{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أين ذهب حرافيش نجيب محفوظ؟
سيناتور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,957
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #7
أين ذهب حرافيش نجيب محفوظ؟
المحاكمة العكسية للتجارب الروائية ... أي أثر تركه نجيب محفوظ في الروائيين السعودين والعرب؟
عبده خال الحياة - 09/10/07//
إذ رغبت أي دراسة حديثة أن تؤسس للرواية العربية فإنها تلتفت لتجربة الروائي العالمي نجيب محفوظ، كقيمة جمالية وأدبية لترتكز عليها في نمو وتطور الرواية العربية، وفي هذا استسهال للعملية البحثية وتغييب للمرحلة التاريخية التي أخذت فيها الرواية العربية تستقي نموها من قنوات مختلفة. وبالسهولة نفسها استطيع القول إن الرواية العربية الحديثة لم تخرج من معطف نجيب محفوظ، كما يريد النقاد تأسيس هذه الرؤية التي قفزت لواجهة النقد الأدبي الحديث بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل.
وهذه التقريرية وهذا الجزم ربما يكونان صفتين عجلتين، لا يليق للمرء البدء بهما في حديث خلافي.
ومع ذلك أجدني انساق للبدء بهذه التقريرية الجازمة في مناقشة حالة ثقافية - أدبية أسست لها تياراً قديماً من التبعية والرضوخ لسلطة الاسم.
وأذكر أني علقت على استطلاع أجراه الصحافي اسكندر حبش بمناسبة
تسعينية محفوظ وأثره على مجايليه أو من جاء بعدهم، إذ انطلق الاستطلاع من سؤالين أجاب عنهما بعض الروائيين العرب، وكان السؤالان : هل تأثرت بأدب نجيب محفوظ أي هل لعبت رواياته دوراً ما في كتابتك؟ وإذا كان نعم فكيف كان ذلك؟
وجاء السؤال الثاني بهذه الصيغة: لماذا عندما نتحدث عن رواية عربية فإن أول ما يطرأ على بالنا هو اسم محفوظ؟
هذان هما السؤالان.
حينها كنت أخشى أن ينساق المجيبون لشرك السؤالين من كون الرواية العربية خرجت من معطف نجيب محفوظ - وهي المقدمة التي أراد لها اسكندر حبش أن تكون مدخلاً للاستطلاع - فالجزم بأن الرواية العربية خرجت من معطف نجيب محفوظ يكون جزماً مجافياً للحقيقة، فعندما انطلقت التجربة التحديثية في العالم العربي، كان الحداثيون يرون في تجربة نجيب محفوظ تجربة تأسيسية، وليس أنموذجاً مطروحاً للوصول إليه، بل بالعكس كانت الرواية العربية تكتب منجزها لتتجاوز مرحلة نجيب وجيله، باعتبارهما منجزاً كلاسيكياً نهضت الرؤية الحداثية لتقويضه وإيجاد نموذجها الروائي، ولعبت هذه الرؤى الأدبية الحداثية والتوجهات الايدولوجية بعداً آخر في الكتابة، وأثرت في الكتاب العرب، بحيث جعلت الكثيرين يتوجهون إلى محاكاة النماذج الروائية من خارج العالم العربي، ومحاولين اختراق المفهوم التقليدي لكتابة النص الروائي العربي (كما يكتبه حنا مينا ومحفوظ على سبيل المثال) ومقرين بأن نجيب محفوظ مرحلة تالية لمرحلة التأسيس، وانه خطا بالرواية خطوة متقدمة، لكنه لا يمثل النموذج الكتابي الذي يسعى إليه الكتاب (كتاب السبعينات على سبيل المثال) بل كان التلون الأدبي في العالم ينظر إلى أن الرواية تتشكل في جهات أخرى، بعيداً عن نجيب محفوظ المسالم (غير الجدلي والمختلف مع السلط والمفاهيم السائدة).
تلك الرؤى المشبعة بالتوجهات الأيدلوجية كانت تبحث عن وجودها التحديثي في كتّاب السبعينات الذين يحققون الشرط الفني والأيدلوجي معاً (أمثال صنع الله إبراهيم وعبدالرحمن منيف والطاهر بن جلون والطاهر وطار والياس خوري ومؤنس الزاز وعبدالحكيم قاسم ويحيى الطاهر عبدالله وأسماء كثيرة) ولم يكن بريق الفن هو الجاذب الوحيد لهذه الأسماء، وإنما الفن المنقوع في الإناء الأيدلوجي المحفز والباحث عن التغيير.
(وهذا يفسر لنا برودة استقبال فوز نجيب من البعض ويمثلهم يوسف إدريس، الذي رأى انه الأحق بالجائزة - وإدريس متسق مع واقعه الثقافي الذي كان يشي بأنه - إدريس - اقرب للفوز بروحه المحتدمة وانتمائه الأيدلوجي الصريح وكتابته وفق رؤية مغايرة للكتابة الكلاسيكية التي كان ينهجها نجيب القافز من الهامش - بالنسبة إلى النقاد الحداثيين - إلى واجهة المشهد الروائي العربي، وتحول اسمه إلى سلطة أدبية طاغية على مجايليه ومن جاء بعده، وليتحول إلى نماذج صنعته الجائزة حتى ان النقاد الحداثيين استجابوا لسلطة الاسم وبدأوا يبحثون عن الرؤى التحديثية والمغايرة والتصادمية في أعمال نجيب!
وأجدني أعرج إلى اقتطاع أجزاء من إجابات الروائيين الذين أجابوا عن سؤالي اسكندر حبش (في تلك الفترة زمن إجراء الاستطلاع) لإظهار جزئية ربما تكون غائبة بعض الشيء، وهي أن الأثر لنجيب لم يكن ليشمل العالم العربي، بل كان حضور نجيب طاغياً في بيئته، وهذا يقودنا إلى إقليمية التأثير، وأن كل قطر يستهلك مبدعيه ويرى فيهم النموذج، فنجيب - قبل الجائزة كان حاضراً - في ذهنية الكاتب والمتلقي العربي - كان حاضراً كاسم يردد لمنجزه الروائي الضخم - وكذلك لتحول بعض أعماله إلى فن آخر أكثر تصديراً للاسم، وذلك الفن هو السينما - ولم يكن تردد اسمه لأثر فعلي أحدثه على من جاء بعده - خصوصاً في الأقطار العربية الأخرى، إذ آمنا باستهلاكية كل قطر لمبدعيه.
ونجد في ذلك الاستطلاع أن إجابة الروائي اللبناني الدكتور سهيل إدريس نصت في جزئية منها على قوله: «أنا شخصيا» لا أعتقد أنني تأثرت بكتابات نجيب محفوظ الروائية. وقال الروائي السوري نبيل سليمان: «سأتجرأ على إنكار تأثير نجيب محفوظ في ما اكتب».
فهاتان الإجابتان يمكن أن نضع بجوارهما عشرات الإجابات المماثلة لروائيين عرب بعيدين عن مصر كإقليم عاش فيخ نجيب محفوظ.
وسنجد في إجابة حسن داود التي نصت على قوله: بالتأكيد إنني تأثرت بنجيب محفوظ، مثلما تأثرت بأي كاتب أو عمل إبداعي يفرض عليك تأثيراته».
سنتمكن من وضع عشرات الإجابات التي تقول بتأثير نجيب عليها، بحكم الوحود الجغرافي الإقليمي، واستهلاكها للنص الذي كتب عن بيئتها.
وسنجد روائية كإيمان حميدان يونس تقترب من تجسيد واقع روايات نجيب محفوظ قبل تسلم جائزة نوبل حين نصت إجابتها : «في ذلك الوقت كانت قراءاتي لمحفوظ مثل مشاهدتي للأفلام المصرية ذات اللونين الأسود والأبيض: عالمان متداخلان ولم أكن افرق بينهما».
هذه الإجابة تمثل الطيف الثالث من الكتاب، الذين يسمعون أو يقرأون نجيباً من غير أن يكون هناك وضوح لحكم قيمي على أعمال محفوظ، أو وجود أثر حقيقي لتجربة محفوظ على أولئك الكتاب.
ولو أن السؤالين تمت إعادتهما مرة أخرى لكتاب من الخليج أو اليمن فلن تكون تجربة محفوظ حاضرة كأثر في تلك التجارب.
فمثلاً زيد مطيع دماج في أعماله الروائية لم يكن لنجيب محفوظ حضور في نمو التجربة الروائية في اليمن، وكذلك بالنسبة إلىرجاء عالم في السعودية أو إسماعيل فهد إسماعيل في الكويت أو واسيني العرج في الجزائر.
فكل روائي عربي لم يكن ملتفتاً لنموذج العربي لكي يتجاوزه، بل كانت الروايات العالمية همه الأساسي في محاكاتها والتجاور معها.
وحينما فاز نجيب بجائزة نوبل تحول الاسم إلى فخ كبير، فتصريحك بعدم تأثرك به يجعلك محل استنكاف من الآخرين، وربما يحملك البعض إلى أقرب رصيف ليجلسوك هناك ويوصوك بانتظار القطار المؤدي إلى محطة العودة.
وهذا لكون التلقي لا يحكمه التعقل بل تحكمه العاطفة، والعاطفة تنشأ من التكرار والألفة، وهذه الصفات تنتج عجينة الوصاية وتصبح إجابتك خارج الوصايا عقوقاً ونكراناً، وبهذا تصبح الإجابة عن اثر نجيب في أعمالك ضرورية كإجابة قصدية تدرأ بها عن نفسك صفة الجهل وعدم الاطلاع، وتغدو إجابة متوافقة مع المألوف، لتصد عنك - أيضاً - تلك التهم وتبعدك عن تلك الأيدي التي ستحملك إلى الرصيف المقابل من أن التلهي بمشاهدة المارة إذاً كنت بليداً، أما إذ كنت متحفزاً لمواصلة السير فسيجعلك الجلوس على ناصية الشارع المقابل تقوم بمهمة مراجعة الأسماء التي تسكن ذاكرة النقاد، كإشارات ضوئية تجيز عبورك أو وقوفك.
إن مشكلة النقاد محاكمة الأعمال الروائية بأثر رجعي، وهذا يغيب الفعل المستقبلي للأعمال الروائية، التي تنحاز لظرفيتها التاريخية وتقاطعاتها مع التجارب العالمية وخصوصية كل كاتب على حدة.
ومن هنا تأتي إشكالية ولع النقاد بمسألة التأثر أو التناص أو السرقة الأدبية، وكلها مفردات ماضوية تسحب النص للخلف ولا تدفعه للإمام.
حتى مع وجود كل تلك المفردات داخل النص المراد تقديمه نقديا، يفترض بالنقاد سحب العمل الروائي لفضائه المستقبلي، واختبار أدواته المستعارة من بقاع الأرض.
10-14-2007, 04:42 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أين ذهب حرافيش نجيب محفوظ؟ - بواسطة ADAM - 09-08-2007, 12:46 AM,
أين ذهب حرافيش نجيب محفوظ؟ - بواسطة سيناتور - 10-14-2007, 04:42 PM
أين ذهب حرافيش نجيب محفوظ؟ - بواسطة بهجت - 10-22-2007, 03:05 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كس أميات نجيب سرور alexlloyd54 0 3,268 02-22-2011, 04:21 PM
آخر رد: alexlloyd54
  من هو نجيب سرور؟؟ نماذج من أعماله wahidkamel 10 5,616 12-10-2009, 03:04 PM
آخر رد: عاشق الكلمه

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS