{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حول المسالة اليهودية
حسام يوسف غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 809
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #7
حول المسالة اليهودية
تبقى حقوق الإنسان الأخرى، المساواة و الأمن.

المساواة هنا هي بمعناها غير السياسي ليست سوى المساواة في الحرية التي سبق وصفها، ألا و هي: أن ينظر إلى كل إنسان بصورة متساوية كوحدة قائمة بذاتها. يحدد دستور 1795 مصطلح هذه المساواة بما يناسب معناها في:

المادة 3 (دستور 1795) تتمثل المساواة في أن ينطبق نفس القانون على الجميع، سواء حين يحمي أو يعاقب.

و الأمن؟

المادة 8 (دستور 1793): «يتمثل الأمن في الحماية التي يكفلها المجتمع لكل عضو من أعضائه لحفظ شخصه و حقوقه و ملكيته.»

الأمن هو أعلى مفهوم للمجتمع البورجوازي، مفهوم الشرطة، أن المجتمع بأكله موجود فقط ليكفل لكل من أعضائه المحافظة على شخصه و حقوقه و ملكيته. يسمي هيغل المجتمع البورجوازي بهذا المعنى: "دولة الحاجة والعقل."

لا يرتقي المجتمع البورجوازي من خلال مفهوم الأمن فوق أنانيته. فالأمن هو بالأحرى ضمان أنانيته.

و إذن فلا يتجاوز أيٌ مما يسمى حقوق الإنسان الإنسان الأناني، فالإنسان كعضو في المجتمع البورجوازي، منطو على نفسه وعلى مصالحه الخاصة و رغباته الخاصة، و فرد منفصل عن المجموع. ما أبعد أن يكون الإنسان قد اعتبر فيها كائنا نوعيا بل تبدو حياة النوع نفسها، المجتمع، كإطار خارجي للأفراد و تقييد لاستقلالهم الأصلي. و الرابطة الوحيدة التي تمسك بها هي الضرورة الطبيعية، الحاجة و المصلحة الخاصة، أي حفظ ملكيتهم و شخصهم الأناني.

إنه لمن الملغز أن شعبا قد بدأ توا بتحرير نفسه و هدم جميع الحواجز بين أعضاء الشعب المختلفين و تأسيس جماعة سياسية، أن مثل هذا الشعب يعلن محتفلا، مشروعيةَ الإنسان الأناني المفصول عن الناس و عن المجموعة. (إعلان 1791) بل و يعيد هذا الإعلان في لحظة لا يستطيع أن ينقذ الأمة فيها إلا العطاء البطولي، و من هنا يكون مطلوبا بالضرورة في لحظة يتوجب فيها أن تصبح التضحية بجميع مصالح المجتمع البورجوازي أمرا معمولا به و يعاقب فيها على الأنانية كجريمة (إعلان حقوق الإنسان 1793) و تصبح هذه الواقعة أكثر إبهاما حين نرى أن المواطنة، أن المجموعة السياسية تنحدر من التحرر السياسي و تصبح مجرد وسيلة للمحافظة على ما يسمى بحقوق الإنسان هذه، أي أن المواطن يصبح خادما للإنسان الأناني، و أن المجال الذي يسلك فيه الإنسان ككائن اجتماعي يتدنى تحت المجال الذي يسلك فيه كجزء، و أخيرا يصبح الإنسان الحقيقي في الواقع ليس الإنسان كمواطن و لكن الإنسان كبرجوازي.

هدف جميع الاتحادات السياسية هو المحافظة على حقوق الإنسان الطبيعية و الحتمية. (إعلان الحقوق، 1791، المادة الثانية)

«تعين الحكومة لتكفل للإنسان التمتع بحقوقه الطبيعية و الحتمية.» (إعلان 1973، المادة الأولى)

و هكذا تعلن الحياة السياسية، حتى في لحظات حماسها الفتي الذيِ دفعه ضغط الأوضاع إلى الذروة، أنها مجرد وسيلة هدفها حياة المجتمع البورجوازي. حقا يتناقض عملها الثوري تناقضا واضحا مع نظريتها. فبينما يعلن الأمن كحق من حقوق الإنسان على سبيل المثال، فإن سرية المراسلة تخرق علنا كل يوم، و بينما تكون «الحرية غير المحدودة للصحافة» مضمونة (دستور 1793،المادة 122) كنتيجة لحق الإنسان في الحرية الفردية، يُقضى على حرية الصحافة قضاء تاما، إذ أنه لا يجوز استخدام حرية الصحافة إذا كانت تمس الحرية العامة (روبيسبير الشاب "تاريخ برلمان الثورة الفرنسية" بقلم روشيز ورو، الجزء 28، ص 109) و هكذا فهذا يعني أن حق الإنسان في الحرية ينتفي حالما يدخل في نزاع مع الحياة السياسية، بينما الحياة السياسية طبقا للنظرية هي الضمان لحقوق الإنسان و حسب، أي حقوق الإنسان الفرد، يجب أن يُتخلى عنها حالما تتناقض مع غايتها التي هي حقوق الإنسان. غير أن التطبيق هو الاستثناء و حسب، و النظرية هي القاعدة. و لكن إذا أراد المرء أن يعتبر التطبيق الثوري هو الوضع الصحيح فإِنه يبقى علينا حل اللغز: لماذا تقلب الأوضاع رأسا على عقب في وعي المحرريِن السياسيين فتبدو الغاية وسيلة و الوسيلة غاية. لا يزال خداع و عيهم البصري هذا نفس اللغز مع أنه لغز نفسي و نظري.

إن حل هذا اللغز بسيط.

التحرر السياسي هو في نفس الوقت انحلال المجتمع القديم الذي يستند إليه كيان الدولة الغريب عن الشعب، سلطة الحكام. الثورة السياسية هي ثورة المجتمع البورجوازي. ماذا كان طابع المجتمع القديم؟ كلمة واحدة ترسم ملامحه: الإقطاع. كان للمجتمع البورجوازي القديم طابع سياسي مباشر، هذا يعني أن عناصر الحياة البورجوازية كالملكية و العائلة أو أسلوب العمل ارتقت في شكل الإمارة، المكانة الاجتماعية و النقابة و أصبحت عناصر حياة الدولة. و تقررت علاقة الفرد بالدولة ككل على هذه الصورة، هذا يعني علاقته السياسية، بمعنى علاقته و انفصاله عن مكونات المجتمع الأخرى. فذلك التنظيم لحياة الشعب لم يرفع الملكية أو العمل إلى مستوى العناصر الاجتماعية، بل أنه أتم انفصالها عن الدولة ككل و أنشأ منها مجتمعات خاصة داخل المجتمع. و هكذا بقيت وظائف حياة و ظروف المجتمع البورجوازي سياسية، و إن كانت سياسية بما يلائم الإقطاع، هذا يعني أنها فصلت الفرد عن الدولة ككل و حولت العلاقة الخاصة لنقابته بالدولة ككل إلى علاقته الشخصية العامة بحياة الشعب، كما حولت عمله و وضعه البورجوازي المحددين إلى عمل و وضع عام. و كنتيجة لهذا التنظيم تبدو وحدة الدولة كذلك بالضرورة، كما يبدو الوعي و الإرادة و عمل وحدة الدولة و سلطة الدولة العامة، كشأن خاص لحاكم معزول عن الشعب و لخدمه.

إن الثورة السياسية التي أسقطت هذه السلطة و جعلت شؤون الدولة شؤون الشعب، و التي أقامت الدولة السياسية كشأن عام، أي كدولة حقيقية، حطت بالضرورة جميع الطبقات و الطوائف المهنية و النقابات و الامتيازات و كذلك التعبيرات الكثيرة عن الفصل بين الشعب و كيانه العام. ألغت الثورة السياسية بذلك الطابع السياسي للمجتمع البورجوازي. لقد فتت المجتمع البورجوازي إلى مكوناته البسيطة،إلى الأفراد من ناحية، و العناصر المادية و الروحية التي تشكل معنى الحياة و الوضع البورجوازي لهؤلاء الأفراد من ناحية أخرى. إنها تعتق العقل السياسي الذي تجزأ و تفكك و اندلق في الطرق المغلقة المختلفة للمجتمع الإقطاعي بصورة واحدة، لقد جمعته من هذا الشتات و حررته من اختلاطه بالحياة البورجوازية و شكلته كبيئة للكيان العام، للشعبي العام في استقلال مثالي عن تلك العناصر الخاصة للحياة البورجوازية. انخفضت مكانة المهنة المحددة و الوضع الحياتي المحدد و لم يعد لهما سوى معنى فردي. لم يعودا يشكلان العلاقة العامة للفرد بالدولة ككل. بل أصبح الشأن العام بحد ذاته شأنا عاما لكل فرد و أصبحت الوظيفة السياسية وظيفته العامهَ.

كان اكتمال مثالية الدولة وحده اكتمال مادية المجتمع البورجوازي في نفس الوقت. و كان التخلص من النير السياسي تخلصا من الأغلال التي قيدت العقل الأناني للمجتمع البورجوازي في نفس الوقت. كان التحرر السياسي هو تحرر البورجوازي من السياسة في الوقت ذاته، و حتى من مظهر كونه محتوى عاما.

كان المجتمع الإقطاعي قد انحل في أساسه في الإنسان، و لكن في الإنسان الذي هو أساسه حقا، في الإنسان الأناني.

هذا الإنسان، عضو المجتمع البورجوازي هو الآن أساس و شرط الدولة السياسية. و قد اعترف به بهذه الصفة في حقوق الإنسان.

لكن حرية الإنسان الأناني والاعتراف بهذه الحرية هي بالأحرى الاعتراف بالحركة غير المقيدة للعناصر العقلية والمادية التي تشكل محتواها.

و من هنا فإِن الإنسان لم يحرر من الدين و إنما حصل على الحرية الدينية. لم يحرر من الملكية و إنما حصل على حرية الملكية، لم يحرر من أنانية المهنة و إنا حصل على حرية المهنة.
10-20-2007, 08:15 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:09 AM,
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:10 AM,
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:11 AM,
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:12 AM,
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:13 AM,
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:14 AM,
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:15 AM
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:16 AM,
حول المسالة اليهودية - بواسطة حسام يوسف - 10-20-2007, 08:16 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العلمانية على محك الأصوليات اليهودية والمسيحية والإسلامية الجواهري 1 1,411 10-10-2011, 08:02 PM
آخر رد: yasser_x
Rainbow ذرية إبراهيم - مقدمة عن اليهودية للمسلمين / روبن فايرستون ( 2MB) الفكر الحر 0 1,539 12-29-2010, 07:43 PM
آخر رد: الفكر الحر
  موسوعة فلاسفة ومتصوفة اليهودية الواد روقه 4 2,167 11-13-2009, 07:36 AM
آخر رد: كوكب الأرض
  موسوعة اليهود و اليهودية والصهيونية -عبدالوهاب المسيري ابن نجد 2 987 10-14-2007, 04:56 PM
آخر رد: سيناتور
  نقد الديانة اليهودية السلام الروحي 4 2,051 03-13-2005, 04:56 AM
آخر رد: إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS