{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
برنامج مهدي عاكف لحكم المحروسة .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #36
برنامج مهدي عاكف لحكم المحروسة .
الزميل المحترم بني آدم .
أقدر جهدك و اهتمامك .:97:
بداية أتعجب قليلا كيف ترفض خلط الدين بالسياسة ثم تدعم حزبا مثل الإخوان المسلمين لا يفعل شيئا سوى خلط الدين بالسياسة ، إن الإنسان لا يمكن أن يخطو في الفكر السياسي دون أن يكون متسقا مع ذاته ، فراكب الجوادين لن يذهب بعيدا بل سيراوح مكانه ثم يسقط و هذا ما نفعله دائما في مصر ، الأمر أكثر بساطة و لكننا تعودنا على الدوران حول الشيء ولا نمد الخطوط على استقامتها ، فنحن لا نثق في أنفسنا و خياراتنا و لهذا نطلب الشيء و نقيضه ، إما أن يكون الإنسان علمانيا يرفض بكل وضوح خلط الدين بالممارسات السياسية و بالتالي سيرفض الأحزاب الدينية كالإخوان المسلمين ، أو يكون ثيوقراطيا يرى الدين و السياسة نفس الشيء ، و بالتالي يرفض الأحزاب كلها أو يقبل بها على أحسن الفروض كوضع مؤقت ( المضطر ) على أن تكون كلها دينية المحتوى و الخطاب .
أيضا أراك متأثرا بكثير من الدعايات الإخوانية التي لا تصمد كثيرا للنقد كما سنري لاحقا .
يا عزيزي .. سأقسم ردي إلى ثلاث مجموعات .. المجموعة الأولى هي علاقة الإخوان بالإرهاب ، المجموعة الثانية هي الموقف الحالي للجماعة ، و المجموعة الثالثة حول ما تعتقد أنه موقفي من الديمقراطية و نقدك له .
الإخوان و الإرهاب .
أولا : هل كان حسن البنا وسطيا و سيد قطب وحده هو التكفيري الجهادي ( الإرهابي ) ؟.
الحقيقة الناصعة التي سأوثقها و أقولها ببساطة هي (أن الإخوان المسلمين و خلفائهم جماعات الإسلام السياسي يعتمدون الإرهاب وسيلة منذ البداية ، و أول من خط سنة الإرهاب هو المرشد الشيخ حسن البنا نفسه ) ،إن الفرق بين البنا و سيد قطب من قضية التكفير و العنف ليس كبيرا ، فقط الأول رجل حركة يمارس العنف مباشرة بحماس الشباب ( وقتها ) و بلا تعقيدات ، و الثاني يميل إلى التأصيل الفكري فأمضى عمره يكفر المسلمين المعاصرين و يستحل دمهم كأمة جاهلية . و لأني مثلك أتشكك في كل ما يأتي به أعداء الإخوان من أنصار الحضارة و المعاصرة سيكون كل استشهادي عن الإسلاميين أنفسهم ! .
1- كان المرحوم خالد محمد خالد الكاتب و المفكر الإسلامي صديقا صدوقا للشيخ حسن البنا و معجبا به و لكنه أيضا صاحب ضمير حي مما جعله ينفر من القتل و الإرهاب ، و قد أصدر الشيخ خالد مذكراته بعنوان ( قصتي مع الحياة ) ، و يذكر فيها نصا أن حسن البنا ، هو الذي فكر و أنشأ الجهاز السري للقيام بالأعمال الإرهابية ،و اختار له محمود عبد الحليم قائدا ، ثم اختار قائده الثاني عبد الرحمن السندي ، و كان أول (إنجازات) هذا الجهاز هو اغتيال أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء المصري ، بسبب اعتقاد الإخوان أنه هو الذي ساهم في السقوط المريع للبنا في الانتخابات ، و بحركة تمويه مألوفة من الإخوان وجه البنا بانضمام محمود العيسوي أحد أعضاء التنظيم السري إلى الحزب الوطني ، و بهذه الصفة اغتال ماهر ، و يؤكد الأستاذ خالد أن مصادر إخوانية صديقة له أخبروه متباهين أنهم هم الذين أمروا باغتيال رئيس وزراء مصر ، و هو يجزم أيضا بأن إغتيال رئيس الوزراء الآخر محمود النقراشي باشا ( الذي أمر بحل جماعة الإخوان المسلمين ) كان أيضا بتشجيع البنا و مباركته ، لأنه اعتبر حل جماعة الإخوان و مصادرة أموالها ودورها حربا على الله ورسوله و دينه ( مازالت الشهادة لخالد ) ،و هكذا تتوحد في أذهان هذه الجماعة شخصية المرشد بالرسول ، و الجماعة بالصحابة !.
2- يمضي خالد محمد خالد في شهادته ، فيروي كيف قتل الجهاز المستشار أحمد الخازندار ، لأنه أصدر أحكاما ضد بعض أعضاء الجماعة ، ثم كيف ضبطت سيارة الجيب و فيها كل أوراق الجهاز الخاص ، و خشي أحد قادة الجهاز ( المهندس سيد فايز ) أن يكون اسمه ضمن الأوراق المضبوطة فأمر بنسف محكمة الاستئناف ، وهو يعلم أن ذلك سيودي بأرواح الأبرياء فلا يحفل بذلك . و تستمر المهزلة فالسندي يختلف مع سيد فايز فيأمر بقتل الأخير و ينسفه بالمتفجرات بالفعل . و هكذا يقتل الإخواني أخاه المؤمن المتوضأ لأنه خالف رأيه !.و العجيب حسب رواية الشيخ خالد محمد خالد ، أنه حين كلف البنا صالح العشماوي والشيخ السيد سابق و الشيخ محمد الغزالي باستجواب السندي ، لم ينكر الأخير بل حدج سيد سابق بنظرة متحدية ، قائلا أنه قتل فايز بناء على فتوى سيد سابق نفسه .و هكذا يضيفون لفضيلة القتل في عرفهم فضائل أخرى مثل الكذب .
وماذا لو خامرنا الشك في رواية الأستاذ المرحوم خالد محمد خالد ، فربما كان أيضا لا يرى سوى ما أريده أن يراه !. طيب .. لماذا لا نطلب شهادة الإخوان أنفسهم ؟.
3- كان الجهاز الخاص هو أداة الإخوان في العمل السري الذي وجهوه ضد أعدائهم في الداخل فقط . كانت مبايعة أعضاء الجهاز للبنا ( نلاحظ للبنا الوسطي ! ) على المصحف و المسدس ، و قد ذكر هذه الواقعة عديدون منهم الشيخ حامد أبو النصر عند اختياره مرشدا ، و شهادته منشورة في مجلة المصور القاهرية ، و كانت عقوبة المنسحب و من يفشي سرا هي إخلاء الجماعة منه أي قتله ثم إرساله إلى جهنم بعد ذلك ، ألا يذكرنا هذا بالأب الروحي مارلون براندو ؟.
4- في كتابه ( حقيقة التنظيم الخاص ) يقول محمود الصباغ – الرجل الثاني – في الجهاز أن من تعاليم الجهاز الخاص الذي كان تحت سيطرة البنا شخصيا و يعمل بأوامره المباشرة : اغتيال المشرك – اغتيال من أعان على قتال المسلم باليد أو بالمال أو باللسان ( لاحظ أن ذلك كله تقديري ترك لأعضاء الجهاز ) – إيهام القول ( الكذب ) للمصلحة – الحكم بالدليل و العلامة و الاستدلال ( بواسطة الجماعة بالطبع ) .
5- في شهادته يقول المستشار عصام الدين حسونة القاضي ووزير العدل المصري الأسبق : "أن تعليمات الجهاز السري التي وضعها البنا تقول بالتجاوز عن قتل المسلم للمصلحة "، و " أن من السياسيين من يجب استئصالهم و تطهير البلاد منهم ، فإن لم توجد سلطة شرعية تصدهم ، فليتول ذلك من وضعوا أنفسهم للإسلام جنودا ، و أن الإسلام يتجاوز عن احتمال قتل المسلم إذا كان في ذلك مصلحة ، (مصلحة من – وهل الإرهاب بل و الإجرام غير ذلك ؟) .وهل يفوض الأفراد في القتل برأيهم ولو توهموه دينا ، و هل هذا من الإسلام في شيء ؟ . و هل فعل الغزالي في فتواه المشهورة باستحلال دم د / فرج فوده غير ذلك ؟ وكان الغزالي العضو البارز في التنظيم الخاص الإخواني .
6- في نفس المرجع السابق اعترف عضو التنظيم مصطفى مشهور الذي كان يعمل بمطار ألماظة أنه سطر بخط يده خطة لنسف مخازن المطار و معداته ( عصام حسونة – 23 يوليو و عبد الناصر – ص 46 ) ، و مصطفى مشهور أصبح أهم عضو في تنظيم الإخوان ( المعتدل ) منذ ظهوره مرة أخرى في عهد السادات ، ثم أصبح مرشدا عاما للجماعة !.
7- يزعم الإخوان أنهم تابوا عن الإرهاب و تخلصوا من التنظيم السري بعد محنة 1948 ، بل لقد اسلموا قيادهم لمستشار سابق هو الهضيبي زيادة في التقية ، و لكن يقول أحد قادة الجهاز ، وهو أحمد عادل كمال في كتابه النقط فوق الحروف ، أن ما حدث هو إعادة تكوين فقط لأن : " جماعة بلا جهاز يحميها هي جماعة من المهرجين " .
8- أما عن وضع الجهاز السري بعد الهضيبي ، فيقول القطب الاخواني البارز د/ عبد الله النفيسي ( كويتي الجنسية – يعيش و يعمل في لندن ) في كتابه الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية ، أوراق في النقد الذاتي ..
" الجهاز السري سيطر على الجماعة بعد وفاة الهضيبي ، تحت زعم وجود ما أسموه ( المرشد السري ) الذي عينه لهم الهضيبي ، و بهذا تمكنت عناصر التنظيم الخاص من فرض سيطرتها على الجماعة ، ومنهم : ( مصطفى مشهور – أحمد حسنين – د/ أحمد الملط – حسني عبد الباقي ) ، و شكلوا من أنفسهم مكتب الإرشاد مبعدين العناصر المستنيرة ، كما تحكموا تماما في التنظيم و أمواله . هذا النظام الخاص هو من اختار عمر التلمساني دون الرجوع للمؤسسات الشرعية لأنه رجل ضعيف ، كذلك اختاروا حامد أبو النصر لأنه متواضع الإمكانيات سهل الانقياد ، أما لماذا اختاروا مأمون الهضيبي دون غيره ثم مهدي عاكف بعد ذلك ، وما هي هياكلهم الحالية ، ومن هو المرشد السري الموعود فذلك ما لم يقله أحد ، وما سيجيب عنه الانقلاب القادم ‍‍، إذا لم يستيقظ الغافلون .
9- لماذا لا نتأكد من أخوين مسلمين آخرين .. هما السيد أحمد عادل كمال ( الرجل الثاني في الجهاز السري للإخوان ) و شهادته ليست سرا فهي منشورة في كتابه ( النقط فوق الحروف ) أما الثاني فهو السيد صلاح شادي في كتابه ( حصاد العمر ) ، وكان صلاح مسئولا عن الجهاز الإرهابي الثاني وهو قسم الوحدات . و يعتقد غير المدققين أن الإخوان كان لهم جهازا سريا واحدا ،و لكن المتعمق يعلم أنهم امتلكوا جهازين سريين للإرهاب هما الجهاز الخاص و قسم الوحدات .و أدعو السادة رهبان الليل و فرسان النهار ليطلعوا على الكتابين بأنفسهم ، ليكتشفوا أن المرحوم البنا ، كان يصدر أوامر الاغتيال بنفسه ثم يستنكر الواقعة في اليوم التالي . بل أن السيد أحمد عادل كمال يورد هذه الواقعة و أكتبها بدون تعليق :" أن المرشد أمر بنفسه بتنفيذ عملية نسف محكمة الاستئناف ، وعندما قبض على علي شفيق أنس ( عضو الجماعة الذي نفذ العملية ) أصدر بيانا بعنوان ( ليسوا إخوانا و ليسوا مسلمين ) .
أخيرا لست هنا أصدر أحكاما أخلاقية ... فقط الأطفال يخبرونهم في حواديت قبل النوم عن الشاطر حسن الطيب الذي كان يحارب الشياطين ، و لكننا هنا نتحدث حديث الكبار عن السياسة ،و هؤلاء الكبار يلعبون على المكشوف ، ويعلمون أن الاغتيال السياسي كان أحد أدوات السياسي المرحوم حسن البنا ، الذي كان يتبع منهج التقية في عمله بمعنى الظهور بمظهر غير الحقيقة لأسباب سياسية ، ولماذا لا نستمع لرأي قادة الإخوان ( المعتدلين الطيبين ) في الإرهاب .. يقول البنا : " إن الإخوان سيستخدمون القوة العملية ، حيث يثقون أنهم استكملوا عدة الإيمان و الوحدة ".و يقول محمود الصباغ أحد قادة الجهاز الخاص :" إن أعضاء الجهاز يمتلكون الحق دون إذن من المرشد في اغتيال من يشاءون من خصومهم السياسيين ، فكلهم قارئ لسنة الله في إباحة اغتيال أعداء الله " و يؤكد :" إن قتل أعداء الله غيلة هو من شرائع الإسلام " !!. هل تريدون المزيد .. حسنا لنتذكر فتوى الغزالي في قضية د / فرج فوده ، حيث أباح الاغتيال على الرأي .
ثانيا : هل مارس الجميع الإرهاب و ليس الإخوان فقط ؟ .
أعتقد أن المتعاطفين مع الإخوان يوافقون على أن حركة الإخوان مارست الإرهاب و هو في حالتنا الاغتيال السياسي للخصوم ،و أيضا للمخالفين من أعضاء الحركة ،و تدمير المباني الحكومية كالمحاكم !.و لكن حجة المناصرين : أن الجميع امتلكوا المليشيات ومارس الإرهاب ،و لماذا لا نفوت شوية لهؤلاء الطيبين ؟. وهذا قول باطل يراد به باطل أشد و أنكى .
1- هذا المنطق أشبه بمنطق اللص الذي لا يعترف بجرمه عند القبض عليه متلبسا و لا يندم عليه و يعتذر ، بل يقول "و ماله فكل الناس حرامية ، اشمعنى أنا ؟) ،و يرى القبض عليه قمة الظلم و الإستهداف ، لا يا سيدي .. نحن ندين الإرهاب كله سواء قام به الإخوان أو السادات و ابن لادن ، القضية هي أننا نتحدث الآن عن الإخوان و هم تنظيم إرهابي يطالب بممارسة السياسة دون أن يراجع موقفه ولا يدين الإرهاب ، بل يخلط الأوراق و يتحايل مفترضا في الآخرين الغباء .
2- يبقى الأهم وهو أن الإخوان وحدهم لا يقدمون أنفسهم كحزب سياسي يخطىء و يصيب ،و لكن بالأساس كجماعة دينية تحتكر الإسلام و تحصره في نفسها ،و أنها في عملها مفصحة عن إرادة الله في خلقه منفذة لأوامره مجتنبة نواهيه ..حسنا .. هل تخبرنا عما إذا كانوا اكتشفوا عند تخليهم عن الإرهاب كما يدعون دينا جديدا ، أم كانوا في الماضي يسفكون الدماء مخالفين دين الله ؟. و إذا كانت الأخيرة فلماذا إذا يدافعون عن القتلة مخالفي دين الله من مؤسسي الجماعة ؟.أم تراهم مازالوا يعتبرون الاغتيال من الإسلام كما يعلن البعض ، و بالتالي يثاب عليه الإنسان خاصة لو كان عضوا في جماعة حسن البنا ؟.
3- هناك بالفعل شبهة قوية جدا أن الإخوان لم يتخلوا عن العنف اختيارا بل مؤقتا وهم في ذلك مكرهون مضطرون ، فهم لم يرفضوا إرهاب الإسلاميين الآخرين كالجهاد و القاعدة ، بل دائما يجدون المسوغات و الأعذار للإرهابيين ،و شهادة الغزالي الفضيحة في قضية اغتيال فرج فوده مازال ماثلة في الأذهان ، خاصة بعد ما تكشف لاحقا أن الغزالي اعترف لخاصته بانه كان مدلسا في شهادته حماسا منه لإنقاذ القتلة الإرهابيين الذين يشاركونه رغبته في قتل المخالفين ، مخلصا في ذلك لفكر إرهابي أصيل لم يتبدل يوما لأنهم يرونه واجبا دينيا !.
4- هناك مغالطة واضحة عند مساواة مجموعات شبه منظمة غير مسلحة لا هدف لها سوى حماية التجمعات السياسية و السرادقات الإنتخابية من البلطجة كما كان الحال في الوفد ،و بين ميلشيات مسلحة و مدربة ترتكب جرائم النسف و القتل كأداة لتحقيق أهداف سياسية كالإخوان ، و بالمناسبة لماذا لا تأت لنا بإسم قتيل واحد قتلته ميليشيات الوفد أو مصر الفتاة .
5- كان الإخوان المسلمين ( حسن البنا ) ثم حزب مصر الفتاة ( أحمد حسين ) هما الحزبين الوحيدين الشموليين فكرا و ممارسة ، و كلاهما يقدس الزعيم و ينادي باستخدام القوة ضد المخالف ، و تفرد الإخوان بتطبيق ذلك ، و هذه التنظيمات كانت محاكاة للأنظمة الفاشية التي ظهرت في العالم ، وكانت ذروتها في الفاشست الإيطاليين بقيادة موسوليني الذي دمروا الديمقراطية في إيطاليا و قادوها للاستبداد ثم الدمار ، و كان النجاح المبدئي للفاشست جعلهم المثل و القدوة للتنظيمات التي لا مستقبل جماهيري لها مثل الإخوان ، والتي ظهرت في أوج هيمنة الوفد على الشارع المصري ، و نتذكر أن المرحوم البنا سقط في الانتخابات في بلدته الإسماعيلية ، كما سقط نظيره أحمد حسين زعيم مصر الفتاة في دائرته بباب الشعرية بالقاهرة أمام نائب وفدي شاب هو حافظ شيحة ،و هذا يفسر السبب في تبني الإخوان للعنف كسياسة متجذرة في فكرهم الشمولي .
هل لا توجد علاقة للإخوان بالإرهاب الإصولي الذي انفجر في مصر و المنطقة .
الإخوان المسلمون هم الحاضنة التي فرخت الفكر الإرهابي و نشرته في العالم الإسلامي خاصة بعد تواجد الجماعة بكثافة في السعودية و تأثيرهم المباشر على الشباب السعودي خلال عمل كثير من أعضاء الجماعة في التعليم ، و أيضا تحالفهم الطويل مع النظام السعودي مما وفر لهم الدعم المالي و السياسي ، وهذا خطأ اعترف به الأمير نايف و كثير من الكتاب السعوديين الذي يضعون ظاهرة انتشار الفكر الإرهابي في السعودية برقبة الإخوان .
1- بعيدا عن عباءة الإخوان و لكن تحت نفس مظلة الأسلمة، ظهر صالح سرية و هو فلسطيني من جماعة ( حزب التحرير الإسلامي – الأردن ) ، و كان معتقدا أن تحرير فلسطين مرتهن بإقامة حكومة إسلامية في مصر يكون هو على رأسها ، و هكذا قدم إلى مصر عام 1973 ، ثم اتصل بشباب الإخوان المسلمين الحانقين على قيادتهم ، لموادعتها السادات في مقابل الإفراج عنهم ، و في كتابه ( رسالة الإيمان ) يقول صالح سرية كل البلاد الإسلامية كافرة ، وكل من أطاعها كافر لأنه اتخذ له ربا سوى الله !.وهو يؤكد أن تلاوة الشهادتين لا تخرج صاحبها من الكفر ، وهو يبيح قتل من يدافعون عن الحكومة ، و كل من يرضخ لها ( أي المواطنين ، كما يفعل إسلاميو الجزائر و مصر ) ، كما يرفض الصلاة في مساجد الحكومة لأنها في عرفه مساجد ضرار .على هذه الأسس أقام صالح سرية جماعة محدودة هي ( جماعة شباب محمد ) ، و حاول الاستيلاء على السلطة و تنصيب نفسه رئيسا للجمهورية ، في مغامرة غير محسوبة ، بل و في غاية البلاهة .استهدفت الخطة الاستيلاء على السلاح من الكلية الفنية العسكرية و التوجه إلى مقر الاتحاد الاشتراكي حيث كان السادات سيجتمع مع قيادة الاتحاد ، و تدخل المجموعة المقر بحجة و جود قنبلة ، ثم تقبض على قيادات الدولة و تعلن الجمهورية الإسلامية بقيادة الرئيس صالح سرية.لكن الخطة تفشل في أول خطوة ،و يقتل 11 شخصا ، و يقبض على جميع المتآمرين بما فيهم الرئيس صالح !.
2- من عباءة الإخوان هذه المرة يخرج علينا إسلامي متطرف آخر ، هو شكري مصطفى الذي أطلق على نفسه ، ( طه المصطفى شكري – أمير آخر الزمان ووارث الأرض و ما عليها ) . وهو شاب تتلمذ على أفكار سيد قطب ، وطورها و أقام على نهجها جماعة هي ( الجماعة المسلمة ) والتي عرفت ( بجماعة التكفير و الهجرة ) ، و التي قامت باختطاف الشيخ الذهبي في عام 1977 ، مطالبة بتسليم المسجونين من زملائهم و بتسليمهم مبلغ 200000 جنيه ، و انتهت المأساة بتعذيب و قتل الشيخ الجليل ، و القبض على الجماعة ، وفي المحكمة نستمع إلى معزوفة أخرى من هذيان الإسلاميين المحموم : كل المجتمعات جاهلية و كافرة قطعا – رفض أقوال الأئمة و سماهم الأصنام، كما رفض الإجماع و القياس – المسلم الذي يفارق جماعة المسلمين ( جماعته ) كافر – الإسلام الحق هو ما تتبناه جماعته و غيره كفر .- رفض كل منتجات الحضارة – رفض التعلم للدنيا – النبي محمد أمي و أمته بالضرورة تكون كذلك –
3- بعد القبض على صالح سريه تمكن مغامر فلسطيني عضو في التنظيم هو ( سالم رحال ) من الهروب إلى الإسكندرية حيث تقابل مع شاب بارع هو ( محمد عبد السلام فرج ) الطالب في كلية الهندسة .و هنا نبدأ فاصل جديد من دورة العنف الإسلامي تنجح هذه المرة في اغتيال الرجل الذي أطلق هذه الجماعات و مولها و تبناها في البداية لتجهز عليه ( أنور السادات ) الذي أطلق على نفسه خامس الخلفاء الراشدين. هذا الرجل الذي يعتبر هو نفسه جزء من معزوفة الدروشة و الهذيان الديني الذي مازالت صاخبة في مصر حتى الآن . تزعم محمد عبد السلام فرج جماعة ذات ثقل هي ( جماعة الجهاد ) ، و قامت القيادة على ترويكا من محمد عبد السلام فرج للعمل التنظيمي ، و الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن للفكر و الفتوى ،و المقدم في الحرس الجمهوري عبود الزمر للعمل العسكري ، و كعادة التنظيمات المتأسلمة أصدر محمد عبد السلام فرج في عام 1979 وثيقة فكرية ( مانفستو ) لتنظيمه أطلق عليها ( الفريضة الغائبة ) ، و في هذا الكتاب يوجز فكر تنظيمه الذي انقسم بعد ذلك إلى جماعة الجهاد ( عبود الزمر ) و الجماعة الإسلامية ( عمر عبد الرحمن ) ، و في هذا الكتاب : الحكام المسلمين جميعا مرتدين – لابد من عودة الخلافة لأنها أصل في الإسلام – لابد من السيف للتغيير –يمكن العمل في مؤسسات الدولة الجاهلية للسيطرة عليها .
4- بعد اغتيال السادات أعدم محمد عبد السلام فرج ، و سجن الزمر ، بينما نجا عمر عبد الرحمن بالتقية الشهيرة ( الكذب ) ، وهو الرجل الذي أسلم تلاميذه الأغرار لحبل المشنقة في تكرار ممل لأسلوب مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين . أيضا مخلصين لتقاليد الإسلاميين ، تصارع القطبان الباقيان عمر و عبود على زعامة الجماعة ، و دفع الأول بألا ولاية لأسير ( عبود ) ، بينما رد الثاني التحية بأفضل منها صائحا : بالا ولاية لأعمى !!.و هكذا انقسمت الجماعة إلى جماعتين ( الجهاد – الزمر ) ، ( الجماعة الإسلامية – عمر ) .، و ثمة خلاف محدود بين الجماعتين مثل : العذر بالجهل و الموقف من مسألة التكفير ، هل التكفير للحاكم فقط أم للجمهور أيضا !!.أما بقية فصول الرواية فكلنا شاهدها ،و كلنا عرف أن عمر كان محمية لوكالة CIA التي وفرت له الحماية في الولايات المتحدة ، و لكنه تجاوز الحدود و حرض على تفجير المركز التجاري حاسبا أنه يمكن أن يفلت كما فعل في مصر ،و لكن يبدو أن الأمريكان لا يتهاونون في أمنهم القومي كما يفعل المصريون ، فقبضوا عليه بعد مساومة بسيطة بين FBI و CIA انتهت بعمر سجينا كريما في السجون الأمريكية دون تسليمه لمصر التي تطلبه لتنفيذ حكم الإعدام ، ملاحظة : تابعت محاكمة الشيخ عمر في مصر ، و لشد ما كانت دهشتي عندما علمت أن سيدة شديدة الإيمان بأفكار الشيخ عمر ،وهبته نفسها ملكا ليمينه تقربا لله بإسعاد الشيخ الورع ، و معنى ذلك أنها تدعوه ليمارس معها الجنس بدون زواج . لست أدري كيف حققت رغبتها الإيمانية ، و لست أدري مدى شرعية ذلك ، و لكني أعتقد أنهم و غيرهم يبيحونه ، و لكن نظرت إلى التاريخ لأتأكد أننا في نهاية القرن العشرين ، فما شاهدته يعيدنا للعصر الجاهلي بكل جدارة .
