"قرأت "برهان العسل"،و لم أكن أنتظر نقدا حقيقيّا لهذه الرّواية،أو لغيرها من النّصوص الّتي غادرت مألوف المكتوب،لتحكي ممنوع المكبوت الإنساني؛لماذا لم نتفاعل مع هذا النّصّ ؟و كأنّه النّصّ الفريد في موضوعه!!؟و قبل ان نميّز بين المتن الرّوائي و حظّه من حريّة الّلفظ و المعنى،و المتون الأخرى الّتي درست و تدرس مسألة الجنس كظاهرة طبيعية بيولوجية تلازم الكائن،لمَ لا نتساءل عن رفضنا للكتابة حول الجنس ؟؟؟ هو ليس بالسؤال " البدعة"(من الابداع)،و إنّما نحن أَتْلَفْنَــا معنى - فائدة- الإعادة بطرحهِ؛(فـ) نحن -حقيقة-نطمئنّ للجنس (السرّي-الخاص)،الّذي هو حركتنا الفرديّة/على جغرافية الجسد/المتعة؛أي أنّ حصر معاني الجنس في اللّذّة الخاصّة ؛هو قول :الكبت{بتفسيره البسيكولوجي}...و بالتّالي-ثقافيّا-لم يعد في إمكاننا الآستماع إلى آهات اللّذّة و هي تسكن اللّفظ و تمنح السرّ هتكا و نشرا،و دلالات "معقاقبة"النّصّ بهجره أو بتبخيس بنيته و أسلوبه و جماليته،موقف متأسِّسٌ - أصلا- على موقف عام و أصيل يتحصّن بمقولات ليس للأدب و الرّواية بشكل خاص أيّ علاقة بها،..المتن الرّوائي يبتعد بمسافات ضوئيّة عن المتون الفقهية و أحكامها من حلال و حرام و مباح،إنّما هو رصد "يستثمر"مخيال الثقافة و موروثاتها فيكشف عن الانسان رافعا عنه زوائل الأقنعة،باعثا إيّاه بعثا جديدا طريّا،خالِصاً إلى كينونته....
..حقيقة تحتاج رواية:برهان العسل،الى أكثر من رؤية،،و حتّر رؤية رفضها ضرورة ثقافية و اَجتماعية؛فهي بلا شكّ محنة اللّفظ العربي وهو يُغادر ""سياج الممنوع"" أمّا حول تميّز المتن الروائي ،فذلك له مشاركة أخرى...و شكرا لكلّ مخالف أو موافق في الرأي..