{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سيرة ذاتية
oskar غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 183
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #2
سيرة ذاتية
اعدام أسرى وجرحى



هذه أول معركة أشترك فيها ، وكنت ملتحقاً منذ 4 أيام إلى آمرية مغاوير الفرقة23 المتمركزة في منطقة {قصري } القريبة من قاطع حاج عمران ، قبل أن تصبح لواء مغاوير الفيلق الخامس الأول فيما بعد ، كنت قبلها في مقر الفيلق الأول { بكركوك } لمدة 6 شهور ، في ليلة 9 / 9 / 1985 ، شن الجيش الايراني هجوماً كاسحاً على مواضع اللواء 98 مشاة في قاطع {حاج عمران} { جبل كوره دي } وعلى مواضع اللواء 604 مشاة في قاطع {سيده كان} { جبل زرار } ، بدأنا هجومنا في الصباح على جبل { كوره دي } قبل أن تتمكن القوات الايرانية المهاجمة من بناء السواتر البديلة وحفر الخنادق ، وكنت كلما تمر القذائف أثناء تسلقنا الطويل للجبل ، أموت من الرعب وأرمي نفسي منبطحاً كالمجنون ، والجنود الذين معي يسخرون مني ويقهقهون ، أخيراً هدأوا من روعي وراحوا يشرحون لي بإشفاق ، أن هذه القذائف من الجانب العراقي وهذه القذائف من الجانب الايراني ، وعجبت ، كيف يعرفون ذلك ؟ والله وحده يعلم كم أخاف حتى هذه اللحظة من صوت أية قذيفة حتى لو كانت قنبرة هاون 60 ملم أو انفجار إطار سيارة ، كانت مهمة وحدتي يساندها لواء مشاة آخر زائداً فوج { جيش شعبي }وبقية مراتب وضباط اللواء 98 ، الهجوم على جبل { كوره دي } وطرد القوات الايرانية التي إكتسحت الخطوط الدفاعية للواء 98 ، بعد أن دكت مدفعية الفرقة 23 ومدفعية الفرق الأخرى مواضع القوات الايرانية ، بدأنا شن الهجوم من عدة محاور ، وبما أن القوة الايرانية المهاجمة لم تكن بمستوى فرقة ، فقد تم طردها بسرعة ، ومعلوم في السياقات العسكرية ، أن اللواء المكون من 3 أفواج يقوم بالهجوم على فوج واحد ، والفرقة المكونة من 3 ألوية تقوم بالهجوم على لواء واحد ، أي أن كل 3 جنود يقومون بالهجوم على جندي واحد ، بعد طرد القوات المهاجمة إكتشفنا أن بعض الجنود والضباط القتلى في اللواء 98 متفحمين تماماً من شدة القصف المدفعي الكثيف ، والبعض الآخر ممزقة بطونهم ، ولأول مرة أشاهد مصارين الإنسان الطويلة الخضر والصفر والحمر ، وبقية أعضاء الجسم البشري ، فشكرت الآلهة أن لنا جلوداً تخفي هذه الأشياء ، كان بعض جنود اللواء 98 الجدد الذين إشتركوا في الهجوم معنا والذين لم تكن لهم خبرة كافية في الحرب ، عندما شاهدوا هؤلاء الجنود الممزقين ، أصدقاءهم ورفاقهم ، أصيبوا بالهستيريا، و اعتقدوا ربما بفعل الحملات الاعلامية الضخمة لنظام صدام حسين التي كانت تصور الجندي الايراني على أنه وحش و{مجوسي كافر} وما شابه ، أن القوات الايرانية قد مزقت بطون رفاقهم بالحراب ، وأحرقت الآخرين بالنار ، ولم يعلموا أن تمزيق بطون هؤلاء الجنود والضباط كان بفعل شظايا قذائف المدفعية التي عادة ما تكون شبيهة بأمواس الحلاقة ، وإحتراقهم كان بفعل شدة النيران التي سبقت الهجوم على مواضعهم وملاجئهم، فقاموا بإطلاق النار على مجموعة من الأسرى وأردوهم قتلى ، ومن ثم راحوا يطلقون النار على الجرحى الذين يئنون ألماً ، ولقد شاهدت أحدهم يطلق 60 اطلاقة من بندقيته الكلاشنكوف على جندي جريح في أحد الخنادق ، طبعا تم دفن الجنود الايرانيين خارج الخنادق وكأن شيئاً لم يحدث ، بعد نهاية المعركة بدأت عمليات إخلاء الجرحى والقتلى من منتسبي وحدتي ، كانت الأوامر العسكرية الصارمة تنص على عدم الإخلاء أثناء الصولة ، قتل من سريتي أكثر من عشرين جندياً وجرح العشرات ، أما أنا فقد اختبأت في شكفتة { كهف } بعيداً عن المواقع المتقدمة ، وكانت القذائف التي تسقط بالقرب مني تجعلني أرتعش كالقصبة في الريح من شدة الرعب ، وكانت أسناني تصطك ، وكنت بالكاد أستطيع التنفس ، في الغروب جاءت الأوامر إلينا من قيادة الفرقة 23 مشاة بضرورة الإنسحاب فوراً إلى المقرات المتقدمة ، سلمنا المواضع التي إستعدناها من القوات الايرانية إلى لواء المشاة 98، وغادرنا إلى حيث إعادة التنظيم والتدريب العنيف الذي سيستمر ليلا ونهارا عدة شهور. في الساعة الثامنة مساء أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية بيانا صاخباً عبر وسائل الإعلام أدعت فيه إننا قتلنا وأسرنا آلاف الجنود والضباط وإستعدنا المواضع التي إحتلها الجيش الايراني وتمت تسمية هذه المعركة { المعركة التطبيقية} بسبب التنسيق بين قيادات فرق الفيلق الخامس كلها ، و تزامن الهجوم في قاطعي {حاج عمران} و{سيده كان}في نفس الوقت ، بعد إسبوع من إنتهاء الهجوم بعثت القيادة العامة للقوات المسلحة برقية فورية إلى قيادة الفيلق الخامس تطلب فيها أن يرفع كل لواء أسماء 30 من الجنود والضباط ممن أبلوا بلاء حسنا وأثبتوا شجاعة عالية لنيل أنواط الشجاعة ، وأسماء 30 من مختلف المراتب لنيل رتبة أعلى ، طبعا سر الكثير من الجنود والضباط الشجعان لهذا التكريم ، حين وصلت البرقية إلى مقر وحدتنا جمع الآمر المقدم عبد المحسن { قتل فيما بعد أثناء هجوم بالسليمانية }الضباط في البهو من أجل التشاور حول إقتسام الغنيمة ، وطلب من كل آمر سرية أن يرشح مجموعة من الأسماء لنيل نوط الشجاعة ومثلها لنيل الرتبة الأعلى ، بعد التحقق والإستفسار وشهادة الشهود وقسم الإيمان الغليظة حول من أثبت شجاعة عالية ويستحق التكريم ، رفع الضباط الأسماء وأرسلت إلى مقر الفرقة لترفعها بدورها إلى مقر الفيلق ، والفيلق يرفعها إلى القيادة العامة للقوات المسلحة ، في اليوم التالي بدأ اللغط يدور حول مجموعة من الأسماء التي رشحت لنوط الشجاعة، والتي لم تشترك في المعركة ، بل كانت مهمتها الدائمة تكمن في البقاء في المقر الخلفي للوحدة في ناحية { ديانا } بالقرب من مصنع الأسمنت ، بحجة العمل في { الإعاشة } أو في مشاجب السلاح أو لحراسة المقرات أو في التوجيه السياسي أو في مكتب الأمن وماشاكل ، وهؤلاء الجنود الذين يتم تنسيبهم للعمل في المقرات الخلفية في كل وحدات الجيش العراقي، معروف عنهم أنهم من العوائل الموسرة والذين يستطيعون أن يلبوا أي شيء يطلبه الضباط منهم مثل تقديم المال والهدايا ، خمور فاخرة ، عطور ، أجهزة كهربائية ، قطع إحتياطية للسيارات وغيرها من الأشياء، ويحصلون مقابل ذلك على أنهم لا يشتركون في أية معركة ، ويتمتعون بالإجازات الطويلة ، ونادرا ما كنا نشاهدهم في وحدتنا ، لا في المقر الخلفي ولا في المقر المتقدم ، أخيرا ، وصل المرسوم الجمهوري الصادر من بغداد بعد إسبوعين ، وتم إبلاغ الجنود والضباط الذين رفعت أسماؤهم في الإستعداد للذهاب إلى بغداد ليعلق القائد العام المزعوم للقوات المسلحة الأنواط على صدورهم ، أما أصحاب الرتبة الأعلى فأمروهم أن يذهبوا إلى حوانيت وحداتهم ويشتروا رتبا جديدة ، أي أن نائب العريف يشتري رتبة عريف ، والعريف يشتري رتبة رأس عرفاء الخ، ما أن ظهرت الأسماء هذه المرة علانية حتى بدأ اللغط يزداد أكثر فأكثر، وشعر أولئك الذين كانوا شجعانا أكثر من غيرهم ولم يتم ترشيحهم بالغبن والخديعة ، كنت أسمع اللغط ولم أستطع أن أعرف كيف توزع هذه الغنيمة :

_ { سوف أذهب إلى مقر قيادة الفرقة وأقدم شكوى ضد آمر السرية محمود ، هل يعقل أن يرشح مهدي النائم في المقر الخلفي منذ سنة ونصف لنوط الشجاعة ولا يرشحني أنا ؟ ، بشرفي كلكم تدرون إنني حصدت أكثر من 100 جندي ايراني في الرباعية { رشاشة ثقيلة لها 4 فوهات }، لقد أطلقت أكثر من 2000 اطلاقة من الرباعية ، ماذا ؟ هل كنت أطلق الإطلاقات في الهواء ؟ هل تراجعت ؟ هل توقفت عن الرمي عندما بدأت الطائرات السمتية الايرانية تقصفنا بالصواريخ ؟ بس هذا أخ القحبة ، مهدي المنيوك ، وين يروح مني ؟ }



_ { بابا هاي غير معقولة ، عير بالتاريخ ، شنو هذا المنيوك فيصل يرشحه نقيب عماد ، هو هذا مال نوط شجاعة ؟ بشرفي نقيب عماد ينيك زوجته }



_{ هسه شلون يقدر الواحد أن يقابل قائد الفيلق أو قائد الفرقة ويقول لهما أن الرفيق سلمان ظل في التوجيه السياسي ولم يشترك في الهجوم ؟ أبو العيورة الآمر، أعطاه نوط شجاعة لأنه إبن خالته ، ألف عير بكس أمه ، القحبة ، القوادة ، الكلب إبن الكلب} ،



جاء مهدي وفيصل من المقر الخلفي إلى المقر المتقدم بملابسهما النظيفة والشبيهة بملابس الضباط ، تفوح منهما العطور الغالية ، اشتروا لنا {عصائر وبسكويت وحلويات } بمناسبة حصولهما على أنواط الشجاعة تكريماً لبسالتهما العالية في دفع الرشوة للضباط ، طبعا ، أغلب جنود الوحدة لم يمدوا أيديهم إلى أي شيء بإستثناء بعض جنود المقر و{ الخدم } ، في الساعة الثالثة فجراً ، كانت هناك عجلة إيفا متوقفة فوق تل يبعد عن سرية المقر مسافة لا بأس بها ، وفجأة تحركت من مكانها وتقدمت بسرعة صوب خيام الجنود وهم يغطون في نوم عميق . بدأ صياح الحراس والجنود الذين سارت فوقهم عاليا ، البعض منا إعتقد إنه تسلل ايراني أحاط بمقر وحدتنا ، والبعض الآخر لا يدري ماهو سبب الصياح والعويل ، والكارثة كانت مقتل شخصين ، أحدهما مهدي الذي كانت إصابته في رأسه حيث تهشمت جمجمته تماما والآخر عريف الإعاشة في سرية المقر غازي كاظم ، ونجا البعض بعد أن تكسرت عظامهم ، تم وضع سائق العجلة سالم دعدوش في سجن الوحدة بانتظار نتيجة التحقيق ، وأرسل الجرحى إلى مستشفى أربيل العسكري . أثبتت نتيجة التحقيق التي قام بها مكتب الإستخبارات في وحدتنا بعد يومين، أن العجلة قد أفرغت من الهواء لا عن قصد ، أطلق سراح السائق ولم توجه له أية تهمة ، لكن الذين سمعوا صاحب الرباعية وهو يهدد ويتوعد لم يستطيعوا أن يزيلوا شكوكهم ووساوسهم حول قيامه بتنفيذ تهديده عن عزم وتصميم بتدبير مقتل مهدي والشخص الآخر . بعد شهر عندما عدت إلى وحدتي من الإجازة الدورية ، جلبت معي الأعمال المسرحية الكاملة لشكسبير { مشروع الجامعة العربية } والذي يبدو أن هذا أجمل مشروع إستطاعت هذه الجامعة العتيدة أن تقدمه لنا طوال تاريخها الخرائي . كنت طوال الوقت صديقا لشكسبير ، كانت الأيام والليالي المملة والرتيبة ، حيث التدريبات العسكرية العنيفة ، بمنطقة { قصري } تجعل الإنسان يشعر بالغثيان ويموت في كل لحظة ، ومما يزيد النفس إنقباضا انها عرصة صغيرة مهدمة وتحيطها الجبال الشاهقة من جميع الجهات ، فأنت أينما تولي وجهك ثمة جبال مثل { سكران } على اليسار إرتفاعه 3000 متر و{ مام روتا } على اليمين وإرتفاعه أيضا 3000 متر وفي الأمام { كوره دي } وإرتفاعه أكثر من 35000 متر وبعيدا في الخلف ثمة جبل لم أستطع معرفة أسمه يبلغ ارتفاعه 4000 متر ، كانت أوقات التدريب مستمرة ليلا ونهارا حتى في أيام العطل والأعياد ، لكن مع هذا كنت نهما في القراءة ، يبدأ بوق النهوض الصباحي في الساعة الخامسة صباحا ، وأحيانا في الساعة الرابعة ، وبالكاد نستطيع حلاقة وجوهنا وتلميع جزماتنا التي يجب أن تكون براقة في ساحة العرض الصباحي ، وهذا سياق انجليزي متبع دائما منذ أن تأسس الجيش العراقي عام 1921 من قبل الفيالق الانجليزية التي إحتلت العراق بجنودها من الهنود في الحرب العالمية الأولى ، أما الفطور فلا أعتقد أن أحدا يفطر بشهية ، ذلك لأنه يقتصر في جميع وحدات الجيش العراقي منذ التأسيس وحتى الآن على حساء العدس فقط ، المطبوخ بطريقة تخلو من أي ذوق ، والشاي الذي عادة يشبه الماء الساخن ، وهو إما أن يكون حلوا جدا أو مرا جدا ، ذلك لأنه يطبخ في قدور الطعام الكبيرة ويوضع فيه السكر منذ البداية ، بعد إنتهاء العرض الصباحي الذي يبدأ من الساعة السادسة ويستمر مع التدريب العنيف إلى الساعة العاشرة ، يعلن بوق التفرق وننسحب إلى المقرات لإستلام الأرزاق الصباحية ، وحصة كل جندي هي { صمونتان } من الذرة وحبة قثاء ، ونصف علبة لبن رائب صغيرة ، وأحيانا تفاحة أو برتقالة ، أو حفنة من التمر زهيد الثمن من ذلك النوع الذي يصلح للحيوانات . بعد ساعة من تسلم الأرزاق الصباحية ، يبدأ وقت التدريب الثاني الذي يستمر إلى الساعة الواحدة ظهرا ، بعدها يعلن بوق الغداء ونذهب إلى مطابخ السرايا حيث الطعام المعتاد الذي لا يتغير أبدا في جميع الفيالق العسكرية العراقية منذ عام 1921 . وعلى الرغم من جميع الإنقلابات الدموية العديدة التي نفذتها المؤسسات