الحر ،
طبيعي أن لكل ثورة في أي بلد خصائص وظروف مختلفة ، بالتالي هذا يتطلب طريقة تعامل أخرى .
ولا أظن أن تشي غيفارا كان غافلاً عن ذلك ، الدليل أنه ابتدع طريقة حرب الأغوار " الفوكو " في كوبا . قد تقصد حضرتك بطوباويته جهوده المختلفة في النضالات بالأماكن الأخرى من أمريكا الجنوبية حتى افريقيا ، والدافع لهذا الجهد التفكير الأممي للشيوعيين في أن البشر جميعاً هم وطن واحد بعيداً عن ضيق أفق القومية أو الوطنية .
قد يصف الكثيرون تشي غيفارا بالبلاهة لأنه لم ينخرط في عالم السياسة ، أو بشكل أكثر تحديداً ، لم يكن ممن يفلسفون الأمور . وهو بالمناسبة بدأ بقراءة الأعمال الماركسية بعد ثورة كوبا بتأثير من زوجته . وللصدفة فإن عدم " فلسفة " الأمر وتبسيطها نحو ما لخصه في مقولته " أينما كان الظلم فذلك هو وطني " قاد له نجاحاً بخلاف من عقدها لغاية في نفسه .