يزعجني كثيرا ان نتنازع ونسخر من التفاصيل بدون الاتفاق على الاساسيات

يعني مثلا كتابة التلاميذ للانجيل في الايمان المسيحي هي عملية "وحي" بشكل او بآخر من الله(الروح القدس). ما هي الجدوى من السخرية منها بدون الوصول لاتفاق اولا على حقيقة الروح القدس مثلا وهل يوجد ما يدل عليه او لا؟ يعني الحوار في هذه الحاله هو "لا حوار" ولا يعدو كونه سخرية من الايمان عند الاخر اما بغرض هز ثقته بايمانه او كميكانزم دفاعي عند الملحد(خير وسيله للدفاع هي الهجوم) لكن هل يوجد اي نتيجه ايجابيه نرجوها من هكذا حوار؟ ابدا

من البديهي ان النقاش بين المختلفين يجب ان يبدا من الاساسيات والا فعلى احد المتحاورين ان يسلم للاخر باساسياته قبل ان يتحاور في الفرعيات. هذه بديهيات. السؤال الان كم حوار دار في هذه الساحه يتبنى هذه البديهيه؟!

الخلاف بين المؤمنين والملحدين الى حد كبير هو خلاف بين مدرسة عقلانيه ومدرسه ماديه. كم حوار دار هنا بين هاتين المدرستين قبل ان ندخل في التفريعات(تفريعات من قبيل: هل فهم سليمان كلام النمل؟ هل كلم الروح القدس الحواريين؟)؟

الاجابه ليست جيدة وباستثناء الحوار الذي انفصل عن موضوع طارق الخاص بالتطور(الذي مس هذه الاساسيات) لا يوجد اي حوار اخر ينطبق عليه الشرط البديهي الذي ذكرته في الاعلى.

تحياتي