العسكرية في تاريخ العراق منذ إنشائه وحتى الآن ، يبقى غداء الجندي هو الرز والمرق فقط ، أحيانا مع اللحم ، وأحيانا من دون اللحم ، وكان اللحم الذي يقدم لنا ، يتم إستيراده من نيوزلندا ، وبسبب عدم طبخه بصورة جيدة من قبل المراتب الذين يتم تنسيبهم بالواسطة والرشوة في المطابخ ، يمتنع أغلب الجنود عن أكله ، ويطلقون عليه إسم { لحم الكنغر } ، أما في أيام الأعياد فيطبخون لنا { حلوى الجيش }وهي تتكون من دقيق القمح مع اللوز والسكر ، بعد الغداء وأخذ قسط ضئيل من الراحة ، يبدأ وقت التدريب الثالث الذي يستمر من الساعة الثالثة ظهرا إلى الساعة السادسة مساء ، وأغلب سياقات تدريباتنا تتركز على الهرولة السريعة المتكررة ، ومن يتأخر توجه له الإهانة والشتائم القاسية المعتادة في قاموس بذاءة الضباط ، مثل { قشمر } التي لا أفهم معناها حتى الآن ، ولعلها كلمة ايرانية أو تركية ، ووقعها عادة ما يكون ثقيلا جدا على الجندي ، أو { مطي } أو { سأسحق رأسك بالحذاء } ومن ثم يتوجب على الجندي الذي يتأخر في الهرولة إعادة الكرة وبسرعة ، بعد الهرولة يأتي الركض إلى مسافات طويلة جدا وعادة نكون بكامل تجهيزاتنا العسكرية مثل السلاح الشخصي وجعب العتاد { إطلاقات الرصاص } للبنادق الرشاشة ، وتشمل الكلاشنكوف وال RBK و ال BKC ، و { قنابر } لمدفع الهاون 60 ملم ، و{ صواريخ } لقاذفات الـ RB7 وقناع الوقاية وزمزمية الماء والمجرفة والحقيبة السفرية والبطانية ، ونقالات إخلاء القتلى والجرحى ، وتكون مهمة الأعداد على الشكل التالي : عدد القاذفة RB7 بالإضافة إلى بندقيته وتجهيزاته ، يجب أن يرافق صاحب القاذفة ويحمل معه جعبة صواريخ إضافية ، لأن صاحب الفاذفة لا يستطيع أن يحمل جعبتين ، وينطبق هذا الشيء على عدد الهاون ، وعدد الـ BKC ، بعد الركض الطويل يسمح لنا بأخذ إستراحة قصيرة لإلتقاط الأنفاس وتدخين سيكارة واحدة ، ومن تم نعاود الركض من جديد صوب ساحة العرض ، لنبدأ الرمي على الشواخص والطعن بالحراب والمصارعة وتفكيك وتركيب السلاح، وأحيانا نذهب بعيدا عن ساحة العرض بإتجاه الجبال للتدريب على التسلق وحفر الخنادق ، أو نقوم بعمليات تسلل وإلتفاف وهمية خلف خطوط مواصلات ومواضع القوات الايرانية ، نعود إلى المقرات بعد سماع بوق التفرق في الساعة السادسة مساء ، لا أحد منا يود الذهاب إلى المطبخ لجلب طعام العشاء ، لأنه في كل وحدات الجيش العراقي على طول جبهات القتال ، يكون العشاء المعتاد هو المرق فقط الذي تم طبخه ظهرا ، نذهب إلى حانوت الفوج ونشتري الخبز و البيض والباذنجان والطماطم ، بعد العشاء أكون منهكا ومتعبا ، أستلقي على فراشي وأدفن رأسي في كتاب ، بانتظار فترة التدريب الرابعة التي تبدأ أحيانا من الساعة الثامنة مساء وتستمر حتى الساعة العاشرة ، لا شيء لدي يعادل متعة القراءة وسط هذه الجبال الموحشة ، وهذه الحياة البائسة التي أحياها هنا والتي لا أدري متى تنتهي ، وبأية طريقة تنتهي ، هل أموت من جراء إطلاق قذيفة مدفع طائشة ؟ هل أموت بصلية رشاشة ؟ هل أموت بفعل إنفجار لغم يمزق أشلائي ؟ والمصيبة إنني لا أعرف أية مهنة ولا أملك شهادة دراسية ، سوى شهادة { محو الأمية } التي حصلت عليها عام 1976 تخولني أن أكون في صنف غير صنف المشاة ، مثل { مأمور مشجب } أو { حلاق } أو { طباخ } أو { سائق عجلة } أو { براد أسلحة }، ماذا أفعل ؟ هل أكتب قصائد حرب تعبوية ، مثل رعد بندر ، أو يونس ناصر عبود ، أو عادل الشرقي ، تمجد دموية صدام حسين وشجاعته المزعومة وأدفعها إلى دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة و الإعلام ، لتصدر ضمن سلسلة { ديوان المعركة } أو في سلسلة { في الثقافة والحرب }؟ وأطلب بعد ذلك نقلي من وحدتي إلى جريدة القادسية أو مجلة حراس الوطن في وزارة الدفاع ببغداد ، شأني شأن أولئك الذين ينعقون ويهللون لأمجاد القائد الملهم؟ لكن منظر أولئك الأدباء الذين يرتدون ملابس شبيهة بملابس الضباط ورجال الأمن والإستخبارات ، يجعلني أشعر بالإشمئزاز والقرف ، وجوه كالحة ومصفرة ، تزيت الماكينة الإعلامية لنظام صدام ليلا ونهارا من دون خجل أو حياء ، جثث متهرئة تنهي عملها الذي يصب في خدمة السلطة الديكتاتورية في الساعة الثانية بعد الظهر ، سعيدة بخنوعها، وراضية بتدمير البلاد والعباد وتقضي أوقاتها في المقاهي والبارات ، كل ما تملكه من إرث ثقافي لا يتجاوز الثرثرات والترهات التي لا تنتهي ، ولكي تضفي على نفسها طابعا أدبيا ما ، باعتبارها أصدرت الكثير من الروايات والمجموعات القصصية والشعرية { وهذه الوجوه هي التي أعنيها تحديدا }التي تمجد صدام وقادسيته المشؤومة ، تحمل حقائب يدوية مليئة بكتب ، تتمزق أغلفتها دائما من دون أن تقرأ ، ماذا أفعل أنا الشاعر الشاب الباحث عن المطلق والحب والحرية ، والمهموم في الموت و التحول والصيرورة ، والبحث عن أشكال جديدة للقصيدة التي أحلم بكتابتها في المستقبل ، ألم أنطلق في البداية من الشعر الجاهلي وأفهم صراع الشاعر الحقيقي مع الموت والزمن والإغتراب والحب والحنين والأشواق ؟ ألم أتعلم من سعدي يوسف و السياب والبياتي وبلند الحيدري وأدونيس وأنسي الحاج وتوفيق صايغ ومحمود درويش ، أن الشعر مشروع شخصي ويجب الإخلاص له ، وتكريس حياة كاملة له ؟ صحيح إنني أكتب قصيدة النثر ، وأعرف إنها لا تنشر في العراق ، لكنني أستطيع أن أنشرها في الخارج إذا تمكنت يوما ما من ذلك ، وكم أشعر بالإشمئزاز الآن عندما أتذكر الشاعر عادل الشرقي سكرتير تحرير مجلة { الطليعة الأدبية }، الذي أنهى عسكريته في مجلة حراس الوطن و الذي أصدر مجموعة حملت عنوان { 100 قصيدة في حب الرئيس القائد صدام حسين } وأستحق من أجلها شقة فاخرة ، قدمها له محبوبه صدام هدية تقديرا لمحبته إياه . لقد رفض هذا الفطحل أن ينشر لي مجموعة قصائد قدمتها إلى مجلة الطليعة الأدبية في الشهر الرابع من عام 1986 بحجة أنها قصائد نثر سوريالية ، والبلد يخوض حرباً مع ايران ، وبالتالي فإنه لا يستطيع أن ينشرها وطلب مني أن أقدم قصائد حرب تعبوية طالما إنني جندي في جبهات القتال ، وقال : { هات قصائد تعبوية وسأنشرها في العدد القادم ، حتى لو كانت غير موزونة }، طبعا لم أقدم قصائد تعبوية ، لأن ذلك بصراحة يعنني إنني لا أستطيع مهما حاولت أن { أقشمر } نفسي ، أن أكتب ما يخدم الحرب والنظام التي أشعلها ، إنني أكتب قصائد عن الحرب ، حسب قناعاتي وفهمي للحرب التي هي حرب النظام الفاشستي وأسياده من الإمبرياليين الذين دفعوه لإشعالها ، كتبت عن مصير الإنسان وأشواقه وتوقه للحرية وأحلامه المشروعة في عالم تسوده العدالة الإنسانية والطمأنينة ، كتبت عن الجنود العشاق ، عن أنين الجرحى ، عن أولئك الشباب الذين يساقون إلى ساحات الإعدام بسبب رفضهم للخدمة العسكرية ، عن أخوتنا الأكراد الذين يحرق بيوتهم وقراهم الجيش العراقي ويقتلهم في كل آن ، وكنت أعلم أن هذه القصائد التي أكتبها ، لا تصلح للنشر ، ومن الممكن أن { توديني بداهية }، ولكني لم أكترث ، ذلك لأنني أكتب ما يمليه علي ضميري ، ولكي أثأر من هذا الشويعر عاشق صدام وأمثاله ، الذين يتسكعون في شوارع بغداد ، ويثرثرون في المقاهي والحانات بعيدا عن جحيم الحرب ، والإهانات الدائمة ، والقمل والبرغوث ، وطنت النفس على المثابرة المضنية في القراءة ، من أجل فهم أكثر للعالم والزمن والتاريخ ، ومن أجل احترام الذات وتطوير المشروع الشعري الذي كنت وما زلت أعتقد ، أنه لا يتم بالسهولة التي يتصورها البعض، بل في الصبر والبحث المضني والتجريب والمغامرة المستمرة ، أليس الوعي هو زهرة التاريخ ؟ حين يتدفق ويتعرج الحاضر في أنهار الماضي والمستقبل ، وهكذا رحت أستعيد عافيتي القديمة في القراءة العميقة من أجل فجر المستقبل الذي كنت ألمحه عبر الدخان والشظايا التي تقتل الإبتسامة في وجوه الناس ، وتلطخ وجوه الزهور في التراب والسخام ، وأتذكر الآن قصيدتي { ظلال محيي الدين بن عربي } التي نشرتها مجلة الكرمل عام 8 198 العدد 23 حيث كتبت في مقدمة مقطعها الخامس :



