سلام للجميع

اضحك مع المفسرين ومقدمة لا بد منها:

اعلم يا صديقي القارئ ان مفسري القران في جملتهم مفسرون ثرثارون جل همهم الحذلقة و التبرير و الدفاع.فقد حشوا كتبهم بكل ما هو غث و بكل ما يستطيع مريض بالحمى ان يهذي.فقد فاضت قرائحهم في كل كبيرة و صغيرة في القران و لطالما اجهدوا عقولهم و اذهانم في تقويله ما لم يقل فاعطواالمعنى الواحد الف معنى و اكتشفوا له الف حكمة و اخترعوا الف باب في البلاغة و هي ليست في البلاغة من شئ.

اغرقوا ما في القران من سقطات و عثرات و تفكك و تناقض و تشويش.. في بحر من التأويلات و التخريجات و التلفيقات التي اضفى عليها ايمان السذج بريقا من الجلال و الخشوع ليس لها و الذي سد منافذ العقول ان كانت هناك عقول و زادوا العمي عمى و هو ما يذكرنا بقول السيد المسيح اتركوهم.هم عميان قادة عميان.وان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة. (مت 15:14 ).و ما تعذر عليهم او تعسر عليهم فهمه فوضوا امره الى الله و لم يكتفوا بذلك بل اوسعوا انفسهم تقريعا و تجهيلا و تاثيما لينزهوا الله عن كل نقص.

و طبعا ليس هناك اي نقد للنصوص و لا اعتراض على الايات و لا اعمال عقل فيها بل دفاع مستمر و عبودية كاملة .

و قضى المفسر على كل حس نقدي و استقلال ذاتي و على كل قدرة للحكم على النص حكما يخالف فيه روح النص. بل و اخترعوا للنص ايدي و ارجل لانهاضه من عثراته و كبواته. و تراه لتبرير قصور القران يضحي بنفسه لينقذ"رب القران" , يضحي بنفسه ليتقذ تصور ربه, يلوم نفسه ليبرء ربه, ينقص و يحقر نفسه ليكمل رب القران. فالمفسر يعتبر نفسه هو المجرم و الله غني عن العالمين, فتراه يفلسف المصيبة و البلاء و يعطيهما معنى لم يكن لهما و يصنع الهه و هو(المفسر) المصنوع و يكمل الهه و هو الناقص.

لقد افسدوا حيث ارادوا الاصلاح و ضللوا حيث ارادوا الهدى و بعد ان يفرغوا في النص جميع خزعبلاتهم و كل ما يملكون من ثرثرة و لفلفة و ترقيع يبادرون بالاعتذار قائلين" الله اعلم", فهم لا يريدون ان يقروا بجهلهم و في الوقت ذاته لا يريدون الاعتراف بانهم يقولون في القران برايهم ففي ذلك لو تعلمون" اثم عظيم" و العياذ بالله!! فخرجوا بهذه المعادلة الظريفة:" و الله اعلم بمراده. سبحانه و تعالى عما يصفون"!.


يتبع...