..
لم تعد المشكلة في المشروع الذي طرحة الأخوان المسلمين السوريين ووسموة باسم"المشروع السياسي لسورية المستقبل" أصبحت في فهم أسماعيل أحمد لهذ المشروع فهو يظن أن القدوس الذي كان يأتي موسى أتى بهذا المشروع و بالتالي لا مجال لنقده و لا لتغيير حرف من حروفة و صرت أخشى أن يتحدى الجميع بأتيان مثله.
عندما يضع هذا المشروع لنفسه مرجعية آلاهية و يربط كل مفهوم أو فكرة أو أبداع بعدم تجاوز هذه المرجعية فهو يضع حدودا ضيقة جدا لكل فكرة أو أبداع لأن هناك من يظن و هم نسبة ليست بالقليلة أن لا ملاءة لهذه المرجعية و لا سلطة لها.و عندما يسقط المشروع هؤلاء من حساباته فأخشى أن تكون حساباته غير دقيقة.
أقتبس اسماعيا أحمد من الوثيقة ما يلي:
اقتباس:إن الواقع الاجتماعي بكل أبعاده: الفكرية والثقافية، والسلوكية، من عادات وتقاليد، وأنماط للعيش، كل ذلك الواقع الذي يعد أساسا لحياة الناس، ....إن الواقع الاجتماعي لشعبنا، وما يزخر به من عقائد وأفكار وعادات وتقاليد، يشكل أرضية مادية ملموسة لمشروعنا الحضاري، .... نعتقد أن ثقافات الأمم، وتجارب الشعوب، ومعطيات الحضارة الإنسانية بشقيها المادي والمعنوي هي مصدر إغناء لمشروعنا الحضاري
هذا الكلام معناه أن المشروع الحضاري سوف يتبنى ماهو سائد من سلوكيات و تقاليد و ثقافة وهو أن لم يفعل ذلك فعلى ماذا سيتكل في تشكيل دساتيره و قوانينه و نواميسه.ولكن مادخل كل هذا بالثقافة كطقس معرفي وممارسة و سلوك.؟؟!!بمثل هذا الطرح لم تفرق الوثيقه بين الشروال العثماني و نصوص نزار قباني فكلاهما ثقافة أو موروث اجتماعي بمثل هذه النظره الأحادية سنتوقع أن يحشر كلاهما الشروال العثماني و نصوص نزار قباني في نفس القبو الذي يستلهم منه الأخوان مادتهم لأغناء مشروعهم الحضاري.
نقل آخر من الوثيقة بحسب ماجاء في مداخلة أسماعيل أحمد:
اقتباس:على الفكر العالمي، والاستفادة من التجربة البشرية المتراكمة على مر السنين، التي لا تتعارض مع ثوابت الإسلام
عندما ينقل الزميل اسماعيل أحمد مثل هذه المقطعات ليرد على أغفال الثقافة في المشروع يتضح تباعد المفاهيم عما قصده كاتب المقال و ما يريد أسماعيل توضيحة.
الثقافة كما يريد كاتب المقال طريقة التفكير المنفرد كما يمليها راهن ثقافي ليس بالضرورة أن يكون محليا و لا شرعيا مستمدا من اسقاطات لوحة أو تجلي في تمثال منحوت أو رؤية ما للقى اثرية أو قراءة عميقة لفلفسة ما.هذا النوع من التفكير أوجد مدارس ثقافية طبعت العصر بطوابعها سميت" واقعية" أو "وجودية" الى آخره.... مثل هذا الفهم المتطور لم يبدو على الوثيقة أنها قريبة منه في أي حرف من حروفها .
يتابع اسماعيل أحمد النقل:
اقتباس:تشجع كل اجتهاد ثقافي أو اجتماعي أو سياسي لا يتعارض مع قواطع شرع الله، وتتفاعل معه
قواطع شرع الله...يعني هل ستسمح الوثيقة لمواطنيها أن تفتتح منتدى مثل هذا و تسمح لهم بقراءة ما يكتب فيه و الكتابه لنواديه. و هذا كما يعلم الجميع ممارسة ثقافية قد تتعارض لما شرع الله.؟؟!!!و أذا كان الجواب نعم...فماذا تعني يقواطع شرع الله؟؟!!
أتابع النقل عن منقولات أسماعيل أحمد:
اقتباس:إقرار الحريات العامة ، وإشاعة ثقافة الحوار في المجتمع بدل ثقافة الإقصاء و ثقافة التعايش بدل ثقافة الاستئصال
تكرار كلمة ثقافة عدة مرات في سطر واحد....لا يعني العناية بالثقافة...بل عناية بلاغية ليس ألا..
أكتفي و قد أعود لاحقا...لدي صداع رهيب..