الروحية والنفسية .... ما هي المرأة بالنسبة لكم وجود روحي أم وجود نفسي لا أكثر ....؟!
هل يمكن الاستغناء عن المشاركة الروحية للمرأة بغض النظر عن المشاركة الجسدية أم أن الأمر لا يعدو أنها حاجة تشاركية تلبية لرغبات الأنا (النفسية) والجسد ...؟


شكراً للجميع على المودة والصراحة وأعتذر على الغياب الاطالة