مسألة العدل الألهي مبهمة وغامضة...ويعود الغموض فيها ألى نقص المعلومة لدينا نحن البشر..فالهدف الألهي من خلق البشر هدف غامض فالحقيقة لم تتضح لنا بالشكل الكامل..مع ان القران ذكر لنا ان الهدف هو العبادة..لكن العبادة في اللغة هي الاستسلام .
أي أننا خاضعون بيولوجيا لذات الخالق في إيجاد قانون التكوين والفناء...هذا لايختلف عليه إثنان...إشكالية نقص المعلومةهي أن الحقيقة من وجودنا مجهولة لنا وليس لنا رأيي في إختيار الطريقة التي على أساسها وجدنا أو في إختيار أهلينا أو صفاتنا وقدراتنا الروحية والعقلية واسلوب الحياة الذي يجب ان نعيشة من حيث الغناء والفقر...الخ ..تولكوننا نجهل هذه المعلومات عن ذاتنا والهدف من كل ذلك ..فمن باب أولى أن نجهل أي معلومة عن الذات الفاعلة في صناعة هذا الكون...والجهل عن كنه هذه الذات...معناه جهل لأهدافها من نشأة الكون على عمومه.. إذن لها معايير ومقاييس
تختلف عن معاييرنا وتصوراتنا..لذا إسقاط معاييرنا ونظرتنا للحياة وقياسنا لماهية العدل على الذات الألهية قياس لا يوصلنا للحقيقة ..فمعايير ذات بهذه العظمة في إنشأة الكون وإدارته بتوازن وانضباط لا يمكن أن تقاس بنظرتنا للأشياء..فما نحن مع أرضنا
إلا ذرة ضائعة في سلسة من الكثبان الرملية الهائلة..ولذا الحوار فيه جهد ضائع ومعضلة لن يحلها البشر.....