5- الإرهاب الإخواني في سوريا : لو لم يكن الإرهاب سياسة أصيلة للجماعة فكيف تفسر إذا أن تقوم الجماعة في سوريا ثم في فلسطين حديثا باعتماد نفس سياسة الإرهاب و القتل ضد خصومها من الأبرياء ؟. و من المخجل أنها الآن تحاول في سوريا التبرؤ من هذا الإجرام بأن تتخلى عمن قاموا به- كعادة الجماعة - و تصفهم بأنهم زمرة اجتهدت لنفسها و اعتمدت العنف ضدّ رموز السلطة، رغم أن جل الضحايا لم يكن لهم أي علاقة بالسلطة أي سلطة . و نستعرض بعضهم الآن من قائمة أعدها كاتب سوري وهو بالمناسبة كاتب معارض !.
هل كان محمّد الفاضل رمزا من رموز السلطة أم كان رمزا كبيرا من رموز كليّة الحقوق في جامعة دمشق؟!!
هل كان الدكتور يوسف اليوسف الذي غربلوا جسده بالرصاص أمام كليّة الطب في جامعة حلب وهم يصيحون: الله أكبر.. الله أكبر، هل كان رمزا من رموز السلطة أم كان طبيبا مختصا في طبّ العيون ليس له في السلطة ناقة أو جمل؟!!
هل كان محمود شحادة الطبيب المختصّ بجراحة الأعصاب..
هل كان علي العلي البرفيسور المدرس في كليّة الزراعة في جامعة حلب..
هل كان عبد الرحمن هلال الطبيب المختص بالأمراض العصبيّة..
هل كان نزار الحمصي الطبيب المختص في طبّ الأطفال والذي أردوه قتيلا في عيادته وأمام أعين مرضاه من الأطفال وهم يكبّرون..
هل كان طلاب مدرسيّة المدفعيّة الذين دخل عليهم رئيسهم الملازم الأول ابراهيم اليوسف وأحال مائتين منهم في ثوان أشلاء متناثرة..
هل كان ركّاب القطار المتوجه من حلب إلى اللاذقيّة، ومعظمهم طلاّب جامعيون متوجّهون لقضاء العطلة الإنتصافيّة مع أهلهم، عندما أحالتهم العبوات الناسفة التي زرعها "جنود الله ورسوله" كحساء الخضرة المطحون..
هل كان ركاب الباصات المتوجّهة من دمشق إلى الساحل السوري، كطبقة من أفقر عباد الله في سوريّا، عندما تناثرت أياديهم وأرجلهم على بعد أميال..
هل كان سكّان حيّ الأزبكيّة في دمشق والذي انفجرت فيه سيارة مفخخة مرسلة من معسكرات تدريب الإرهابين في الإردن والعراق..
هل كان كلّ هؤلاء من رموز السلطة؟ .
هل مارس الإخوان الإرهاب ردا على إرهاب السلطة أم العكس ؟
كفى اليوم و سيكون لي مداخلة تالية
.
10-10-2007, 02:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
برنامج مهدي عاكف لحكم المحروسة . - بواسطة بهجت - 10-10-2007, 02:00 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Rainbow مهدي وينك؟ Narina 4 984 10-20-2011, 10:59 PM
آخر رد: Narina
  برنامج الأتجاه المعاكس وحلقه عن دور ايران التخريبي والتأمري والعلاقات الايرانية الأمريكية thunder75 5 2,061 04-16-2009, 03:21 AM
آخر رد: أندروبوف
  لماذا حذفت الجزيرة برنامج الاتجاه المعاكس على اليوتيوب حلقة الثلاثاء 9 كانون أول ... بسام الخوري 7 4,809 12-11-2008, 07:37 PM
آخر رد: بسام الخوري
  من يصلح لحكم مصر ؟؟؟؟ حسن سلمان 22 3,899 06-23-2008, 08:39 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  الاستاذ صلاح المختار ضيف برنامج الاتجاه المعاكس يوم الثلاثاء الحالي 25/3/2008 thunder75 40 6,322 03-27-2008, 10:26 PM
آخر رد: maryam

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS