الأستاذة "داليا"،و الأستاذ "يجعله عامر"..
أردتُ منذ البدء أن أبتعد عن امتداح القصيد،و أطلب القول المختلف،لأنّ في حضرة الشّعر يصبح لكلّ معنى هويّات لا يمكن ملاحقة تخومها...و لأنّه قد استقرّ عندك قيامي بمقارنة "ديوان العرب"بــ"ديوان الغرب" و شعراء كلا الدّوانين،فإليك و بكلّ ودّ نعتٌ آخر للمقارنة الممكن أحداثها برغم تفاوت التّجربة - كمت تلحّــين - و قبل الخوض في مسألة "التّفوّق على المذهب و ما فيه من قيود" أُشير إلى الآتي؛الشّاعر التونسي (أبو القاسم الشّابي)اتنهى من قول الشّعر و قول الوجود(1909-1934)وهو لم يتجاوز العقد الثّالث،و كذلك الشّاعر الفرنسي آرتور رامبو(1854-1891)و توقّف على الكتابة وهو في العشرين من عمره.. و حتّى "نيتش" لم يعمّر طويلا (1844-1900) و هو المؤثّر الحقيقي في الفكر و الأدب الأوروبي إلى اللّحظة الرّاهنة،و جلّ فلاسفة الحداثة و نقّادها اليوم ما يزالون يؤوّلون نصوصه و أسئلته،أخلص،فأقول التّجربة أو العمر أو الموهبة ليست من يبعث الشّعر أو الإبداع،و ليست كذلك السياسة أو سياسة المدينة،بل كلّ هذه المفاصل الوجودية عبر جدلها و تعقّد تناقضها و التنافر الدّاخلي للأشياء و للظّواهر من يحدث نصّ الشّعر و "و الشّخصية المفهومية"-(بتعبير جيل ديلوز)-الّتي هي:هذا الشّاعر؟؟
أليس هذا الجدل الوجودي هو ما أعنيه بالرؤية،أليس إلتزام الشّاعر /المفكّر/الفنّان هو انحياز لتعدّد معاني هذا الوجود الّذي كان نعتك له بالشرق المتقوقع على نفسه،فأيّ تفوّق لشاعر أو لنصّ يهمل شرقه؟؟؟؟ كلّنا شرق،،كلّنا جغرافية القمع و لذلك نسأل و نلتزم بآمالنا و أحلامنا و بشعرائنا و كتّابنا .... و حتّى لا أثقل على الأصدقاء و على المنتدى أكرّر اعتذاري...و أشدّد على اهتمامي بما تكتبه المرأة و قد كنت طالبا لــ"مدام الحدّاد" الّتي حبّبت إليّ "سبينوزا" و كانت معرفتها به أعمق من العمق،كما لايغرب عنّا ما قدّمته المرنيسي فاطمة للسوسيولوجيا العربية الكونية،،و غيرهما كثيرات ...و شكرا و حتّى قصيدة أجمل ..