{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟
الليبرالي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 149
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #41
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟
(f)(f)


الأصدقاء العاقل وجادمون وجميع القراء ..

تحية من الأعماق

طرحت عزيزي العاقل بعض المصطلحات التي وردت في مداخلتك الأخيرة :
تفضلت بأن الشريعة الإسلامية تتمتع بصفتي الصلاحية والشمولية
وأنها جاءت لرفع الضرر في مقصدها العام، وهو مقصد جاء في مضمون الكتاب مروجاً لذاته، وحيث هذه الشهادة تبقى مخدوشة ، تتعارض والواقع الذي ذكرته من خلال مشاركاتي السابقة والذي أختمه بالتالي :

عزيزي نحن أمام آيات قرآنية وأحاديث نبوية احتاجت على الدوام إلى تفسير لعدم قدرة العامة من فهمها و إسقاطها على الواقع، ولأن الشريعة في مقاصدها قد تناولت أغلب الأنشطة الإنسانية فهي تشعبت حتى طالت أغلب أنشطة المؤمن الذي احتاج إلى من يفسر له تلك المقاصد ليكون على بينة من تصرفاته فلا يقع في معصية الله .
إذاً .. إن عموم المسلمين ممن حفظ الآيات والأحاديث تقرباً لله بقي محتاجاً إلى المؤسسة الفقهية الإسلامية للسبب عينه .
وأقرك أن المكتبة العربية غنية بكتب التفسير وأن التراث الإسلامية حوى دوماً مدارس فقهية لتقريب هذه الآيات من ذهنية العامة حتى أنها حاولت تكييف الشريعة ومفاهيم ومقتضيات العصر .

أقول حاولت لا نجحت !!!

وحيث أن الإسلام خلو من مؤسسة دينية واحدة معتمدة تعتبر مرجعية لدى جميع المسلمين فإن الشريعة الإسلامية بقيت حكراً على رجال الدين الذين حملوا لواء السلطة التشريعية وقايضوا السلطة الحاكمة، ( الحاكم الفرد ) فاقتسموا وإياه المكاسب ، وفي حال لم ترضهم القسمة أو عندما شعروا تاريخياً بمحاولته تقويض سلطاتهم أو بفصل ما للدين عن الدولة، ثاروا عليه وجندوا الشباب المسلم الذي يسبح بإخفاقات من ألف نوع وأطلقوا الفتاوى، مشكلين حركات إسلامية دموية ليس آخرها ما يحصل اليوم في السعودية والعراق والكويت .
أشير أيضاً أن هؤلاء الفقهاء حاربوا تاريخياً الكتاب والمفكرين الذين حاولوا تنبيه الشعوب الإسلامية إلى مراميهم وجشعهم وتهافتهم إلى المشاركة في السلطة .

فتاوى تدفع أشخاصاً لأن يفجروا أنفسهم فيزهقوا حياتهم ويتسببوا بقتل الأبرياء طمعاً في حياة أخرى تصور لهم بأنها رغيدة مليئة بأغلب الحقوق لتي حرموا منها نتيجة ظلم وغياب الحقوق .

نصل إلى نتيجة مفادها أن غياب المؤسسة الدينية المرجعية قد أفسح المجال لأفراد بأن يعطلوا فكرة الدولة ويجعلوا من العيش الآمن فكرة بعيدة المنال وهو حق إنساني رافق البشر منذ بداياتهم الأولى .

حيث ظهر الإرهاب المعتمد على ممارسات فقهية ودينية تروج لنفسها بأنها جاءت من صلب الشريعة ، لا بل تدعي تمثيلها للشريعة الإسلامية الحقة .
ومن تزعجهم هذه الفتاوى صوروا بخحل أنها تعتمد على أحاديث مضللة وتفاسير وتأويل يخالف الحقيقة .

لكن الجرائم ترتكب باسم التطبيق الحق لإرادة المشرع الكبير الذي هو الخالق، وهي تزداد باطراد وتسارع خطيرين، حتى باتت ظاهرة التطرف بكل أدواتها ومظاهرها تغزوا الشارع وتطغى عليه .

فبدل أن يقوم هؤلاء الشباب المغاوير بالمطالبة بحقوقهم وبما سلب منهم من فرص عمل وتهجير لأموال الأوطان وسرقة الشعوب علناً وجهارة من نهب آثارها والمتاجرة حتى بالتراث التاريخي الذي نعتز به والذي هو ملك لآلاف الأجيال التي سبقتنا وعاشت هنا نجدهم يقومون بقتل أنفسهم في عمليات انتحار رهيبة .

فلكي يتسلح هؤلاء الفتوات بإرادة تقضي بزهق أرواح ( مارة في الشارع ، أو قاطني بناء، أو تفجير في حافلة قطارات .. أو .. أو .. ) إضافة إلى زهق أرواحهم ( ولا شيء أعز من النفس ) أتساءل عن مبدأ آخر طرحته في أحد مداخلتك :
- الحفاظ على العقل والنفس.

ألا ترى أن سلطة الإفتاء قد قضت على أهم مبادئ الشريعة وهي المنطلقة من بطانة الشريعة ذاتها ؟
عندما يصل عزيزي العاقل بنا التأويل والتفسير إلى ارتكاب جرائم القتل أو حتى التحريض على ارتكابها، إلى إرهاب بحق شعوب الأرض، ويؤدي إلى الانتحار وهو من أهم المعاصي ونبذ الحياة الدنيا بهذه القذارة والسوداوية، فنحن أمام إشكالية رهيبة خلقتها الشريعة الإسلامية لذاتها وأوقعت جميع شعوب الأرض في وحولها .

وهي غياب مؤسسة مرجعية واحدة فيما يتعلق بالتأويل والتفسير .

في حين أن الشعوب ومنذ زمن بعيد تسعى إلى انتخاب أعضاء السلطة التشريعية بواسطة صناديق الاقتراع، انتخاب يقوم على برامج واضحة لكل مرشح يساءل عنها، في دول تعرض جلسات مجالس الشعب على شاشات التلفزيون ليتسنى للناخب من متابعة تلك البرامج التي اختار مرشحه وفقها .

إذا ما الذي يجعلني أهجر ما هو مقنن ومحدد وبسيط لألاحق فتاوى تصدر من الأزقة المخفية وتدعوا إلى تشتيت الشعب في تفسيرات تشوبها المصالح المتداخل بين تجار الدين والحاكم الفاسد .



إن المبادئ التي أوردتها صديقي غاية في العمومية وهي متفق عليها قبل الشريعة وبعدها، ولا تستحق حقيقة لتقييمها وكأنها الشريعة قد أوجدتها فاحتكرتها لذاتها .

لكن عندما يحتكرها المقدس ( باعتبارها إلهية المنشأ ) فإن ذلك يجعلها ثابتة وتعاكس حركة الكون في التطور، لذلك تجد أن قوانيننا جميعاً جامدة ولا تملك آليات لتطوير ذاتها .

خذ مثلاً مسألة الإرث للأنثى .
الأنثى التي باتت تعمل أسوة بالرجل، وصارت تشارك في ميزانية أية أسرة ما زالت راضخة للرجل لتبعيتها المالية له، ما تزال تنال حصة نصف الرجل، حتى في الشهادة تعتبر شهادتها مخدوشة لأنها لا تكافئ الرجل في مصداقيته .
خذ الزواج كمؤسسة ما يزال الرجل يتمتع بنكاح أربعة نساء في أغلب الدول الإسلامية وفق أهوائه ونزواته ، مع ما يسببه ذلك من تشتت عائلي وأسروي .

عندما تجرأ كل من كمال أتاتورك والحبيب بو رقيبة على مخالفة الشريعة ثارت عليه الشعوب الإسلامية كافة بما فيها النساء المسلمات، لأن هؤلاء يشعرن بالخوف والجزع من المطالبة بحقوقهن أسوة بالرجل، لأنهن ضعاف التوعية لم يتسن لهن الإطلاع على حقوق بقية نساء الأرض .

أنظر إلى الحجاب كظاهرة تتفشى يدفع ثمنها النساء المسلمات دون جدوى ألم يكن أجدر بهن المطالبة بمساواتهن بالرجل في جميع الحقوق بدل التوجه الأعمى إلى مزيد من التكبيل والتبعية والغرق في القشور والرحيل عن المضمون .

إذا فالمشكلة الثانية هي ارتباط الشريعة بالمقدس مع ما ينتجه ذلك من تقييد وتكبيل .

يتبع
الليبرالي
(f)(f)
02-02-2005, 03:52 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟ - بواسطة الليبرالي - 02-02-2005, 03:52 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS