...لا وجود لنصّ خالص حتّى بالمعاني الّتي ذهب إليها "كانط"،فقط النّصّ الدّيني يفوز بالكمالات منذ البدء...بشمولية الحقيقة واَحتضانها لفظا و معنى،،ونصّ "الدّكتور جعيط "و غيره من النّصوص النّقدية؛ملوّثة بالإنسيّ/البشري،،و من ثمّة صارت "نَــهْـبًا" لكلّ القراءات...و لكن هل كلّ قراءة حقّقت شروطها(؟)..أظنّ أنّ الأستاذ هشام جعيط يكتب في زمن الشّفاهية العربي،و الشّفاهية مسرح الميتافيزيقا،و إن لم يُعلن الأصولي خوفه من الكتابة،فإنّها لاشعور ارتباك النّصّ الدّيني،الفائز دوما بالمديح ،و مشروع السيرة؛قول المؤرّخ /و الأركيولوجي يُسائِلُ آثارا و قد أسقط منها كلّ معطيات القداسة،و هو عمل يعسر اقترابه- عربيّا- ما دامت الأطر الاجتماعية للمعرفة المعاهد الدّينية/مجالس الفقه و الافتاء...
و بالعودة لهشام جعيط،فقد شكّل مدرسة تاريخية مهمّة،مدرسة تاريخ الفكر و الذّهنيات، و إذا كان مدرسة الحوليات الفرنسية تنصت إليه باهتمام كبير،و يتابع مؤرّخو الفكر(عالميا) كتاباته فلا أعتقد ببحثه عن (الشّهرة)،هذا من ناحية...و لكن لنسأل:منذ ابن اسحاق و ابن هشام و كتب المناقب و الإخباريين العرب القدامي، ماذا قدّمت الاقلام (الاسلامية)،سيرة السباعي،و خالد محمد خالد،و الغزالي الأخير..ثمّ الكتابة التّاريخية عرفت أكثر الثّورات المنهجية منذ بداية القرن التّاسع عشر،و نحن أحدث ثورة في المنهج التّاريخي تعود إلى ابن خلدون،لهذا يمكننا القول :أنّ جعيط و غيره من المدارس النّقدية العربية يعيشون اغترابين؛اغتراب في المكان و اغتراب في الزّمان(على حدّ تعبير عبدالله العربي ،في /أزمة المثقّفين العرب)..و للموضوع صلة ..وشكرا