_ { هذه الكلمة الحادة ، لا تفرط فيها

لا تدنسها ولا تقايضها بخزائن يوسف



اعضدينا أيتها الكلمة / الوديعة / يا روح الله

لمعانك بلسما لجروحنا العميقة :

بالكلمة سترفع الذهب من مناجم عميقة وساكنة

وتشبع فقراء ومشردين في شوارع ليل العالم ،



هذه الكلمة الحادة ، لا تفرط فيها

لا تدنسها ولا تقايضها بخزائن يوسف



ستبني من خلالها بيوتا للعشاق والمنفيين

وستدحر فيها غزوات يقوم بها مغامرون متعطشون للدماء



منشدة وإياك عذابات البشر الحزانى في الأرض ،



هذه الكلمة الحادة ، لا تفرط فيها .



بعد مغادرتي العراق إلى الأردن في 14 /12 / 1994 ، بمساعدة كريمة من الصديقة الشاعرة أمل الجبوري ، وكنت قد بعت مكتبتي كلها ، وأخفيت مجموعاتي المخطوطة ، أرسلت رسالة إلى صديقي الشاعر حسين علي يونس ، أطلب فيها أن يذهب إلى بيت أهلي ويأخذ مجموعاتي ويحتفظ بها عنده ، ذلك لأن رئيس إتحاد الأدباء في العراق رعد بندر ، جاء إلى العاصمة الأردنية عمان ، موفدا من قبل سيده عدي صدام حسين، يطلب معلومات عن عدد من الأدباء ،و ليطلب أيضاً من الأدباء العراقيين المتواجدين بعمان العودة إلى العراق ، { بأمر الاستاذ } مقابل طبع كتبهم وتوظيفهم في دوائر فيلق الإعلام التهريجي، وراح يهددنا ويتوعدنا أيضا بسبب معلومات وصلت إلى دوائر النظام الأمنية ، حول نيتنا إنشاء { تجمع ديمقراطي للثقافة العراقية } في الخارج ، وفعلا ، ذهب الصديق حسين إلى بيت أهلي وأخذ المجموعات التي ظلت بحوزته لحين سقوط نظام القتلة ، وكان قبل ذلك قد أرسل لي عدة قصائد منها ، بعد شهور من سقوط النظام ، ذهب الصديق الشاعر باسم المرعبي إلى العراق لزيارة أهله ، وإلتقى ببغداد الصديق حسين علي يونس الذي سلمه مخطوطاتي ، عاد باسم إلى السويد وأرسل لي المخطوطات في البريد ، سعدت جدا وشكرته ، ذلك أن القصائد التي كتبتها أثناء الحرب مع ايران ولم أستطع نشرها بقيت ، وسقط النظام وسقطت معه كل ثقافة الدمار والموت والخراب التي ظلت مهيمنة على المشهد العراقي طوال سنوات حكمه الفاشستي ، من هذه المخطوطات ، هناك مجموعة تتكون من 37 قصيدة كتبتها عن جان دمو وقرأتها لمجموعة من الأصدقاء باقتراح من صديقي الشاعر كمال سبتي ، في مقهى { حسن عجمي } عام 1987 ، عنوانها { ولاء إلى جان دمو } ، كانت أختي الكبيرة تقول لي بإشفاق عندما أهرب من الخدمة العسكرية وأعيش متخفيا : { إكتب مجموعة ولاء عن الريس ، حتى يتم نقلك إلى بغداد } ، نشرت هذه المجموعة بعد أن قدم لها الصديق الشاعر كمال سبتي في موقع Kikah ، وبعد شهر نشرت في نفس الموقع 16 قصيدة ، 15 منها ممن جلبها الصديق باسم المرعبي ، منها 5 قصائد كتبتها عن المعارك التي كانت تدور في قاطعي { سيده كان } و { حاج عمران } وواحدة عن جرائم نظام صدام ضد الأكراد في عمليات الأنفال حملت عنوان { الأنفالات 1988 بعض الهوامش } وبقية القصائد عن مناخ الحرب في بغداد وعذابات الناس ، و في الأيام القادمة سوف أنشر بقية القصائد التي كتبتها عن الحرب ، حربي أنا مع نظام القتلة لا حرب القائد الملهم والمحبوب . عام 1986 قدمت إلى خضير اللامي مدير النشر في دائرة الشؤون الثقافية ، في وزارة الثقافة والإعلام مجموعة شعرية عنوانها { جهشات } من أجل النشر ، رحب بي الرجل ووعدني خيرا ، وبعد أيام ذهبت إلى زيارة الكاتب المرحوم موسى كريدي الذي كان يرأس آنذاك تحرير { الموسوعة الصغيرة } ، والمرحوم موسى شخصية جادة وساخرة في آن معا ، ومن سخريته أنه كان يكتب قصائد عمودية عصماء ، وينشرها في صحيفة { الجمهورية } ، وقد قرأنا له مرة قصيدة طويلة ساخرة ، يمدح فيها الصحفي هاتف الثلج إسمها { يا هاتف الثلج } ، وحين سألناه ، لماذا يمدح هذا الشخص في هذه القصيدة ؟ أجاب بسخريته المعهودة بصوت خفيض : { حتى يعرف عبد الرزاق عبد الواحد وأمثاله ، إنني أكتب قصائد أفضل منهم ولكنني لا أمدح فيها صدام حسين كما يفعلون}، وتشاء الصدفة أن يكون هذا الصحفي المتواضع ممدوح موسى ، بعد هزيمة النظام في { أم المهالك } السكرتير الصحفي لصدام حسين ، في ذلك اليوم لم أجد موسى في مكتبه فعرجت على مدير النشر خضير اللامي لأستفسر هل أحال مجموعتي إلى رقيب ممن تعينهم دائرة الشؤون الثقافية ؟ فلم أجده أيضا ، علمت فيما بعد إنهما في إجتماع عمل ، بعد أسابيع أخبرني بعض الأصدقاء الأدباء ممن يعملون في هذه الدائرة ، أن مجموعتي قد ألقيت في برميل نفاية ، قلت لنفسي حسنا ، سأنشر قصائدي بطريقتي الخاصة ، أعددت 4 مجموعات شعرية وكتبتها بخط اليد ، بعد أن إشتريت { حبر صيني أسود } وذهبت إلى مكتب تصوير بالدفلوب يقع في منطقة { الوزيرية }، دفعت راتبي الشهري كله وإستلمت 50 نسخة من مجموعاتي التي ضمها مجلد حمل عنوان { جهشات / 4 مجموعات شعرية}، وزعتها مجانا على أصدقائي الشعراء والكتاب والنقاد داخل العراق وخارجه ، أثمرت النتيجة هنا ، وكان أول الغيث ، أن نشر لي الشاعر والكاتب سليم بركات 7 قصائد في مجلة { الكرمل } عدد {18} 1986 ، وكان هذا أول ظهور أدبي لي ، وبعدها قصيدة طويلة في العدد { 23} عام 1988 ، و شملني الناقد حاتم الصكر بجهده النقدي ، فكتب دراسة طويلة و نشرها في صحيفة { الجمهورية } عام 1989 ، بعنوان { جهشات الغجري الملعون } وفتح لي الباب فيما بعد لأنشر قصائدي في مجلتي { الأقلام } و { الطليعة الأدبية } اللتين رأس تحريرهما في بداية سنوات التسعينات ، وفي العدد الخاص الذي كرسته مجلة { كلمات } التي تصدها أسرة الأدباء بالبحرين للشعر العربي المعاصر عام 1989 ظهر إسمي في هذا العدد إلى جانب عدد من الشعراء العرب والعراقيين . والآن ، بعد كل هذه السنوات ، يحلو لي أن أسأل هذا السؤال : هل كنت أنا الجندي الهارب من الخدمة العسكرية والذي من الممكن أن يعرضني هروبي إلى عقوبة الإعدام ، أتاجر في الخسارة بعملي هذا ، أم كنت أصون وأحافظ على ميثاق الشرف الذي عقدته منذ البداية مع جوهر ، ووظيفة الشعر كما فهمتها منذ البداية ؟ وهنا أود أن أذكر حادثة أخرى تتعلق بالشعر حدثت معي بعمان ، في منتصف التسعينات ، كنت أسكن في غرفة مستأجرة مع صديقين ، لديهما عمل وراتب ثابت ، وكان موعد دفع الإيجار قد حان ولم أكن آنذاك أملك درهماً واحداً ، وهما يلحان حول ضرورة تدبير المبلغ ، ذهبت إلى الصديق الشاعر علي عبد الأمير من أجل أن يسلفني مبلغاً من المال كما هي عادتي معه عندما أفلس تماما ، قال لي علي : { الآن لا أملك مالاً ، ولكن أستطيع أن أعطيك عباءة رجالية ، تستطيع أن تبيعها وتحل شظية من المشكلة } ، بعت العباءة بخمسة دنانير إلى رجل أردني أمام الجامع الحسيني ، وتوجب علي بعدها أن أدبر الجزء المتبقي، ذهبت إلى بيت الأستاذ الشاعر المبدع سعدي يوسف الذي إستضافني ضيافة كريمة كما هو معهود عنه وأعطاني بقية المبلغ ، في الطريق وكان مهرجان { جرش } منعقداً ، إلتقيت صدفة الناقد حاتم الصكر و شخصاً آخر لا أعرفه ، قال لي حاتم : { لدي مفاجأة لك}، وأشار إلى الرجل الآخر، إستغربت مثلما إستغرب الرجل ، وبسرعة قال حاتم : { هذا عباس بيضون } ، ولم أكن قد رأيت صورة لعباس بيضون من قبل ، وهنا رحت أصرخ من السرور وأرحب به ، وهو مندهش من هذه الحفاوة البالغة ، حتى قال له حاتم : { هذا الشاعر نصيف الناصري } رحب بي الرجل ، وعلمت منه أنه قد كتب مقالا عن العدد الخاص الذي أصدرته مجلة { أسفار } وكرسته لـ 39 شاعرا من شعراء الثمانينات عام 1989 ، وقال إنه أشار في مقاله إلى 4 شعراء فقط ، أنا أحدهم ، وطلبت منه أن يعيرني مجموعاته من أجل إستنساخها لأرسلها إلى العراق . ذهبت معهما إلى الفندق وأخذت مجموعات عباس إلى أقرب محل للتصوير والإستنساخ ، إستنسخت المجموعات كلها ، دفعت مبلغ إيجار البيت ثمنا للإستنساخ ، أرسلت من كل مجموعة نسخة واحدة إلى الأصدقاء الشعراء في العراق ، واحتفظت لنفسي بنسخة واحدة أيضا من كل مجموعة . طردت من البيت ، حاولت مع الصديقين ريثما ألتقي المرحوم الشاعر عبد الوهاب البياتي في المساء حين يأتي إلى مقهى { الفينيق } ، لكن من دون جدوى ، علمت فيما بعد أن عباس بيضون كان قد كتب في مجلة { الصياد } حين عاد إلى بيروت ، مقالا عن شاعر يستنسخ الشعر بمبلغ إيجار البيت ، لقد كتبت قي مناسبة سابقة حين كنت بالعراق { ينبغي الإهتمام بأصوات الشعراء الجدد من أجل فرز المواهب الطارئة ، وإشعال النار الشعرية في وسطنا الأدبي والثقافي ، إذ ليس من المعقول أن يبقى هؤلاء الشعراء يكتبون إبداعاتهم ويبقون مهمشين ، وتفرض عليهم التوجيهات واساليب الوصاية الفجة دائماً ، أن التهميش الذي مورس ضدنا من قبل الصحف والمجلات ودائرة الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة والإعلام وإتحاد الأدباء والكتاب ، ليس هو الذي رسخ أسماءنا في العراق والوطن العربي وفي مجلات أدبية تصدر بقبرص والمانيا ولندن وباريس واليونان ، والإحتفاء بالشاعرين الثمانينين باسم المرعبي وخالد جابر يوسف لم تقم به أية جهة رسمية هنا ، وإنما جاء من دار رياض الريس للنشر بلندن حيث فازا في الجائزة الأولى ، في المسابقة الشعرية التي أقامتها تلك الدار وإشترك فيها شعراء كثيرون من الوطن العربي ،وكذلك الإحتفاء بالشاعرين الثمانينين أيضا طالب عبد العزيز وعلاوي كاظم كشيش ، لم تقم به أية جهة هنا ، وإنما جاء من مجلة اللوتس ، وهي ليست الأديب المعاصر مجلة الإتحاد العام للأدباء والكتاب بالعراق ، وإنما مجلة إتحاد أدباء آسيا وافريقيا } .




يتبع:

02-02-2005, 03:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-02-2005, 03:51 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-02-2005, 03:54 PM
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-04-2005, 12:13 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-06-2005, 04:58 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-11-2005, 12:11 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-13-2005, 08:46 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-18-2005, 01:05 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-21-2005, 02:55 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-24-2005, 01:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-27-2005, 02:23 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-06-2005, 01:43 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-11-2005, 01:51 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-15-2005, 11:42 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة ضيف - 03-16-2005, 01:02 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-18-2005, 03:05 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة ضيف - 03-22-2005, 08:11 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-25-2005, 02:46 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-02-2005, 01:19 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-06-2005, 09:51 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-14-2005, 10:07 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-23-2005, 01:54 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-01-2005, 08:04 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-07-2005, 12:31 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-17-2005, 10:40 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:58 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 01:15 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-19-2005, 04:19 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 08-01-2005, 11:39 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 08-17-2005, 05:09 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سيرة الحب السيد مهدي 2 823 02-17-2013, 10:29 PM
آخر رد: السيد مهدي
  سيرة أبي نواس بين عبث الرواة ومكائد الورّاقين يجعله عامر 3 1,143 07-02-2008, 09:46 PM
آخر رد: مظفر
  عالية في سيرة عن أنثى جديدة سيناتور 1 721 06-11-2007, 04:52 PM
آخر رد: سيناتور
  سيرة ذاتة لكاتم صوت محارب النور 2 887 04-27-2007, 05:39 AM
آخر رد: السيّاب
  الوليد بن يزيد , سيرة خليفة متهتك eyad 65 3 885 04-21-2006, 07:43 PM
آخر رد: مونيكا

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS