الزميل الختيار
لقد كانت مشاركاتك سابقًا أكثر موضوعية ، ولكن للأسف الآن نراها وكأن لك تحاملًا على القرآن ، وذلك لما رأيناه من ألفاظ لم نعهدها من قبل ، على سبيل المثال قولك :
((ورغم أن الكفار تحدوا محمداً أن يسقط السماء عليها كسفاً كما هددهم لكنه فشل في ذلك)) .
إن مصطلح "فشل" استفزازي ، فإن الفشل لا يكون إلا بعد المحاولة ، فهل سمعت أو رأيت أو وقعت على رواية في كتاب تفسير أو حديث أو تاريخ أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قام بمحاولات لإسقاط كسف من السماء ثم عجز بعدها حتى تقول "" فشل "" ؟؟؟؟؟

ما هذه التعابير أيها الختيار ؟

ثم انظر كيف تتحدث بلهجة الاستخاف فتقول ((هذا الكتاب المسمى "قرآناً")) .
ما هذا أيها الزميل ، وماذا جرى لك ؟

وكذلك استخدامك لهذه الألفاظ مثل "التهرب" ، فتقول :
((ما هذه الحجة الواهية في التهرب من التحدي ؟))
((تمادى في التهرب بطريقة سافر ))

أما كان يمكنك أن تصوغ الألفاظ دون هذا الاستفزاز لمشاعر المسلم ؟
لقد كنت أكثر رقيًا ، وما نعتب عليك إلا لأننا نعدك من عقلاء هذا النادي ..

على كل حال :
كتبت تقول: ((فلك أن تتخيل أين كانت السماء قبل أن يرفعها ؟
ولكن لماذا يرفعها أصلاً ؟ فهل هي ساقطة إلى الأسفل بفعل جاذبية ما ؟))

ثم تختم بقولك :
((أي تفكير ساذج هذا الذي يفكّر هنا ؟))

وأنا أقول :
بل ما هذه السذاجة التي تحاكم بها القرآن ؟؟؟
أنت تتحدث وكأنك تملك علوم الدنيا ، وكأنك تعرف علوم الفلك وناصيته بيدك ، وأنه لا يخفى عليك خافية من هذا الكون .

ما هو مقدار علمك عن السماء ؟
كيف بدأ تكوينها ؟
وكيف كانت؟
وكيف أصبحت؟
وما هو حدّها ؟
وأين تنتهي ؟
وماذا يوجد في نهايتها ؟

إن مقدار ما عرف العلماء عن الكون لا يساوي قطرة من محيطات الأسرار التي يلفها الغموض ، فكيف تريد أن تعترض على كذا وكذا وأنت ما أنت فيه ؟

تعترض على رفع السماء ، ولو فرضنا أن تفسيرك للرفع لا غبار عليه ، هل شهدت خلقها وعلمت مادتها ونهايتها حتى تجزم بما تزعم ؟

وتعترض على أن السماء بناء وسقف، وكأنك طرت إلى آخر نقطة فيها واكتشفت أنه لا بناء ولا سقف ولا من يفرحون ولا يحزنون .

وتعترض أن يَسقُط كسف من السماء ، وكأنك تحسست السماء بيديك وفحصتها فوجدت أنه يستحيل على الله أن ينزل كسفًا منها .
وكما يبدو من كلامك أن الكسف لا بد أن تكون أجزاء من السماء نفسها ، وهذا ليس بلازم ، فإن المعنى يجوز أن يكون من جهة السماء ، أن ينزل قطعًا من جهتها .

وهكذا باقي اعتراضاتك ، وكأنك تعلم علوم الكون كلها من الألف إلى الياء ، وكأنك شهدت خلقه وتطوره ...

وصدق الله إذ يقول :
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ

يتبع إن شاء الله ..