مشكلة الفكر الطائفي الذي يعتمد على المواد الفكرية التي تنتجها مل مؤسسة دينية في سبيل الهجوم على مؤسسة دينية أخرى لا ينتهي - أو لا يتم تجاوزه - إلا بوضع الطرفين في مستوى واحد. وهذا ما قلته في الموضوع الآخر الذي وضع فيه زميلنا الطبيب عبداللـه كتاب "ثم اهتديت" والذي ألحقته بكتاب آخر ينقده.

لكن وجود كتاب مثل كتاب " الكافي " لا يفي بغرض الدعوة أو التبشير إلى مذهب الشيعة الإمامية..لأنه يمثل واحداً من النصوص المصدرية التي يقوم عليها المذهب، وهو نفس الحال الذي عليه كتب الإسماعيلية التي قمنا بتوفيرها هنا أو الكتب الأخرى التي لها سمة المرجعية للمذاهب الفكرية الأخرى غير الدينية. فأنا إذا قمت بوضع مؤلفات ابن تيمية هنا في هذه الساحة هل سأكون داعياً إلى مذهب السنة؟! هل أنا مبشر بالدعوة الإسماعيلية ما دامت قد وضعت روابط لكتبها هنا؟! وماذا عن الكتب الأخرى التي لها توجه نقدي للأديان والإسلام؟!

عندما يصل الإنسان إلى مستوى معين من المعرفة يرى أن أغلب الصراعات الدينية والسياسية والاجتماعية ما هي إلا تقوقع داخلي على النفس دون النظر إلى الفرص الأخرى لتصحيح هذا الحراك التقوقعي. مظاهر هذا التقوقع يبدأ بصم الآذان - مش الأذان :25:-عن سماع الآخر، والمثال الذي لدينا هنا هو وضع كتاب ذو هدف دعائي وعدم التعرض له!!. ونفس الحال إذا وضع الكتاب الذي يرد على الآخر دون وضع الكتاب موضوع الرد!! أليس هذا ما نراه في أغلب المنتديات الدينية على أنواعها؟؟