وهي إن الطلبع الغالب على البشر هو السطحية في كل شيء ..
السطحية في التفكير ... السطحية في الفهم ..
نادر جداً لما تلاقي واحد عايز يفهم ( أيه العُبارة ) !
ولا حظت إن البشر بتجري ورا شهواتها أكتر من جريها ورا منافعها ..
ممكن تقول لي : طيب ماهو اشباعه لشهوته = انتفاعه !
أقول لك : لأ .... لإن الشهوة إذا ما اتوظفتش صح حتكون عاقبتها وخيمة ( طبعاً مفهوم الشهوة اللي أقصده أوسع من معناها الخاص ) ...
مسألة ( العواقب ) دي مهمة جداً في رأيي .. لأن حياتنا كلها ألغاز وحدش عارف ايه اللي حيحصل بكرة , فضلا عن انه يعرف ايه اللي حيحصل بعد مفارقته للدنيا وزيارته لعالم البرزخ , فضلا عن عالم الدار الآخرة ... المحطة الأخيرة من محطات قطار حياة الانسان ...
الانسان .. ذلك الكائن العظيم الفريد المكرّم ... الذي كثيراً ما أهان نفسه بنفسه , وأهمل في حق نفسه بنفسه .... بنظره تحت قدميه وإلغاء عقله , وقتناعه فقط ببصره وحسّــه ... حرصه على اشباع شهوته ومبدأ لذته : جعله مش عايز يفكّر انه حيتركها ... فأصبح انسان بصري , مش عاقل .. أصبح يقول لك : أنا مش مؤمن إلا بعقلي , و( الزبون ) مؤمن ببصره في الحقيقة ! في فرق كبير جداً بين البصري والعقلي ... بل على العكس ! نحن نلجأ إلى العقل عند غياب وعجز حاسة البصر عن تحقيق المعرفة عندنا !
و ( الزبون ) مصرّ إصرار دكر على إنه مش مقتنع إلا بعقلــه , الله يخرب بيته زبون عقله وسخ ..
عقله وسخ لدرجة انه مش قادر يفرق بين البصري والعقلي ..
الخدعة الكبيـــرة جداً جداً هي إنه يقنع نفسه إن البصري = العقلي ..
هل فعلاً ممكن نخدع نفسناً ؟
آه طبعاً أمّال ايه ؟!
ده احنا حياتنا كلها كذب على نفسنا وعلى الناس إلا مارحم ربي ..