الأعزاء وليد و جقل .
خالص المودة .
أشكر لكما تواصلكما و المداخلات القيمة .
سأعود قليلا إلى البداية .
كإنسان شرقي الثقافة تعودت في بداية حياتي أن أنظر للكون كشيء واحد ، و أن أبحث عن نظرية أو فكرة لها قدرة تفسيرية شاملة ، أبدأ من الصورة العامة ثم أهبط إلى التفاصيل التي يجب أن تكون متوافقة مع تلك الصورة ، ولم أستمر طويلا فنتيجة الدراسة العلمية بدأت تدريجيا أبتعد عن العموميات و أهتم بتفاصيل محددة بذاتها ، و عن الطريق التجربة و الخطأ و مراقبة الذات بدأت أعيد تشكيل إدراكي للعالم ، فقد توقفت نهائيا عن البحث عن تلك النظرية الشمولية سواء كانت ميتافيزيقية مراهقا أو مادية ماركسية شابا ، و بدأت أتأثر عميقا بالفكر الوضعي المنطقي ، و أعتقد أنه لا يمكن للإنسان أن يكون وضعيا دون أن تساعده جيناته الوراثية بشكل أو آخر ، فليس سهلا أبدا لإنسان شمولي الإدراك أن يقبل فكرة أن الشيء هو مجرد متتاليات لظواهره بلا جوهر خالد !،و أن يرى التاريخ الذي لا يتحرك على قضبان و لكن يعمل بدون خطة مسبقة ، هكذا توقفت عن رؤية العالم كشيء واحد ، بل أصبحت أنفر من تلك الرؤية كممارسة تفتقد الحكمة و النضج ، إني لا زلت وضعيا متحمسا و لكني كشرقي أحيانا ما تفاجئني وعكة رومانسية و رغبة في الثورة و الإبحار بعيدا عن تلك العقلية التحليلية ، هذا الشريط هو مغامرة منفلتة تتداعى فيها الأفكار بشكل أكثر حرية في محاولة لرؤية الكون.
في شريط آخر بعنوان ( رؤية العالم worldview) ،و في مصادفة سعيدة يتعرض العزيز سيناتور لشيء قريب من هذا الشريط ، و هو يضيف لمعلوماتي ما كنت أجهله أن مثل هذه التأملات هي شيء جاد و مستقل بالفعل ،و أن "رؤية العالم" كما جاء في شريطه (مصطلح نشأ في الفلسفة الألمانية، ثم شاع في الكتابات الفكرية والفلسفية، وهو يعني -على وجه الإجمال- الطريقة الني نفهم بها العالم بأكمله. وتمثل "رؤية العالم" الإطار الذي يقوم من خلاله كل فرد بتفسير العالم المحيط به والتفاعل معه ومع مكوناته، وكذلك تلك التصورات والمعتقدات التي يصوغ من خلالها رؤيته، إذن رؤية العالم مهمتها مهمة تفسيرية بالدرجة الأولى) ، هذا يجعلني أعود مرة أخرى إلى المناهج العقلية مستسلما ، طالما ما كنت أعتقده تداعيا حرا للأفكار و شيئا قريبا من أدب الخواطر هو في صميم الفكر الجاد .
رغم هذا فلست أنتظر أن ننتج معارفا بل سيكون رائعا أن نتأملها ، ولن أسعى إلى تأكيد مقولتي بأن العالم معقد ،و لكني سأكتفي بأن أقول أني أراه معقدا لهذا و ذاك ، و سأنتظر أن أسمع من يراه بسيطا لأنه يرى أشياء أخرى ، إن العلوم وحدها هي مصدر المعرفة ،و لكن سيكون هناك دائما بجوارها أدبيات و أفكار تتوغل في الكون سابرة أغواره في محاولة استكشاف جسورة ، كي تقدم في النهاية مادة جديدة للعلم كي يكتشفها .
حتى في الحوارات الأكثر تحررا لابد من وجود منطلقات أولية و محددات ، لهذا فكرت في البداية وضع تعريفا للتعقيد و البساطة ،و لكني دائما أخشى أن يسلمنا التعريف إلى التداعيات اللانهائية infinite regress ،و بدلا من مناقشة القضية نناقش تعاريفا ، لهذا اعتمدت في فهم فكرة التعقيد و البساطة المقابلة على الرواية الأولية التي قدمتها عن إجتماع الفلاسفة - وهي بالمناسبة قصة حقيقية – فلم أجد أفضل منها ، و إلا فكيف تصف عالما لا يمكن لأفضل العقليات التعبير عنه بشكل مفهوم لكل منها ، بالرغم من تعاصر تلك العقليات و اشتراكها في الإهتمامات و القضايا التي يتناولونها !، هذا العالم ما زلت أراه معقدا ،و مع الشكر للعزيز جقل في التفرقة بين التعقيد و الكثرة ، أضيف أيضا أن القلة و ليس البساطة هي المقابل للكثرة ،و أن التعقيد توصيف نوعي qualitative بينما الكثرة كمية quantitative .
في النهاية أرجوا أن يتعامل كل منا مع هذا الشريط كملكية بين متساويين .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	اصدقائي الملحدين ...... نقطة نظام لو سمححتم ... سؤال بسيط	استشهادي المستقبل	60	12,110	10-23-2010, 09:54 PM آخر رد: بنى آدم
	عمر الكون	بوشاهين البحراني	43	10,569	10-18-2010, 11:57 AM آخر رد: استشهادي المستقبل
	سؤال بسيط يحتاج اجابة بسيطه بنعم او لا	discovery2	1	585	06-09-2007, 12:56 AM آخر رد: discovery2